النسور الهندية
كان النسر في وقت من الأوقات، طائرا شائعا في الهند، يتغذى على الجثث ويقوم بدور حيوي في النظام البيئي، لكن تراجع أعداد النسور نتيجة استخدام دواء معين أدى إلى عواقب وخيمة على الصحة العامة.
مأساة النسور الهندية
منذ أكثر من عقدين، بدأت أعداد النسور في الهند تنخفض بشكل حاد بسبب عقار الديكلوفيناك الذي يُستخدم كمسكن للألم في الماشية، أدى هذا الدواء إلى وفاة النسور التي تتغذى على جثث الحيوانات المعالجة به، مما تسبب في انخفاض أعدادها من حوالي 50 مليون إلى مستويات قريبة من الصفر بحلول منتصف التسعينيات.
تأثير موت النسور على الصحة العامة
وفقًا لدراسة حديثة، أدت الإبادة غير المقصودة للنسور إلى انتشار الأمراض، مما تسبب في وفاة حوالي 500 ألف شخص سنويا على مدار خمس سنوات، يُعتبر النسر بمثابة "خدمة صحية للطبيعة"، حيث يلعب دورا أساسيا في إزالة الحيوانات النافقة التي قد تحتوي على مسببات الأمراض.
قارن الباحثون معدلات الوفيات في المناطق التي كانت غنية بالنسور بتلك التي شهدت انخفاضا حادا في أعدادها، ووجدوا أن معدلات الوفيات ارتفعت بنسبة أكثر من 4% في المناطق التي كانت مزدهرة سابقا بالنسور.
العواقب الاقتصادية لموت النسور الهندية
تسببت وفاة النسور في انتشار الكلاب الضالة، مما زاد من خطر نقل داء الكلب إلى البشر، ورغم ارتفاع مبيعات لقاح داء الكلب، إلا أن ذلك لم يكن كافيا. وقدرت الدراسة أن فقدان النسور بين عامي 2000 و2005 أدى إلى وفاة 100 ألف إنسان إضافي سنويا مع خسائر اقتصادية تجاوزت 69 مليار دولار .
التهديدات التي تتعرض لها النسور والحلول لذلك
تشير التقارير إلى أن الأنواع الرئيسية من النسور، مثل النسر الأبيض الردف والنسر الهندي و شهدت انخفاضا كبيرا في أعدادها،بالإضافة إلى التهديدات الناتجة عن الأدوية البيطرية، تتعرض النسور أيضا لمخاطر مثل فقدان الموائل والتغير المناخي.
رغم التحديات، هناك بعض العلامات الواعدة،تم إطلاق سراح نسور تربى في الأسر، وتم تسجيل أكثر من 300 نسر في مسح حديث،لكن للحفاظ على هذه الأنواع، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة.
تعتبر حالة النسور في الهند مثالا صارخا على كيف يمكن لفقدان نوع ما أن يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان والبيئة،من الضروري حماية هذه الطيور لضمان سلامتنا جميعا.
