كشف الأمين العام المعاون في الحزب العربي الديمقراطي اللبناني علي فضة، عن معلومات دقيقة تم نقلها من غزة وإبلاغها إلى قادة محور المقاومة، بأن جميع الألوية في القطاع تم ترميمها وعلى الإسرائيلي انتظار المفاجآت، متحدثا عن تغير في فلسفة المواجهة.
أوضاع المقاومة في غزة
حيث أكد علي فضة خلال مقابلة مع الإعلامي رواد ضاهر في برنامج باللبناني عبر منصة بالمباشر على يوتيوب، بأن هناك معلومات دقيقة تم إبلاغها لكل قادة المقاومة وقادة المحور نقلاً من غزة بأن كل الألوية في قطاع غزة تم ترميمها.
ولفت إلى أن ما لا يعرفه البعض بأن هناك تطوع منذ اليوم الأول لـ 7 أكتوبر، وهذا التطوع أفضى إلى تطوع المئات من أبناء غزة في المقاومة، وخضعوا لتدريبات وغير ذلك وهذا الأمر كان مجهولا، أما بالنسبة لموضوع الأنفاق التي تُعتبر جزء أساسيا من المعركة العسكرية القائمة في غزة، فإن الأنفاق الأساسية لم يتم المساس بها، ما تم المساس به هي الأنفاق الهجومية التي كانت حماس نفسها تدمرها بعد كل عملية والتي دورها وظيفي وليس استراتيجي.
ولفت إلى أن نتنياهو عندما هول بموضوع رفح، كان الجواب الذي نُقل بالأمانة لقادة المحور أن من يقاتل هم ألوية رفح فقط لا غير وعليهم أن ينتظروا مفاجآت، وبالفعل كان هناك مفاجآت من بعد ما تم تبليغ قادة المحور وهو ما حصل في جباليا.
وشدد فضة على أن المعلومات التي تم تبليغها لقادة المحور من غزة هي معلومات حديثة وعلى الأرجح جاءت قبل يومين من عملية جباليا، وفي جباليا كان هناك تطور نوعي وهو الأسر، فسابقاً المقاومة لم تقم بالأسر لوجود عوائق تقنية إن صح التعبير بمعنى عوائق تكنولوجية تتعلق بتحديد المواقع وما إلى هناك، لكن بعد أن قامت حماس بفك شيفرة هذا الموضوع أصبح الأسر أمرا واقعا في صيرورة الحرب التي تجري اليوم في غزة، وبالتالي أيضاً هذا تقدم نوعي.
وأضاف: "نحن نتحدث اليوم عن أكثر من ثمانية أشهر من هذا الصراع، هذا الصراع نستطيع القول إنه الصراع الوحيد الذي حمل كل هذه الآمال وكل هذه التحديات والحقائق، هذه الحقائق من يريد إنكارها فلينكرها ومن أراد أن يصدقها فليصدقها، أما الحقيقة والفعل بأن المقاومة في غزة وفي فلسطين المحتلة بالدعم مع جبهات الإسناد أفرزت تطورا ملحوظا من قبل المحور وخصوصاً الرد الإيراني، الذي يراه البعض مسرحية، فالذي أريد قوله والذي قد لا يستوعبه البعض، بأن المحور لا يريد حربا إقليمية."
وأردف قائلا: "بالنسبة لهذا الكيان، اليوم تستطيع أمريكا أن تنقذه عسكرياً ومادياً واجتماعياً واقتصادياً، لكن هل تستطيع أن تنقذه من نفسه؟ هنا السؤال، وبالتالي فلسفة المواجهة قد تغيرت بمعنى الحرب اليوم ليست جغرافية ابداً، الموضوع مختلف تماماً، لا شك أن البنية العسكرية متطورة على كل المحور، فنرى أن اليمن يهاجم أيزنهاور "حاملة الطائرات الأمريكية"، وهناك تطور ملحوظ على المستوى العسكري، لكن هذا التطور سبق وأن استشرف له السيد حسن نصر الله في إحدى الخطابات عندما قال: ربما لسنا بجاجة إلى حرب تحريرية كي نحرر فلسطين المحتلة فهي سوف تسقط من الداخل، وفقاً لأي اعتبار جاء هذا الكلام؟ لاعتبار أساسي وجوهري له علاقة بالتركيبة البنيوية لهذا الكيان، ومن الواضح جداً أن إدارة المعركة إدارة ممتازة جداً."
