بكتيريا العقدية الوعائية تلعب دوراً في نمو سرطان المعدة

علوم

أحد أنواع بكتيريا الملوية البوابية تلعب دورا مهما في الإصابة بسرطان المعدة

19 آذار 2024 12:59

وجدت دراسة جديدة أن أحد أنواع البكتيريا الموجودة عادة في المعدة وهي غير ضارة في العادة لها دور مهم في التسبب بسرطان المعدة، وهي أحد أنواع بكتيريا الملوية البوابية، والتي اكتشفت العلماء أنها تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالسرطان، وحدد الباحثون آلية عمل هذه البكتيريا، مما فتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لتقليل المخاطر.

بكتيريا الملويَّة البوابية تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة

يحمل حوالي نصف سكان العالم بكتيريا "هيليكوباكتر بيلوري" أو H. بيلوري غير الضارة عادةً، وعلى الرغم من أن المجتمع الطبي كان على دراية بأن بكتيريا الملوية البوابية قد تكون من مسببات الأمراض، باعتبار أنها يمكن أن تسبب عدوى تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المعدة، ولكن 1٪ إلى 3٪ فقط من الأشخاص الذين يحملون هذه البكتيريا يصابون بالسرطان.

إن انخفاض النسبة المئوية للأشخاص الذين يصابون بسرطان المعدة بسبب عدوى الملوية البوابية دفع العلماء إلى التساؤل عما إذا كان هناك عامل ممرض إضافي يساهم في المرض، وقد دفع ذلك الباحثين من جامعة نانيانغ التكنولوجية NTU في سنغافورة والجامعة الصينية في هونغ كونغ CUHK إلى المشاركة في دراسة تبحث في ماهية هذا الميكروب.

بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري وسرطان المعدة

قام الباحثون بفحص البكتيريا الأخرى، غير H. بيلوري، عند المرضى الذين يعانون من مراحل مختلفة من سرطان المعدة، من التهاب المعدة السطحي أو التهاب بطانة المعدة، إلى التهاب المعدة الضموري والذي يتميز بترقق بطانة المعدة وفقدان الخلايا التي تطلق مواد تساعد على الهضم، إلى الحؤول المعوي حيث يتم استبدال خلايا بطانة المعدة بخلايا مشابهة للخلايا المعوية، وأخيراً إلى السرطان، ووجدوا خمسة مسببات أمراض فموية غنية في بطانات المعدة لدى هؤلاء المرضى، بما في ذلك العقدية الوعائية.

بكتيريا العقدية الوعائية تلعب دوراً في نمو سرطان المعدة

بكتيريا العقدية الوعائية أو S. anginosus هي جزء من الكائنات الطبيعية في الفم والأنف والحنجرة والأمعاء والمهبل، وعادة لا تسبب أي مشاكل بالنسبة للأشخاص الأصحاء ولكنها يمكن أن تسبب حالات عدوى انتهازية عندما يضعف جهاز المناعة في الجسم، ولكن دور هذه البكتيريا في سرطان المعدة، بما في ذلك آلية عملها، لا يزال غير واضحاً إلى حد كبير.

وباستخدام نماذج الفئران، وجد الباحثون أن تكاثر بكتيريا S. anginosus أدى إلى استجابة التهابية حادة تليها مرحلة مزمنة من التهاب المعدة المكثف والمستمر، ومن المعروف أن الالتهاب المزمن يؤدي إلى نمو السرطان وتطوره، وفي الفئران، تسببت العدوى في تطور المرض من التهاب المعدة المزمن إلى الضمور، والحؤول، وخلل التنسج، وهو نفس المسار الذي يتبعه البشر قبل الإصابة بسرطان المعدة، وبالإضافة إلى ذلك، أدت العدوى المشتركة ببكتيريا S. anginosus و H. pylori إلى حدوث التهاب معدي أكبر من أي من الالتهاب الذي قد يسببه أحدهما وحده، مما يشير إلى أن الاثنين قد يعملان معاً لتعزيز التهاب المعدة.

هذا وأدى إدخال S. anginosus إلى فئران خالية من الجراثيم، أي الفئران التي ولدت بدون كائنات دقيقة داخلها أو عليها، إلى إنتاج نفس التغيرات السابقة لحالة السرطان، وهذا يعني أن S. anginosus وحدها، وليس تفاعلها مع الميكروبيوم المعدي، كان كافياً لتحفيز الإصابة بالسرطان. 

المصدر: مجلة الخلية