أعراض مرض باركنسون
يعاني مرضى باركنسون من اضطراب عصبي تقدمي يؤثر على الحركة، حيث يبدأ عادةً بأعراض خفيفة مثل رعشة طفيفة في إحدى اليدين ولكن قد يؤدي في النهاية إلى مشكلات أكثر حدة مثل صعوبة في المشي والتحدث.
فهم أسباب مرض باركنسون هو أمر حاسم لتطوير علاجات فعالة وربما إيجاد علاج، لذلك دعونا نستكشف ما يعرفه الباحثون حول هذه الحالة بشكل بسيط.
السبب الرئيسي لمرض باركنسون
أحد الأسباب الرئيسية لمرض باركنسون هو فقدان الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في جزء من المخ يُعرف باسم الجسم الأسود، والدوبامين هو ناقل كيميائي يلعب دوراً رئيسياً في تنسيق الحركة.
عندما تنخفض مستويات الدوبامين، يؤدي ذلك إلى الأعراض الحركية المميزة لمرض باركنسون، مثل الرعشة والتصلب وبطء الحركة، لكن لماذا تموت هذه الخلايا العصبية؟
دور الوراثة في مرض باركنسون
الوراثة هي عامل قد يساهم في تطوير مرض باركنسون، فعلى الرغم من أن معظم حالات باركنسون لا يتم توريثها مباشرةً، إلا أن الباحثين قد حددوا عدة جينات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
قد تؤدي الطفرات في هذه الجينات، مثل LRRK2 و PARK7 و PINK1 و SNCA، إلى إنتاج بروتينات غير طبيعية أو أعطال خلوية أخرى تتسبب في موت الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
ومع ذلك، امتلاك هذه الطفرات الجينية لا يضمن بالضرورة أن الشخص سيُصاب بمرض باركنسون، فهي تزيد فقط من خطر الإصابة به.
تأثير العوامل البيئية على تطور مرض باركنسون
العوامل البيئية تلعب أيضاً دوراً كبيراً في تطور مرض باركنسون، فالتعرض لبعض السموم، مثل المبيدات الحشرية، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا لمبيد الأعشاب بيراكوات أو مبيد الأعشاب روتينون لديهم فرصة أكبر للإصابة بالمرض، ويُعتقد أن هذه المواد الكيميائية تسبب الإجهاد التأكسدي والالتهاب في المخ، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية.
الإصابة في الرأس قد تسبب مرض باركنسون
عامل بيئي آخر هو الإصابة في الرأس، فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات متكررة في الرأس، مثل الملاكمين أو لاعبي كرة القدم، لديهم خطر أعلى للإصابة بمرض باركنسون في وقت لاحق من حياتهم.
يمكن أن تسبب الإصابات في الرأس تلفاً في بنية المخ ووظيفته، مما قد يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
دور العمر في زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون
العمر هو أكبر عامل خطر لمرض باركنسون، حيث يتم تشخيص هذه الحالة بشكل أكثر شيوعا في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، ويزداد الخطر مع تقدم العمر، فمع التقدم في العمر، تنخفض قدرة الجسم الطبيعية على إصلاح الخلايا وإعادة إنتاجها، مما يجعل الخلايا العصبية أكثر عرضة للضرر والموت.
دور الجهاز المناعي في تطور الإصابة بمرض باركنسون
هناك أيضًا أدلة على أن الالتهاب والجهاز المناعي قد يلعبان دورًا في تطور مرض باركنسون، وتُظهر بعض الدراسات أن الالتهاب المزمن في المخ قد يساهم في موت الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب الاستجابات المناعية غير الطبيعية دورًا في عملية المرض، فعلى سبيل المثال، قد تهاجم بعض خلايا المناعة الخلايا العصبية السليمة، مما يؤدي إلى تدهورها.
الإجهاد التأكسدي ومرض باركنسون
الإجهاد التأكسدي وهو الحالة التي تتراكم فيها جزيئات ضارة تُسمى الجذور الحرة في الجسم، هو عامل آخر يُشتبه في ارتباطه بمرض باركنسون.
يمكن للجذور الحرة أن تُلحق ضررًا بالخلايا، بما في ذلك الخلايا العصبية، من خلال التسبب في الإجهاد التأكسدي، ويُعتبر المخ أكثر عُرضة للضرر التأكسدي بسبب استهلاكه العالي للأكسجين ووفرة الأحماض الدهنية التي تميل إلى التأكسد.
الميتوكوندريا ومرض باركنسون
سوء وظيفة الميتوكوندريا هي مجال آخر من أبحاث فهم مرض باركنسون، والميتوكوندريا هي الهياكل المنتجة للطاقة داخل الخلايا، وعطلها يمكن أن يؤدي إلى موت الخلايا.
هذا وأظهرت الدراسات أنه عند الأشخاص المصابين بباركنسون، لا تعمل الميتوكوندريا في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الطاقة وزيادة الإجهاد التأكسدي.
موقع Knowridge