علي فضة: بايدن يحاول إنقاذ الكيان الإسرائيلي
وردا على سؤال حول تسارع التطورات والتحولات في المنطقة وسلبية جو المفاوضات بما يوحي بأن الكلمة للميدان، أوضح علي فضة بأن هذا الأمر حقيقة واقعة وهناك عدة أسباب لهذا الموضوع بمعزل عن موضوع التطورات التكتيكية، أما بالنسبة للمفاوضات فمن الواضح من الذي رفض المفاوضات، فأولاً وافقت قيادة المقاومة المتمثلة بحماس بالمفاوضات، وافقت على الطرح القطري المصري ولكن جاء الرفض من بنيامين نتنياهو، فمن الطبيعي أيضاً أن بايدن كان له قرار بالموافقة على شروط حماس وهذا القرار ليس محبة بحماس وليس محبة بالمقاومة الفلسطينية ولكن هو محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الكيان.
ولفت إلى أن "محاولة بايدن إنقاذ هذا الكيان لم تكن التجربة الأولى له بهذا الخصوص سيما وأن بايدن منذ اليوم الأول فجر الثامن من أكتوبر عندما أتى إلى تل أبيب نصح بنيامين نتنياهو بأن لا يعيد تجارب الولايات المتحدة في أفغانستان وفي العراق وفي الصومال وفي عدة مناطق لم تستطع فيهم أمريكا أن تحقق أي إنجاز لا بل على العكس تماماً فشلت، فنصحه أن لا يكرر هذا الموضوع، وبغياب الحاكمية على بايدن، لم يركن نتنياهو إلى نصيحته ظناً منه أنه يحاول تسطير إنجازات، وهنا بايدن مارس دور الزوج المخدوع، وأبدى فضة اعتقاده بأن الدافع الذي دفع بايدن في 8 أكتوبر لكي ينصح إدارة نتنياهو بهذا الموضوع هو نفسه الذي دفعه إلى أن يقول بأنه يجب عليكم أن ترضخوا للمفاوضات، وبالتالي يبدو أن هناك مزاج متغير في إدارة الولايات المتحدة تجاه المعركة القائمة حالياً، وبالنسبة للمعركة القائمة حالياً نتنياهو يقف في المنتصف لا يستطيع أن يتقدم ولا يستطيع أن يعود.
علي فضة: مقبلون على حرب استنزاف طويلة
وعن الكلام عن تغير في استراتيجية محور المقاومة من خلال أدائهم بجبهات الإسناد من اليمن إلى العراق ولبنان، بين علي فضة عدم وجود قرار واضح، فقيادات المحور دائماً اعتادت على مصارحتنا بما نحن مقبولون عليه، بداية كان الخطاب الأول لسماحة السيد واضح بأن هذه المعركة ليست معركة تحريرية، وربما الظروف وترهل هذا الكيان وضرب الأعمدة لهذا الكيان قد تؤدي بالضرورة إلى إعادة تقييم ما حدث في 7 أكتوبر انطلاقاً لحرب استنزاف طويلة.
