هل ترتبط السمنة فعلاً بمؤشر كتلة الجسم وحده؟ يبدو أن الجواب هو لا، كما يقول الخبراء الذين شاركوا في كتابة ورقة بحثية تم نشرها مؤخراً في مجلة JAPI، وهي مجلة جمعية الأطباء في الهند.
ووجدت الدراسة، أنه على الرغم من أن تقييم مؤشر كتلة الجسم BMI هو أحد المقاييس الأكثر شيوعاً للسمنة، إلا أنه لا يقيس أو يرتبط تماماً بالمحتوى الإجمالي للدهون في الجسم.
مؤشر كتلة الجسم لقياس السمنة
وقال الباحثون في الدراسة التي تحمل عنوان "الإجماع على المشهد الحالي واتجاهات علاج السمنة في الهند لأطباء الرعاية الأولية": "نوصي بأخذ مؤشر كتلة الجسم بالإضافة إلى مقياس محيط الخصر لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مصاحبة مرتبطة بالسمنة"، وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تشخيص السمنة وإدارتها يجب أن يكون شاملاً ويأخذ في الاعتبار نفسية المريض أيضاً، وأشار الباحثون إلى أن السمنة تتزايد في العالم ومن المتوقع أن ترتفع في السنوات المقبلة.
مؤشر كتلة الجسم لا يقيس المحتوى الإجمالي للدهون في الجسم
لكن أهم ما يمكن استنتاجه من هذه الدراسة هو أنه على الرغم من أن تقييم مؤشر كتلة الجسم BMI هو أحد المقاييس الأكثر شيوعاً للسمنة، إلا أنه لا يقيس أو يرتبط تماماً بالمحتوى الإجمالي للدهون في الجسم، وذلك لأن المحتوى الإجمالي للدهون في الجسم لدى شخصين لهما نفس مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يختلف تبعاً لعوامل أخرى، كما تشير الدراسة.
مؤشر كتلة الجسم لا يحدد نسبة الدهون الزائدة في الجسم
يستخدم الخبراء مقياس مؤشر كتلة الجسم من أجل قياس السمنة، وعلى الرغم من أن قيم مؤشر كتلة الجسم لها خصوصية عالية، إلا أنها تفتقر إلى الحساسية في تحديد السمنة، أي النسبة المئوية للدهون في الجسم، كما أن تقييم مؤشر كتلة الجسم غير كافٍ لتحديد الأفراد الذين لديهم نسبة دهون زائدة في الجسم في 50% من الحالات، وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن تقييم مؤشر كتلة الجسم وحده لا يتنبأ بشكل كافٍ بالأمراض المصاحبة أو مخاطر الأمراض، وأن التغيرات في مؤشر كتلة الجسم لا تشير بشكل كافٍ إلى التحسن في الصحة العامة.
العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والسمنة
وقال الباحثون: "مؤشر كتلة الجسم BMI هو المقياس الشائع المستخدم لتحديد السمنة، ووفقاً للإرشادات، يعتبر الشخص يعاني من زيادة الوزن عندما يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 23-25 كغم/م2، في حين أن الشخص الذي لديه مؤشر كتلة الجسم أكثر من 25 كغم/م2 يعتبر بديناً، لكن الأفراد معرضون أيضاً لتراكم الدهون الزائدة حول الخصر، وخاصة حول الأعضاء الداخلية مثل الكبد والبنكرياس، ويمكن أن يكون هذا نقطة البداية لبعض الأمراض الأيضية مثل مرض السكري وغيره، ولسوء الحظ، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منطقة البطن ومتلازمة التمثيل الغذائي معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم لديهم.
المصدر: مجلة JAPI