في هذا العالم السريع الحركة، من السهل علينا جميعاً أن نفقد تركيزنا وننسى بعض الأشياء، الأمر الذي قد يكون محبطاً ومزعجاً، وتؤدي الشيخوخة الطبيعية إلى تغيرات تدريجية في الدماغ مرتبطة بالتفكير والذاكرة، ولذلك يجد العديد من الأفراد صعوبة في التركيز على المهمة التي بين أيديهم واستيعاب المعلومات بسرعة مع تقدمهم في السن.
وبحلول سن الستين، يشعر أكثر من نصف البالغين بالقلق بشأن ذاكرتهم، لكن بعض الهفوات المؤقتة لا ترتبط عادة بشيء خطير مثل مرض الزهايمر، ولكن على الأرجح بسبب التغيرات الطبيعية في تركيب الدماغ، ولكن يمكن لمجموعة من العادات البسيطة أن تساعد في تحسين الذاكرة.
عادات بسيطة تساعد في تحسين الذاكرة
إن ذاكرتك تشبه العضلة التي يمكن تدريبها لتصبح أكثر لياقة وقوة، ويمكنك مساعدة عقلك في الحفاظ على وظيفته المعرفية من خلال تبني مجموعة من العادات البسيطة مثل:
• أبق نفسك مشغولاً: وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستمرون في العمل في وقت لاحق من حياتهم بدلاً من التقاعد المبكر لديهم انخفاض أبطأ في الوظيفة الإدراكية، حيث فحصت الدراسة التي نشرت في مجلة السلوك الاقتصادي، ملايين العمال الصينيين ووجدت أن أولئك الذين كانوا مؤهلين للحصول على خطة معاشات تقاعدية حكومية والمتقاعدين عانوا من "آثار سلبية كبيرة على الأداء الإدراكي" مقارنة بالعمال الذين استمروا في العمل.
• ممارسة الهوايات والألعاب: وجد الباحثون في جامعتي كولومبيا وديوك أن المشاركين في الدراسة الذين قاموا بحل الكلمات المتقاطعة بدلاً من ألعاب الفيديو كانوا أفضل بكثير من حيث أداء الذاكرة، وكانت النتائج نفسها صحيحة بالنسبة للباحثين الكنديين الذين وجدوا أن الأشخاص الذين شاركوا في هوايات تركز على التفاصيل مثل مشاهدة الطيور، والتعرف على هذه الطيور، لديهم ذاكرة أفضل.
• اقرأ من أجل المتعة: وجدت مجموعة أخرى من الباحثين أن الأشخاص الذين يقرؤون من أجل المتعة عززوا مهارات ذاكرتهم بشكل أكبر من أولئك الذين لعبوا ألعاب ألغاز الكلمات، وأكد المؤلفون أنه بالمقارنة مع مجموعة الألغاز، أظهرت المجموعة التي قرأت الكتب لمدة ثمانية أسابيع تحسناً كبيراً في الذاكرة العاملة.
• ركز لمدة 8 ثواني: كل ما يهمنا هذه الأيام هو القيام بالأشياء بشكل أسرع، فعندما تريد حقاً أن تتذكر شيئاً ما، ركز عليه لمدة 8 ثوانٍ على الأقل، حيث أظهرت الدراسات أن 8 ثوانٍ هي الحد الأدنى الذي تحتاجه المعلومات للانتقال من ذاكرتك قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
• الحصول على قسط كاف من النوم: تشير الدراسات إلى أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى عدد من الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، حيث تؤثر قلة النوم على حكمنا وذاكرتنا حتى بعد ليلتين أو ثلاث ليالٍ من حصولنا على نوم كافي، ولا تخف من أخذ القيلولة، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة بشكل معتاد لديهم حجم إجمالي أكبر للدماغ ويعانون من انكماش أقل في الدماغ مع مرور الوقت، أي أن لديهم دماغاً أصغر بالسن بما يعادل ما بين 2.6 إلى 6.5 سنة من نظرائهم الذين لا يأخذون القيلولة.
المصدر: Newsmax