وأشار إلى الكيان على ما يبدو أصبح كيانا مهشما وهو في حالة صدمة وحالة إنكار أساساً، ولم يستطع أن يستوعب بأنه هُزم هزيمة ساحقة لأول مرة في تاريخه بهذا الشكل المباشر والعلني ما دفعه لاعتماد تكتيكه الدائم وهو القتل لمجرد القتل، فما يعيشه العدو هو تكتيك دون استراتيجية وهذا واضح لا يخفى، نرى التصريحات متضاربة بشكل كبير لا يوجد انسجام واضح بإدارة الحرب، من لا يستطيع أن يرى من الغربال يكون أعمى، والغربال أو الحقيقة تقول وهذه الحقيقة بدأت ترددها الصحافة العالمية والصحافة الصهيونية" أن الأمور ذاهبة إلى إطالة أمد الحرب فعندما استطاعت المقاومة الصمود 8 أشهر، بدأت تظهر الكوارث التي فعلتها إسرائيل بالأسلحة الغربية والأسلحة الأمريكية في فلسطين، فموضوع الحرب الخاطفة والسريعة تغير، وعلى ما يبدو أننا بمرحلة استنزاف طويلة، ربما تتطور تكتيكياً بحسب رؤية المقاومة، نحن اليوم لا نستطيع أن نقوم بالتنظير عسكرياً على المقاومة.
وحول تهديد الإسرائيليين بتوسيع الحرب لفت علي فضة إلى أنهم يهددون منذ 7 أكتوبر ولم نرى أي شيء عملي على الأرض، الإسرائيلي بشكل أو بآخر بدء يحسب حساب، فعلى مستوى غزة هو لم يستطع أن يحقق نتائج فما بالك في جبهة لبنان، التي تمتد من الناقورة إلى طهران، وذلك لأن القرار الجوهري والمحوري والأساسي كان لعنوان طوفان الأقصى هو ممنوع أن تُهزم المقاومة في أي بقعة من بقاع تواجدها، وهذا ما لا يعلموه ولا يعرفوه.
علي فضة: سورية جبهة كامنة
وفيما يخص سورية وإمكانية دخولها في الحرب أوضح فضة بأن سورية بالنتيجة هي جزء من هذه الحرب ولا يستطيع أحد القول إنها ليست جزءا، والأكيد أنها جزء من المحور، وسورية تمارس دورا من خلال محاربة داعش والتي هي أداة.
ونفى علي فضة الكلان عن احتساب سورية أقرب اليوم بالموقف السياسي لدول الخليج السعودية والإمارات، مذكرا بتصريحات الرئيس بشار الأسد عن دعم المقاومة في فلسطين لا بل الإشادة، وتناغم التصريحات على مستوى الرئاسة في سورية وعلى مستوى كل القيادة، بشكل لا نستطيع أن نفصله عن الموقف الإيراني، فسورية يمكن أن نقول بأنها جبهة كامنة إلى حد ما، فالمحور ينقسم إلى أحزاب وفصائل، ودول، والدول وظيفتها مختلفة تماماً عن الأحزاب والفصائل التي هي في انخراط مباشر في هذه المعركة، فالدول لديها حسابات مختلفة وأدوار مختلفة يمكن أن تلعبها بالتغطية السياسية.
وعن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسليح أطراف ثالثة تستهدف المصالح الأمريكية والغربية ردا على تصريح الأمريكي بأنه أوكرانيا سوف تستخدم سلاحاً أمريكياً أو غربياً لضرب العمق الروسي، بين فضة بأن من حق روسيا وفق تصريح بوتين أن تدعم الجبهات التي تقف في مواجهة الدول التي تدعم أوكرانيا وبالتالي اليوم لا نستغرب أن تتدخل الأسلحة الروسية بشكل مباشر، والأسلحة الروسية أساساً موجودة لدى المقاومة ولكن عبر سورية، ومن الممكن أمام هذا الخطأ الاستراتيجي الأمريكي وعدم تقديره للموقف بشكل جيد، بأنه إذا ما ارتكب هذه الرعونة سوف نكون أمام كل الاحتمالات.
