يعد إجهاد العين الناتج عن قضاء وقت طويل أمام الشاشات مشكلة متنامية في هذه الأيام، لكن الأدلة تشير إلى أن الضوء الأزرق ليس وحده هو السبب، وأن حجب اللون الأزرق ليس حلاً فعالاً.
إجهاد العين الرقمي
نقضي الكثير من الوقت في النظر إلى الشاشات الرقمية، سواء للعمل أو للتسلية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور العديد من الأشخاص بأن عيونهم متعبة.
اقرأ المزيد: علاقة التوتر النفسي بالاصابة بمرض "الزرق" في العين
تقدر الدراسات أن حوالي 40% من الأشخاص يعانون من "إجهاد العين الرقمي"، وتقترح الإعلانات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، استخدام العدسات التي ترشح الضوء الأزرق، والمعروفة أيضاً باسم العدسات "الحاجبة للون الأزرق".
فعالية العدسات الحاجبة للون الأزرق
تدعي العديد من هذه الإعلانات أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية ومصادر الضوء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين واضطراب النوم ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى تلف شبكية العين، ولكن هل صحيح أن العدسات الزرقاء التي تحجب الضوء هي الحل؟
ركز فريق من الباحثين في قسم البصر وعلوم الرؤية بجامعة ملبورن عن إجابات للأسئلة الرئيسية حول فعالية العدسات الزرقاء وكيف يمكن أن يؤثر استخدامها على صحتنا.
ولسوء الحظ، الجواب هو أن حاصرات اللون الأزرق ليست هي الحل.
- ما هو الضوء الأزرق وهل يمكن أن يضر العين؟
يتكون الضوء من مجموعة من الألوان، ويكون الضوء الأزرق هو اللون الموجود في أقصى طيف الألوان والضوء الأحمر هو اللون الموجود في الطرف الآخر، ويحتوي الضوء عند الطرف الأزرق من الطيف، والذي يشمل اللون الأزرق والنيلي والبنفسجي، على طاقة أكثر من الألوان الأخرى، مثل الأخضر أو الأحمر.
هذه الطاقة العالية هي التي تجعل الضوء الأزرق خطيراً على العين، وفي الدراسات المختبرية على الحيوانات، يمكن لمستويات عالية جداً من الضوء الأزرق أن تسبب ضرراً للخلايا في شبكية العين.
ومع ذلك، فإن كمية الضوء الأزرق المنبعثة من شاشات الكمبيوتر والهاتف منخفضة جداً، ففي الواقع، فإنها تنتج حوالي عُشر كمية الضوء الأزرق التي تحصل عليها من ضوء النهار الطبيعي في يوم شتاء غائم.
وعادةً ما يكون الضوء الأزرق الذي تنتجه الشاشات الرقمية أقل من 0.4% من معيار سلامة المشاهدة على المدى الطويل والذي قد يتسبب في تلف شبكية العين.
- ما الذي تفعله العدسات الزرقاء المقاومة للضوء؟
تحتوي العدسات الحاجبة للون الأزرق المخصصة للنظارات الطبية على طلاء خاص، أو خصائص أخرى، مصممة لتقليل كمية الضوء الأزرق الذي يمر عبر العدسة وبالتالي إلى العين، وتبلغ كمية الضوء الأزرق التي يتم "تصفيتها" أو منعها من الوصول إلى العين حوالي 20%.
وهذا مستوى منخفض بدرجة كافية بحيث لا تشعر أن هناك تغيراً في اللون الذي تشاهده، كما أنه منخفض جداً لدرجة أنه ربما لا يفعل أي شيء مهم سريرياً.
ركز الباحثون على هذه الحواجز الزرقاء "الشفافة" الموجودة في العدسات الطبية، بدلاً من العدسات البلاستيكية الصفراء أو البرتقالية الموجودة في بعض النظارات الشمسية والتي تحجب المزيد من الضوء الأزرق وتعطي المشهد مزيداً من اللون البرتقالي.
- هل هناك دليل على أن العدسات تقلل من إجهاد العين الناتج عن استخدام الكمبيوتر؟
لاختبار هذه الفرضية، أجرى الباحثون تجربة سريرية دقيقة، ووجدوا أن العدسات التي تحجب اللون الأزرق لم تخفف من علامات أو أعراض إجهاد العين بالمقارنة مع العدسات الشفافة القياسية.
والأهم من ذلك، أنه في هذه الدراسة لم يكن الأطباء ولا متطوعو الدراسة على علم بنوع العدسات التي يستخدمونها، فإذا عرف الناس أنهم يرتدون أو يدرسون الحاصرات الزرقاء، فقد يبلغون عن نتائج إيجابية غير موجودة بسبب تحيزهم نحو تصديق الإعلان.
هذا وأكد الباحثون أنهم قاموا أيضاً بمراجعة منهجية للدراسات الأخرى التي ركزت على فعالية هذه العدسات، ووجدوا أن حاصرات اللون الأزرق لا تقلل من إجهاد العين الرقمي .
جامعة ملبورن