مشاكل الذاكرة أكثر شيوعاً مما تعتقد، من الطبيعي أن تنسى الأشياء من وقت لآخر، ومن الطبيعي أن تصبح أكثر نسياناً إلى حد ما مع تقدمك في العمر، لكن ما هو النسيان المفرط؟ كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت هفوات ذاكرتك هي نسيان طبيعي وضمن نطاق الشيخوخة الطبيعية أم أنها أعراض لشيء أكثر خطورة؟
فقدان الذاكرة الطبيعي
يمكن أن يعاني الأشخاص الأصحاء من فقدان الذاكرة أو تشوه الذاكرة في أي عمر، وتصبح بعض عيوب الذاكرة هذه أكثر وضوحاً مع التقدم في العمر، ولكن، ما لم تكن المؤشرات شديدة ومستمرة، لا تعتبر دليلاً على مرض الزهايمر أو غيره من أمراض ضعف الذاكرة.
مشاكل ضعف الذاكرة الطبيعي
هذه هي المشاكل الطبيعية للذاكرة:
نسيان بعض المعلومات بسرعة: يميل الإنسان إلى نسيان بعض الحقائق أو الأحداث بمرور الوقت، ومن المرجح أن تنسى المعلومات بعد وقت قصير من تعلمها، ومع ذلك، فإن الذاكرة تعمل على مبدأ "استخدمها أو انساها": فالذكريات التي يتم تذكرها واستخدامها بشكل متكرر أقل احتمالاً لأن يتم نسيانها، وعلى الرغم من أن النسيان قد يبدو كعلامة على ضعف الذاكرة، إلا أن علماء الدماغ يعتبرونه مفيداً لأنه يزيل الذكريات غير المستخدمة، مما يفسح المجال لذكريات أحدث وأكثر فائدة.
ضعف الذاكرة مرتبط بالشرود
يحدث هذا النوع من النسيان عندما لا تولي اهتماماً كافياً لبعض الحقائق، كأن تنسى المكان الذي وضعت فيه قلمك للتو لأنك لم تركز على المكان الذي وضعته فيه في المقام الأول، فقد كنت تفكر في شيء آخر، أو ربما لم تكن تفكر بأي شيء محدد، لذلك لم يقم عقلك بتخزين المعلومات بشكل آمن، يتضمن شرود الذهن أيضاً نسيان القيام بشيء ما في الوقت المحدد، مثل تناول الدواء أو تحديد المواعيد.
ظاهرة طرف اللسان
يسألك شخص ما سؤالاً والإجابة على طرف لسانك، وأنت تعلم أنك تعرف الإجابة، لكن لا يمكنك تذكرها، ربما يكون هذا هو المثال الأكثر شيوعاً لظاهرة طرف اللسان، وهو عدم القدرة المؤقتة على استعادة الذاكرة، وفي كثير من الحالات، يكون الحاجز ذاكرة مشابهة لتلك التي تبحث عنها، وتستعيد الذاكرة الخاطئة، هذه الذاكرة المنافسة تدخلية للغاية لدرجة أنك لا تستطيع التفكير في الذكرى التي تريدها.
ماهو الإسناد الخاطئ المرتبط بالذاكرة
يحدث الإسناد الخاطئ عندما تتذكر شيئاً ما بدقة جزئياً، لكنك تسيء إسناد بعض التفاصيل، مثل الوقت أو المكان أو الشخص المعني، ويحدث نوع آخر من الإسناد الخاطئ عندما تعتقد أن فكرة معينة هي فكرتك الخاصة، بينما جاءت الفكرة في الواقع من شيء قرأته أو سمعته سابقاً ولكنك نسيته، يشرح هذا النوع من الإسناد الخاطئ حالات الانتحال غير المقصود، حيث يكتب أحدهم بعض المعلومات على أنها أصلية بينما يكون قد قرأها بالفعل في مكان ما من قبل.
الإيحاء المرتبط بضعف الذاكرة
القابلية للإيحاء هي ضعف ذاكرتك أمام قوة الإيحاء، حيث أن المعلومات التي تعرفها عن حدث ما تندمج مع الحقيقة في ذاكرتك للحادث، على الرغم من أنك لم تختبر هذه التفاصيل، وعلى الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن كيفية عمل القابلية للإيحاء بالضبط في الدماغ، فإنها تخدع عقلك ليفكر في أنها ذاكرة حقيقية.
ضعف الذاكرة مرتبط بالتحيز
حتى الذكريات الأكثر حدة ليست خالية من العيوب بالنسبة للواقع، ففي ذاكرتك، يتم تصفية تصوراتك من خلال تحيزاتك الشخصية والخبرات والمعتقدات والمعرفة السابقة وحتى مزاجك في الوقت الحالي، تؤثر تحيزاتك على تصوراتك وخبراتك عندما يتم ترميزها في عقلك، وعندما تستعيد إحدى الذكريات، فإن حالتك المزاجية والتحيزات الأخرى في تلك اللحظة يمكن أن تؤثر على المعلومات التي تتذكرها بالفعل.
عدم القدرة على النسيان
يشعر معظم الناس بالقلق من نسيان الأشياء، لكن في بعض الحالات، ينزعج الناس من الذكريات التي يرغبون في نسيانها، لكنهم لا يستطيعون، ويعد استمرار ذكريات الأحداث الصادمة والمشاعر السلبية والمخاوف المستمرة شكلاً آخر من أشكال مشاكل الذاكرة، حيث تعكس بعض هذه الذكريات بدقة الأحداث المرعبة، في حين أن البعض الآخر قد يكون تشويهات سلبية للواقع.
المصدر: جامعة هارفارد