تأثير الكافيين على وظيفة الذاكرة الناجمة عن الإجهاد

علوم

استهلاك الكافيين يساعد في الوقاية من ضعف الذاكرة المكانية الناجم عن الإجهاد

21 كانون الثاني 2024 13:24

اكتشفت دراسة جديدة أجريت في تركيا أن إضافة الكافيين إلى مياه الشرب لدى الفئران المعرضة لضغوط العزلة الاجتماعية يمكن أن يحميها من الإصابة بضعف الذاكرة المكانية، وفي المقابل، أظهرت الفئران التي لم تشرب الكافيين مع الماء ضعفاً في الذاكرة المكانية بعد تعرضها للإجهاد، على عكس الفئران التي شربت الماء مع الكافيين.

تأثير الكافيين على الجهاز العصبي المركزي

الكافيين هو منبه طبيعي يؤثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي المركزي، ويعطي دفعة مؤقتة من الطاقة واليقظة، ويوجد الكافيين في العديد من النباتات، بما في ذلك حبوب القهوة وأوراق الشاي وقرون الكاكاو، مما يجعله عنصراً شائعاً في الكثير من المشروبات مثل القهوة والشاي والشوكولاتة، وعند تناوله، يمنع الكافيين عمل ناقل عصبي يسمى الأدينوزين الذي يعزز الاسترخاء والنعاس، لذلك فإن إيقاف عمله يؤدي إلى زيادة الشعور بالانتباه واليقظة.

يحفز الكافيين أيضاً تغييرات في جينات محددة مرتبطة بتقوية وإضعاف الروابط بين الخلايا العصبية "أي اللدونة التشابكية"، في منطقة الحصين في الدماغ، وهناك عامل آخر معروف أنه يؤثر على اللدونة التشابكية في الحصين وهو الإجهاد، ويعد الحُصين ضرورياً في تكوين الذكريات الجديدة، بما في ذلك الذكريات المتعلقة بالصفات المكانية للبيئة المحيطة بالفرد، وكذلك تلك المتعلقة بالحقائق والأحداث، حيث أشارت دراسات سابقة إلى أن الكافيين يمكن أن يمنع عجز الذاكرة وتدمير المشابك العصبية التي تربط الخلايا العصبية.

تأثير الكافيين على وظيفة الذاكرة الناجمة عن الإجهاد

أراد مؤلف الدراسة "سيفال كيلوغلان" التحقق من آثار الكافيين على التغيرات السلوكية والكيميائية العصبية المتعلقة بالتعلم ووظيفة الذاكرة الناجمة عن الإجهاد، ولذلك أجرى تجربة على الفئران المعرضة للعزلة الاجتماعية المعروفة بأنها عامل إجهاد يسبب تغيرات في الجسم كله، لأنها تؤثر على الأنظمة الكيميائية العصبية والغدد الصم العصبية في الجسم سواء عند البشر أو في العديد من الحيوانات الأخرى.

تم إجراء البحث على 28 فأراً من فئران ويستار البيضاء بعمر 21 يوماً عند بداية التجربة، وتم تقسيم الفئران بشكل عشوائي إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تتكون من سبعة فئران: خضعت إحدى المجموعات لضغط العزلة الاجتماعية، أما المجموعة الثانية فلم تخضع لضغط العزلة الاجتماعية ولكنها استهلكت المياه التي تحتوي على الكافيين، وتعرضت المجموعة الثالثة لضغط العزلة الاجتماعية واستهلكت المياه التي تحتوي على الكافيين، وكانت المجموعة الرابعة بمثابة المجموعة الضابطة، حيث عاشت بشكل طبيعي دون أي ضغوطات خاصة ولم تستهلك الكافيين.

تم إحداث إجهاد العزلة الاجتماعية عن طريق إيواء فئران مختارة بشكل فردي لمدة أربعة أسابيع، مع الحد الأدنى من التعامل وانخفاض الضوضاء، وبالتالي الحد من تفاعلاتها الاجتماعية، وبعد أربعة أسابيع من العلاج، تم تقييم وظائف التعلم والذاكرة لدى الفئران باستخدام اختبار متاهة موريس المائية.

الكافيين يحمي من ضعف الذاكرة المكانية الناجم عن الإجهاد

أظهرت النتائج عدم وجود فروق في الوزن بين الجرذان من المجموعات المختلفة بعد التعرض للضغوط، ومع ذلك، أظهرت الفئران في مجموعة العزلة الاجتماعية ضعف الذاكرة المكانية في اختبار متاهة موريس المائية مقارنة بالمجموعة الضابطة، وأظهر فحص أنسجة المخ لهذه الفئران أن المجموعة الضابطة والمجموعة الثانية التي استهلكت الكافيين دون أي ضغوط، كان لديها أشكال طبيعية من الخلايا العصبية.

من ناحية أخرى، وجد مؤلفو الدراسة وجود اختلافات واضحة في الخلايا العصبية لدى الفئران من المجموعة المعرضة لضغوط العزلة الاجتماعية ولكن ليس للكافيين، وخلص الباحثون إلى أن "العزلة الاجتماعية أضعفت الذاكرة المكانية وتسببت في تغيرات شكلية لدى الفئران المراهقة، لكن تأثير العزلة هذا لم يظهر في الحيوانات التي استهلكت الكافيين". 

المصدر: مجلة علم الأعصاب