هل يمكن تنظيف الرئتين من السموم الناتجة عن التدخين؟

علوم

طرق فعالة لحماية وتنظيف الرئتين من السموم بعد الإقلاع عن التدخين

16 شباط 2024 11:42

إذا كنت قد أمضيت عدة سنوات وأنت تستنشق دخان السجائر والهواء الملوث والفيروسات وغيرها من السموم، فإن فكرة تنظيف رئتيك والحصول على بداية جديدة يمكن أن تبدو جذابة للغاية، ولكن إذا كنت تعتقد أن تناول الفيتامينات أو الشاي أو الزيوت الأساسية المعروفة بقدرتها على "إزالة السموم" من رئتيك، فأنت مخطىء تماماً، وفقاً لـ جوشوا إنغليرت، طبيب أمراض الرئة في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو.

حيث يقول الطبيب جوشوا إنغليرت: "هناك عدد لا يحصى من المنتجات المعروضة للبيع على الإنترنت والتي تدعي إزالة السموم من الرئتين، ولكن لا يوجد بحث علمي يدعم استخدام أي منها".

ولحسن الحظ، فإن الرئتين ماهرة بشكل ملحوظ في تنظيف وإصلاح نفسها في بعض المواقف، وهناك خطوات يمكنك اتخاذها للحفاظ على صحة رئتيك قدر الإمكان.

كيف تتعامل الرئتان مع الضرر؟

يقول الدكتور نورمان إيدلمان، الأستاذ في جامعة ولاية نيويورك: "إذا كنت تعاني من مرض حاد، مثل الالتهاب الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية الحاد، ففي معظم الحالات، ستتعافى الرئتان بالكامل".

ولكن بعد الإصابة المزمنة، مثل الضرر الناجم عن عقود من التدخين، لا تستطيع الرئتان القيام بالكثير لإصلاح نفسها، إذ يسبب التدخين نوعين من الأضرار طويلة المدى للرئتين، وهما "انتفاخ الرئة" و"التهاب الشعب الهوائية المزمن"، وتعرف الحالتين معاً باسم مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD.

في حالة انتفاخ الرئة، يتم تدمير الأكياس الهوائية الصغيرة التي تتبادل الأكسجين، أما في حالة التهاب الشعب الهوائية المزمن، يكون هناك التهاب في الشعب الهوائية المؤدية إلى الأكياس الهوائية.

يضيف إيدلمان: "بمجرد تدمير الأكياس الهوائية، لا يمكن استبدالها، وعلى الرغم من أن بعض حالات التورم والالتهاب الناجم عن التهاب الشعب الهوائية يمكن أن يختفي، إلا أن الضرر الهيكلي سيظل قائماً"، ومع ذلك، فكلما أقلعت عن التدخين مبكراً، كلما زادت فرصتك في إصلاح بعض الأضرار.

حماية الرئتين:

على الرغم من أنه لا يمكنك إصلاح الضرر الناجم عن تدخين السجائر لسنوات بشكل كامل، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به "للتخلص من السموم" هو حماية رئتيك من أي ضرر آخر، وفقاً للدكتور إيدلمان.

فيما يلي بعض الطرق التي أثبتت جدواها للحفاظ على نظافة الرئتين قدر الإمكان:

1- تجنب التدخين السلبي: في حين أن الإقلاع عن التدخين هو أهم شيء يمكنك القيام به لرئتيك، فمن المهم عدم استنشاق دخان الآخرين أيضاً، لأن مزيج الدخان الصادر من السيجارة، بالإضافة إلى الدخان الذي يخرج من فم المدخن، يحتوي على مئات المواد الكيميائية السامة، التي يقول مركز السيطرة على الأمراض أن استنشاقها يمكن أن يسبب الكثير من الأمراض، بدءاً من سرطان الرئة وحتى السكتة الدماغية.

2- تعتمد على العلاج بالبخار: على الرغم من أن إحدى الدراسات الصغيرة جداً وجدت أن استنشاق البخار الدافئ قد يجعل الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن يشعرون بقدر أقل من القلق، إلا أنها لم تجد أي تأثير على مدى كفاءة عمل الرئتين.

وكانت دراسة صغيرة جداً بحيث لا يمكن حتى التأكد من النتائج المتعلقة بالقلق، وقد يكون البخار مفيداً لتحسين إزالة المخاط من المسالك الهوائية العلوية، بما في ذلك الأنف والحنجرة، أثناء عدوى الجهاز التنفسي، لكنه لا يجعل الرئتين تعملان بشكل أفضل.

3- حصن نفسك من العدوى: قم بحماية رئتيك من المزيد من الضرر عن طريق الحصول على لقاحات الأنفلونزا والالتهاب الرئوي، وغسل يديك بشكل متكرر، وتجنب الاتصال بأي شخص يعاني من الرشح أو أي مرض مشابه.

4- تناول نظاماً غذائياً غنياً بمضادات الأكسدة: إن تناول الكثير من التوت الأزرق أو سلطات الكرنب لن يزيل سنوات من الضرر الناجم عن التدخين، لكن الأبحاث تظهر أن تناول المزيد من الفواكه والخضروات، وخاصة الخضار الورقية والتوت وغيرها من العناصر الغنية بمضادات الأكسدة، قد يساعد في حماية الرئتين من بعض الأضرار الناجمة عن التدخين وتلوث الهواء.

ووجدت دراسة كورية كبيرة أن شرب الشاي الأخضر، الذي يحتوي على تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، قد يقلل من فرص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن النتائج ليست قاطعة، كما يؤكد الخبراء على أهمية ممارسة الرياضة من أجل تقوية الرئتين وتحسين عملها.

المصدر: موقع WebMd