الإعلامي محمد الحمد: دور اليمن مثل صدمة على أمريكا وإسرائيل والتصعيد يعتمد على سلوك العدو

بعد منشور 3 أيام الغامض.. دور الجبهة اليمنية وفاعليتها واحتمالات التصعيد

سلط الإعلامي محمد الحمد الضوء على ما يقوم به اليمن في دعم وإسناد غزة وفعالية هذه الجبهة وتأثيرها الحقيقي على أرض الواقع، إضافة إلى تبيان احتمالات التصعيد ومستقبل عمليات القوات المسلحة اليمنية.


منشور العميد يحيى سريع الغامض

وجاء ذلك خلال مشاركته في مساحة أقامها الناشط إبراهيم اليمني على منصة إكس بعنوان"3 أيام.. اليمن يؤدب الصهاينة والمطبعين"، والتي جاءت بعد منشور غامض للعميد يحيى سريع المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، اكتفى فيه بعبارة "3 أيام"، الأمر الذي أثار موجة كبيرة من ردات الفعل بين من اعتبرها رسالة تحذيرية لما هو آت، وبين من توقع أنها موعد بدء المرحلة الخامسة من عمليات اليمن.

وقد لاقى منشور العميد سريع كل هذا الاهتمام بسبب الأثر الكبير للعمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي وداعميه، وتمكن اليمن من فرض حصار وبالنار على السفن المتجهة للكيان الإسرائيلي، دون تمكن الولايات المتحدة وحلفائها من وقفها أو التأثير عليها رغم كل قوتهم العسكرية، الأمر الذي شكل مفاجأة للعدو والصديق لا يقل عن المفاجأة التي حققتها المقاومة في غزة في عملية طوفان الأقصى، ليشكل اليمن قوة صاعدة مؤثرة في دعم المقاومة ونصرة فلسطين، قوة غيرت المعادلات في المنطقة، لتصبح محل اهتمام واحترام لدى كل شعوب المنطقة، ومصدر قلق ورعب لإسرائيل وأمريكا وحلفائهما.

محمد الحمد: اليمن أسقط الهيبة الأمريكية

وقد وجه الصحفي قاسم ريا، خلال المساحة سؤالا حول مدى التصعيد الذي من الممكن أن تصل إليه الأمور في الجبهة اليمنية مع استمرار العمليات الاسرائيلية في غزة والتهديد بالحرب مع لبنان، وخاصة بعد ما شهدناه من عجز الولايات المتحدة وحلفائها من إيقاف العمليات في هذه الجبهة.

وأجاب الإعلامي محمد الحمد، بأن التصعيد الذي تقوم به الجبهة اليمنية بالتنسيق مع المقاومة العراقية له أبعاد عديدة، فهو لا يتعلق بالموقع الجغرافي أو بنقاط جغرافية محددة، وإنما بالقراءة المتقدمة للقادم ولاعتبارات كثيرة، إذ إن الأمريكي لا يستطيع الدخول إلى ساحة المواجهة مباشرة، ولذلك فهو يدخل تحت عناوين حماية الممرات المائية في البحر الأحمر، أو يذهب لخلط الأوراق من خلال المرتزقة أو الفتن أو الحصار أو العقوبات وهذا هو تكتيك العدو.

ولفت إلى أن الدور الذي يقوم به اليمن يمثل صدمة كبيرة على أمريكا والكيان الصهيوني، فهو يؤذي الكيان وحلفائه بشكل مباشر وغير مباشر، ليس من الناحية الاقتصادية فحسب بل من ناحية السمعة والهيبة الدولية التي أسقطها اليمن، مضيفا: "أن تتحدى الأمريكي وتشتبك معه، هذا أسقط سمعته وهيبته بشكل كامل."

وأوضح بأن التصعيد القادم يعتمد على سلوك العدو، فإذا ذهب لموضوع خلط الأوراق، فسيكون هناك ضربات تأديبية قد تحصل بشكل غير رسمي.

وأبدى الحمد اعتقاده بأن الضربة المشتركة التي حصلت على حيفا، هي البداية لعمليات أخرى ستكون شديدة ومؤلمة، هناك نقاط استراتيجية هامة سيتم استهدافها في المرات القادمة، علما أن المراحل السابقة لن يتم إيقافها بل ستستمر مع المراحل الجديدة وبشكل أوسع، وربما ستستهدف مناطق حساسة في الكيان.

وأشار إلى أن هناك شريانين يتغذى عليهم الكيان، شريان مصري وشريان أردني بالإضافة للجسر البري، فلا يوجد استثناءات ولن تتم المهادنة على حساب القضية، فهذه هي النقاط الأساسية الحساسة، إذ سيكون هناك استهداف لمناطق حساسة داخل فلسطين المحتلة، مع تضييق الخناق على مستوى البحار، إذ أصبحت حالة السفن في البحر المتوسط شبيهة تقريبا بحالة السفن بالبحر الأحمر، وبالتالي سيكون موضوع التأمينات أعلى، والضرر على الكيان أكبر.

