غاز الميثان المختبئ في التربة الصقيعية القطبية يهدد بخطر مناخي

منوعات

غاز الميثان المحتجز في التربة الصقيعية القطبية يهدد بخطر مناخي على الصعيد العالمي

16 كانون الأول 2023 13:03

قد تتسبب شركات الوقود الأحفوري التي تقوم بالتنقيب في التربة الصقيعية النرويجية في مشكلة مناخية كبيرة على الصعيد العالمي.

فبعد تحليل 18 بئراً للتنقيب عن النفط في سفالبارد، وهو أرخبيل يقع بين النرويج والقطب الشمالي، اكتشف الباحثون أن نصف هذه الآبار اخترقت تجمعات من غاز الميثان الذي كان محتجزاً في السابق. 

العلماء يحذرون من ذوبان التربة الصقيعية النرويجية

إن السماح لكميات كبيرة من هذا الغاز بالخروج إلى الغلاف الجوي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في انبعاثات الكربون، كما يحذر العلماء الآن، مما يزيد من تسريع ذوبان التربة الصقيعية، والذي سيؤدي بدوره إلى إطلاق المزيد من غاز الميثان في حلقة مفرغة مثيرة للقلق.

وأوضح "توماس بيرشال" من المركز الجامعي في سفالبارد، المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة نشرت في مجلة Frontiers، في بيان له: "الميثان هو أحد غازات الاحتباس الحراري الأساسية، وفي الوقت الحاضر، لا يزال تسرب هذا الغاز من أسفل التربة الصقيعية منخفض للغاية، ولكن بعض العوامل مثل تراجع الأنهار الجليدية وذوبان التربة الصقيعية قد "تكشف الغطاء" عن هذا الغاز في المستقبل".

تسرب غاز الميثان إلى الغلاف الجوي

ليست عمليات الحفر فقط هي التي يمكن أن تطلق هذا الغاز، حيث يمكن لبعض السمات الجغرافية للتربة الصقيعية في سفالبارد أن تسمح للغاز بالهروب أيضاً، ومع ذلك، فإن دراسة كيفية تحرك الميثان تحت هذا اللوح السميك من الجليد قد يكون أمراً صعباً.

تساعد الآبار التي حفرتها شركات التنقيب عن الوقود الأحفوري العلماء على الحصول على فكرة أفضل عن كيفية تصرف هذا الغاز وأين يتراكم، حيث أظهرت بعض الآبار التي فحصها بيرشال وزملاؤه رواسب كبيرة من غاز الميثان محتجزة في قاعدة التربة الصقيعية، في حين لم يكن هناك غاز في بعض الآبار الأخرى، مما يشير إلى أن الغاز الذي كان موجوداً فيها قد انتقل بالفعل إلى مكان آخر.

غاز الميثان المختبئ في التربة الصقيعية القطبية يهدد بخطر مناخي

وأشار بيرشال في البيان إلى أن "أحد الأمثلة هو البئر التي تم حفرها مؤخراً بالقرب من المطار في لونجييربين، لقد سمع الحفارون صوت فقاعات قادمة من البئر، لذلك قررنا أن نلقي نظرة، وقمنا باستخدام أجهزة إنذار بدائية مصممة للكشف عن المستويات المتفجرة من غاز الميثان، والتي أعطت إنذاراً قوياً على الفور عندما وضعناها فوق حفرة البئر".

وفي حين أن رواسب الميثان هذه تبدو وكأنها قنبلة موقوتة، إلا أنه لا يزال أمام العلماء الكثير من العمل حتى يتمكنوا من فهم كيفية تحرك الغاز تحت الجليد بشكل كامل، ولكن إذا كان هناك شيء واحد مؤكد، فهو أن الاحتباس الحراري قد يمنح الغاز قريباً الفرصة للخروج إلى الغلاف الجوي مما سيطلق العنان لخطر بيئي لا يمكن الاستهانة به. 

المصدر: مجلة Frontiers