كتب الصحفي قاسم ريا مقالا عبر حسابه الشخصي في فيسبوك بعنوان "التخوين عند الاختلاف السياسي: بين الضرر والمصلحة" جاء فيه:
في السياسة، يعتبر الاختلاف في الرأي أمراً طبيعياً وصحياً. ولكن في بعض الأحيان، يتحول هذا الاختلاف إلى تخوين، حيث يتم اتهام الأفراد بالخيانة لمجرد اختلافهم في وجهات النظر. هذا النهج لا يخدم أي جهة، بل يزيد من حدة الانقسامات والتوترات.
التخوين: سلاح ذو حدين
التخوين عند الاختلاف السياسي يعد سلوكاً ضاراً وغير صحي. فبدلاً من فتح باب الحوار والتفاهم، يُستخدم التخوين كوسيلة لإسكات المعارضين ونزع الشرعية عن آرائهم. هذا يؤدي إلى تعزيز بيئة من الشك والعداء، ما يعيق التقدم والتطور.
ومع ذلك، هناك نقطة يجب الانتباه إليها، وهي موقف الأفراد خلال الأزمات والحروب. في هذه الأوقات، تكون الوحدة الوطنية أساسية. اتخاذ نفس موقف العدو أو تبني سياساته يمكن أن يضع الشخص في موضع الشبهة، ما يجعل اتهامه بالتخوين أمراً مفهوماً. إذاً، يجب على الأفراد أن يكونوا واعين لخطورة مواقفهم وأثرها على السلامة الوطنية.
الخصومة السياسية في لبنان: بين التطرف والتصالح
في لبنان، الخصومة السياسية تتخذ أبعاداً متطرفة. مؤيدو الأحزاب غالباً ما يحملون الكراهية للمعارضين، حتى عندما يتصالح زعماء الأحزاب أو تتبدل سياساتهم. هذا يعكس مدى تأثير الزعماء على القاعدة الشعبية، ولكنه يظهر أيضاً قصوراً في فهم اللعبة السياسية.
السياسة بطبيعتها عموماً وفي لبنان خصوصاً، تتطلب التبدل والتكيف مع الظروف المتغيرة. القادة قد يغيرون مواقفهم لتحقيق مصالح البلاد أو لتجنب الأزمات. لكن أتباعهم غالباً ما يتمسكون بمواقفهم المتطرفة، ما يزيد من حدة الانقسام ويعرقل أي جهود للمصالحة لاحقاً.
التخوين عند الاختلاف السياسي يعد سلوكاً ضاراً يجب تجنبه لتعزيز بيئة صحية للحوار والتفاهم. وفي نفس الوقت، يجب أن يكون الأفراد واعين لمواقفهم خلال الأزمات الوطنية لتجنب الشبهات. الخصومة السياسية المتطرفة، خاصة في لبنان، تظهر الحاجة إلى زيادة الوعي بأهمية التبدل السياسي والتصالح. في النهاية، يجب أن يكون الهدف هو خدمة المصلحة الوطنية وتعزيز الوحدة.