العلاقة بين مستويات الزنك ومشاكل السمع المرتبطة بالضوضاء العالية

علوم

مستويات الزنك تكشف سبب فقدان السمع والأضرار الناجمة عن التعرض للضوضاء العالية

13 شباط 2024 13:34

تشير دراسة أجريت على الفئران إلى أن التعرض للضوضاء العالية قد يؤثر على سمعنا عن طريق تعطيل مستويات الزنك في الأذن الداخلية، ويمكن استخدام العلاجات التي تزيد مستويات الزنك لعلاج مثل هذا الضرر أو حتى منعه، على سبيل المثال إذا تم تناوله قبل حضور حفل لموسيقى الروك.

وأدى تعريض الفئران لضوضاء عالية مستمرة إلى تغيير مستويات الزنك في آذانها الداخلية، في حين ساعد مركب يحبس الزنك في منع الأضرار الناتجة عن التعرض للضوضاء. 

العلاقة بين مستويات الزنك ومشاكل السمع المرتبطة بالضوضاء العالية

يمكن أن تتسبب الأصوات العالية في موت الخلايا الموجودة في الأذن الداخلية، ومن المعروف منذ فترة طويلة أن هذا يؤثر على السمع، ولكن الآلية الكامنة وراءه لم تكن معروفة بشكل كامل.

شك "ثانوس تزونوبولوس" من جامعة بيتسبيرغ في بنسلفانيا، في وجود احتمال أن يكون لها علاقة بالزنك الذي يتحرك بحرية، والذي يلعب دوراً مهماً في التواصل العصبي للحواس.

يقول تزونوبولوس: إن معظم كمية الزنك الموجودة في الجسم مرتبطة بالبروتينات، لكن باقي كمية الزنك تعمل كإشارة اتصال بين الأعضاء، وخاصة في الدماغ، لأن أعلى تركيز للزنك الحر في الجسم موجود في القوقعة، وهي بنية على شكل حلزون في الأذن الداخلية تحول الاهتزازات إلى إشارات كهربائية، والتي يتم تفسيرها بعد ذلك على أنها صوت.

مستويات الزنك الحر تؤدي إلى تلف خلايا الأذن وفقدان السمع الناجم عن الضوضاء

ولمعرفة المزيد، اختبر تزونوبولوس وزملاؤه مستويات الزنك الحر في الفئران الصغيرة التي تم تعديلها وراثياً لإنتاج علامات بيولوجية تشير إلى نقل الزنك الحر في جميع أنحاء الجسم، وبعد سماع أصوات تصل قوتها إلى 100 ديسيبل، وهو صوت عالي يشبه صوت جرافة أو دراجة نارية، لمدة ساعتين متواصلتين، عانت الفئران من فقدان السمع بشكل كبير خلال الـ 24 ساعة التالية.

ووجد الباحثون أن هذه الفئران لديها كميات أكبر من الزنك الحر بين الخلايا الموجودة في قوقعة الأذن وحولها بعد التعرض للأصوات العالية مقارنة بما كانت عليه قبل ذلك، وكذلك بالمقارنة مع مجموعة من فئران التحكم التي لم تتعرض للأصوات العالية.

وقال تزونوبولوس: "هناك تنظيم قوي للغاية للزنك، من حيث الكمية، ولكن أيضاً من حيث انتشاره في كل منطقة، فهو موجود في كل مكان في الجسم".

يبدو أن الزنك يتم إطلاقه من خلايا معينة في القوقعة بعد انفصاله عن البروتينات التي تحتويه عادة، ويبدو أن الزنك الحر يؤدي في النهاية إلى تلف الخلايا ويعطل الاتصال الطبيعي بين الخلايا.

حبوب حبس الزنك تمنع تلف الأذن الداخلية الناتج عن الضوضاء

ولمعرفة ما إذا كان تقليل مستويات الزنك الحر يمكن أن يحمي السمع، عالج تزونوبولوس وفريقه مجموعة أخرى من الفئران بمركب يحبس الزنك، إما عن طريق حقنه في بطونهم أو عن طريق زرع غرسة بطيئة الإطلاق في آذانهم الداخلية، ثم تعرضت الفئران لنفس الضوضاء العالية لمدة ساعتين، وعانت كلا المجموعتين من فقدان السمع أقل بكثير.

ومع المزيد من الأبحاث، قد تساعد حبوب حبس الزنك أو القطرات أو الغرسات بطيئة الإطلاق يوماً ما في منع أو علاج تلف الأذن الداخلية الناتج عن الضوضاء. 

المصدر: جامعة بيتسبيرغ