الثقب الأسود الهائل J0529-4351 ينمو بمعدل 370 كتلة شمسية سنوياً

منوعات

علماء الفلك يكتشفون ثقب أسود ينمو بسرعة كبيرة ويلتهم ما يعادل كتلة الشمس كل يوم

20 شباط 2024 12:59

يلتهم الثقب الأسود الهائل، الذي اكتشفه العلماء مؤخراً، والموجود في مركز مجرة يسمى J0529-4351 الكثير من الغاز والغبار يومياً بما يعادل كتلة الشمس، وتبلغ كتلة هذا الثقب الأسود حوالي 17 مليار ضعف كتلة الشمس.

هذا الثقب الأسود هو الثقب الأكثر جوعاً الذي رصده علماء الفلك حتى الآن، كما يقول فريق من علماء الفلك بقيادة "كريستيان وولف" من الجامعة الوطنية الأسترالية، وينمو بسرعة كبيرة لدرجة أنه عملياً وصل إلى الحد الأقصى لكمية المواد التي يمكنه جمعها معاً.

ويمثل هذا الثقب الأسود مختبراً رائعاً لفهم كيفية نمو الثقوب السوداء الهائلة وتطورها إلى هذا الحجم الهائل. 

ظاهرة الثقوب السوداء الهائلة الحجم

الثقوب السوداء الهائلة هي ظواهر محيرة للعقل، فهي ثقوب سوداء تبلغ كتلتها ملايين إلى مليارات أضعاف كتلة الشمس، ويمكن العثور عليها عادة في مراكز المجرات، وهي مركز الجاذبية العملاقة التي يدور حولها كل شيء.

المشكلة هي أن العلماء لا يعرفون حقاً كيف تصل الثقوب السوداء إلى هذا الحجم، حيث تتشكل الثقوب السوداء الأصغر حجماً، وهي تلك التي تبلغ كتلتها بضع عشرات أضعاف كتلة الشمس، من الانهيار المباشر لقلوب النجوم الضخمة عندما تموت، ويمكن أن تكبر من خلال الاصطدامات مع ثقوب سوداء أخرى.

الكوازارات تمتلك ثقوب سوداء تتغذى بشراهة

لكن الثقوب السوداء الهائلة، بصراحة، أكبر من أن تتشكل بهذه الطريقة، خاصة في وقت مبكر من تاريخ الكون.

هناك نظريات أخرى، لكن إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها فهم كيفية تكوّن الثقوب السوداء فائقة الكتلة بشكل أفضل هي البحث عن الثقوب السوداء التي تنمو ودراستها، وهذا هو المكان الذي يستفيد فيه العلماء من نوعية محددة من المجرات التي تسمى "الكوازارات"، مثل J0529-4351، فهذه المجرات تمتلك ثقوب سوداء مركزية تتغذى بشراهة.

الثقب الأسود الهائل J0529-4351 ينمو بمعدل 370 كتلة شمسية سنوياً

يقع الثقب الأسود في وسط كتلة ضخمة من المواد التي تدور حول الثقب الأسود، وتغذيه مثل تجمع الماء في المصرف.

ويؤدي الاحتكاك الشديد والجاذبية إلى ارتفاع حرارة هذه المادة إلى مليارات أو حتى تريليونات الدرجات، وتصبح متوهجة بشكل ساطع عبر الفضاء في الضوء عبر الطيف، وبذلك يمكن لعلماء الفلك دراسة هذا الضوء، وتفكيكه لمعرفة خصائص الثقب الأسود بداخله.

ومع ذلك، فإن المعدل الذي يستهلك به الثقب الأسود المادة يمكن أن يلقي بعض الضوء على حجمه الهائل، وحسب وولف وفريقه أن الثقب الأسود ينمو بمعدل حوالي 370 كتلة شمسية سنوياً، وهذا يزيد قليلاً عن كتلة الشمس التي يتناولها الثقب الأسود كل يوم. 

المصدر: الجامعة الوطنية الأسترالية