علي فضة: من ينتقد فتح حزب الله جبهة الجنوب صهيوني وظيفي
ورد علي فضة على السجال في لبنان ووجود البعض مع المقاومة ووحدة الساحات والبعض الآخر ضدهما، بالقول: " لا يحق لأحد اليوم أن يقول لأهالي الجنوب وللمقاومة بأنك أنت تمتلك قرار الحرب والسلم، أساساً قرار الحرب والسلم كان دائماً بيد العدو الإسرائيلي هذا من جهة، وإذا سلمنا جدلاً بأن حزب الله يمتلك قرار الحرب والسلم، سيقولون له أنت من أعطاك الحق لتطرح هذه النظرية لكي تفتح جبهة مثلاً، الجواب البديهي بأن أي دولة تحترم نفسها لديها أمن قومي هو الذي يشخص الأخطار المحدقة، فكيف ستحاسب حزب الله؟"
وعن اعتبار المنتقدين بأن هذا مسؤولية الدولة والحكومة اللبنانية وليس حزب الله، تساءل علي فضة إن كانت الدولة اللبنانية قادرة على المواجهة؟ مبينا أن الجيش اللبناني لا يستطيع أن يواجه وهو ممنوع عليه أن يتسلح أساساً، لذلك يجب أن يستثمروا حركة المقاومة كحركة خارجة عن نطاق الدولة لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا أحد بأن يقحم لبنان في هذه الصراع، بينما حزب الله فتح صدره وقال أنا أواجه وهذا رأينا له تداعيات جداً إيجابية على واقع الصراع وعلى التحرير في الـ2000 والـ 2006.
ولفت إلى أن الخطاب المتعلق بالدولة هو قائم على استجداء الغرب، ودائماً يطلبون حماية دولية، فهؤلاء تصنيفهم على المستوى السياسي يمين انعزالي ولديهم أيضاً حالة نفسية اسمها اضطراب الشخصية الانعزالية وهم من سماهم عبد الوهاب المسيري، أحد أهم العرب الذين كتبوا عن الصراع، سماهم صهيونيون وظيفيون، سامي جميل صهيوني وظيفي وسمير جعجع وأشرف ريفي كذلك.
وبين بأن هذه الصفة ليست تهمة فالصهيوني الوظيفي هو الذي يكرر الخطاب الصهيوني ويوهن من يقاوم هذا الفكر، بالتالي عندما نقول صهيوني فنحن لا نوجه اتهام لأن الصهيونية هي حركة سياسية وعلى ما يبدو هم ليسوا مختلفين اختلافا لا جذريا ولا جزئيا مع الصهيونية كأداة سياسية وظيفية وبالتالي نعم هم صهيونيون وظيفيون، هذا ليس اتهام بالعمالة، فالذي يوهن اليوم المقاومة ودماء المقاومين التي تدافع عن كل لبنان هذا ماذا نسميه؟ لن نسميهم ليقوموا هم بتسمية أنفسهم."
وفيما يخص المبادرة التي أطلقها الحزب العربي الديمقراطي، لفت إلى أنها مبادرة جدية وحقيقية تهدف إلى إحداث توازن حقيقي في ظل فراغ على المستوى العربي في لبنان عبر فكرة إعادة استنهاض الفكر العروبي عبر الأحزاب العروبية الموجودة في لبنان، مضيفا: "سوف نقوم بزيارة كل الأحزاب والشخصيات العروبية وسوف نضع الجميع في صورة هذه المبادرة وبدأنا بها من عند الوزير فيصل كرامي الذي رحب جداً بهذه الفكرة، والكل باعتقادي سيرحب لأن كل عربي حريص على لم الشمل بعيداً عن المذهبية والطائفية، وسيكون لها صداها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، بالنهاية نحن بحاجة لاستيعاب الجميع."
وتساءل عن الشيء الذي قدمه الفكر الانعزالي لبنان منذ الاستقلال إلى اليوم، ليشير إلى السرديات التي يقدمها شارل جبور وغيره من بعض أقزام السياسة الذين لا يعرفون يمينهم من يسارهم، داعيا إياهم إلى استقراء حقيقي، سيجدون أن كل سردياتهم والجمود العقائدي لن تؤدي بهم إلا إلى تكرار أخطاء الماضي، فقراءة التاريخ جداً مهمة لكن دون أن نعلق به، التاريخ نقرأه لكي لا نكرر تجاربه وأخطاءه، فهم حمقى لأنه بعد 8 أشهر من الدم والقتل واللاإنسانية والعالم كله يتغير وهم مازالوا صهيونيون وظيفيون.