السمنة والأنظمة الغذائية الغنية بالدهون مرتبطة بتسارع شيخوخة الأوعية الدموية في الدماغ

السمنة والنظام الغذائي السيئ يرتبطان بالتدهور المعرفي

تشير النتائج إلى أن السمنة والنظام الغذائي السيئ يمكن أن يتسببا في تراكم المواد الضارة في الأوعية الدموية، مما يقلل من وصول الأكسجين إلى بعض مناطق الدماغ ويؤدي في النهاية إلى التدهور المعرفي، ويمكن أن تساعد هذه الدراسة العلماء على إيجاد طرق للتدخل والحفاظ على وظائف المخ لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والتي تشير التقديرات إلى أنها تؤثر على حوالي 42% من البالغين في العالم.

وقال الدكتور "شارون نيغري" المؤلف الأول للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم جراحة المخ والأعصاب في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما: "يسلط هذا المشروع الضوء على الأدوار المهمة للمواد التي تحملها الأوعية الدموية فيما يتعلق بشيخوخة الخلايا الدماغية والتدهور المعرفي، ويحدد أهدافاً علاجية محتملة جديدة للوقاية من الخرف وعلاجه".

تأثير السمنة والنظام الغذائي على صحة الأوعية الدموية

وقد وجدت الأبحاث السابقة روابط قوية بين السمنة في منتصف العمر وزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف في وقت لاحق من الحياة، وسعى العلماء إلى الكشف عن الآليات الكامنة وراء هذا الارتباط، مع التركيز بشكل خاص على دور النظام الغذائي وصحة الأوعية الدموية.

وللقيام بذلك، درس الباحثون تأثير اتباع نظام غذائي غني بالدهون على تدفق الدم إلى الدماغ وأداء الذاكرة لدى الفئران البدينة المسنة، وباستخدام نموذج فأر خاص، تمكنوا أيضاً من قياس الشيخوخة الخلوية، وهي العملية التي تتوقف فيها الخلايا عن الانقسام وتكوين خلايا جديدة، حيث تزداد الشيخوخة الخلوية مع تقدم السن وتساهم في مجموعة متنوعة من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

السمنة والأطعمة الغنية بالدهون تؤدي إلى تسريع شيخوخة الأوعية الدموية للدماغ

وأظهرت النتائج أنه بعد ثلاثة أشهر، أدت الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون إلى تسريع وتيرة الشيخوخة الخلوية وانخفاض كثافة الأوعية الدموية السليمة في الدماغ، بالإضافة إلى دليل على ضعف التعلم في اختبار المتاهة، مقارنة بالفئران ذات الوزن الطبيعي التي تغذت على نظام غذائي غني صحي، وبالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أن إزالة الخلايا الهرمة باستخدام نافيتوكلاكس، وهو دواء سرطاني تجريبي يقتل الخلايا الهرمة بشكل انتقائي، أدى إلى تحسين خصائص الأوعية الدموية في الدماغ.

وإذا أكدت تجارب أخرى أنه من الممكن عكس الآثار الضارة للشيخوخة، فإن العلماء يخططون بعد ذلك لتقييم ما إذا كانت تدخلات نمط الحياة المختلفة يمكن أن تساعد في منع أو تقليل الضعف الإدراكي الناجم عن السمنة.