كما تساءل الصحفي قاسم ريا إن كان اليمن قد تحول إلى قوة إقليمية لا رادع لها، وعن تأثير الحصار المفروض على اليمن من الدول المجاورة والى أي حد يستطيع الصمود؟

ورد الإعلامي محمد الحمد مبينا أن الذي يحصل من صمود غزة المحاصرة هو معجزة، مثل صمود اليمن أمام جيوش 16 دولة في العالم، فهذه الأمة بموروثها وعقيدتها وبصيرتها لن تنكسر أبدا، وذلك بعد عشر سنوات تقريبا من العدوان والحصار المستمر، وهناك قدرة كبيرة ليس في المجال العسكري فقط وإنما الارتقاء بحالة وعي الأمة وإرادتها.

وشدد على أن المقاومة تمثل صوت الأمة الحرة، وما تحمله من قيم وحضارة إنسانية راقية.

محمد الحمد: حزب الله يصعد العمليات بطريقة استراتيجية

كما اعتبر الحمد خلال المساحة بأن الجبهة الشمالية بقيادة حزب الله ملتزمة في الهجوم لرد العدوان فهي تدير المعركة بإبداع وحرفية، وإن الضغط والتصعيد الذي يمارسه حزب الله بطريقة استراتيجية، لا يعطي فرصة للعدو بأن يقول بأن لبنان أو حزب الله دخل المواجهة الشاملة، فحزب الله يضغط ببطء بطريقة تدفع العدو إلى نفقين إما الاستسلام والأخذ بشروط المقاومة أو التصعيد.

وبين بأن المعادلة التي تفرض نفسها اليوم، هي وعي الأمة الأخلاقي والإنساني مترافقة مع اقتدار في الميدان وفي المجالات الأخرى، وهذا يمثل حالة ردع كبيرة وإنه لا مكان للأمريكي في المنطقة.

وبحسب الحمد فإن الأمريكي يدرك خطورة الوضع، ويحاول الالتفاف على هذه الأهداف من خلال مشاريع سياسية خبيثة بالاستفراد بغزة وتحييد الساحات الأخرى ويليها مشاكل داخلية.

ورأى بأن جبهة المقاومة تتحالف مع الروسي والصيني ولكن لا تنتظر دعما منهم أبدا، ولكن هناك تنسيقات استراتيجية لأن العدو واحد.

أسباب توقف عمليات المقاومة العراقية ضد القواعد الأمريكية

‏ورد الحمد على سؤال من الصحفي قاسم ريا حول سبب توقف المقاومة العراقية عن استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة بعد الزخم الكبير لعملياتها بداية الحرب على غزة، بالإشارة إلى أن المقاومة العراقية قد شنت ضربات على أهداف حيوية داخل الأرض المحتلة، وعلى القواعد الأمريكية في العراق وسوريا وردت الولايات المتحدة باستهداف مستودع للذخيرة في سورية.

ولفت الحمد إلى أن الضربات كانت مؤلمة على القواعد الأمريكية رغم التستر عليها، وأن الضربات مازالت مستمرة ولكن لا يتم الإعلان عنها، والأمريكي يتكتم عليها لأنه لا يريد أن يحصل عليه، كما يحصل على الكيان الصهيوني من الجبهة العراقية.

وأشار إلى أن الأمريكي ممسك في زمام الأمور الاقتصادية في العراق، حيث يعتمد العراق بموازنته على البترول وتوضع أموال الصادرات النفطية بالدولار الأمريكي وهذه العقدة لم تحل، ونتيجة لذلك يقوم الأمريكي بالضغط من خلال الدولار، فتتوجه الحكومات السياسية بالضغط على المقاومة لإيقاف عملياتها مؤقتا، وتتعهد الحكومة بالعمل على إزالة الوجود الأمريكي بطريقتها.

وبين بأن هذا هو السبب الذي جعل المقاومة العراقية لا تذهب بعيدا، ولكن بياناتها كانت شديدة وطالبت الحكومة بالإسراع بإخراج المحتل الأمريكي.

وأكد الإعلامي محمد الحمد بأن قيادات المقاومة أدرى بالوقت المناسب لاستئناف العمليات، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني يتكتم عن ضربات المقاومة العراقية وعن الضربات اليمنية، فهو يتحدث عن غزة وعن الجبهة الشمالية فقط.

ووفق الحمد فإن الصهاينة وضعوا غرامة كبيرة مشددة على كل مغتصب صهيوني ينشر في السوشال ميديا عن الاستهدافات التي يتعرض لها الكيان، مبينا أن هذا التكتم هو بأمر أمريكي حتى لا يعطي ذريعة لإثارة القلق والهلع بأن الكيان يتعرض للقصف من أكثر من جبهة.

ولفت إلى أن لدى المقاومة العراقية صواريخ تصل إلى مدى كبير ولديها طائرات دقيقة لا تستطيع الدفاعات الجوية كشفها أو صدها أو إسقاطها.

وشدد على أن الضربات سيتم استئنافها علانية في حال استمر الأمريكي بالاحتيال على الحكومة العراقية أو إذا لم تقم الحكومة العراقية بالإيفاء بالتزاماتها ووعدها للمقاومة في العراق بإزالة المحتل الأمريكي.