اضطراب تعاطي الكوكايين يرتبط بزيادة الاندفاعية والشخصية الحدية

تأثير تعاطي الكوكايين على شبكة الاتصالات في الدماغ تأثير تعاطي الكوكايين على شبكة الاتصالات في الدماغ

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي عن اضطرابات في اتصال الدماغ لدى الذكور الذين يتعاطون الكوكايين،

تأثير الكوكايين على الاتصالات في الدماغ

تأثير وقد وجدت هذه الدراسة أن الأفراد الذكور  المصابين باضطراب تعاطي الكوكايين يُظهرون اتصالاً دماغيًا أكثر استمرارية وشدة في حالات محددة، وخاصة ضمن الشبكة الذهنية الافتراضية والشبكة المعرفية الرقابية والشبكة الحسية الحركية، ويرتبط هذا الاتصال المفرط بزيادة الاندفاعية وسمات الشخصية الحادة، مما يشير إلى اضطرابات في تنظيم الذات ومعالجة الانفعالات.

يؤثر تعاطي الكوكايين على ملايين الأشخاص حول العالم، مؤدياً إلى عواقب صحية واجتماعية وخيمة، وعلى الرغم من انتشاره، فإن العلاجات الفعالة محدودة، وذلك جزئيا بسبب الفهم غير الكافي للأسس العصبية لهذا الاضطراب.

تاثير تعاطي الكوكايين على أنماط الاتصال الدماغي المتغيرة

تناولت الدراسات السابقة الاتصال الدماغي الثابت، لكن هذا البحث هدف إلى التحقيق في أنماط الاتصال الدماغي المتغيرة زمنيا لدى الأفراد الذين يتعاطون الكوكايين، ومن خلال تحديد هذه الأنماط، يأمل الباحثون في الكشف عن آليات عصبية محددة قد تسهم في توفير علاجات وتدخلات أفضل لهذه الحالة الصعبة.

استخدم الباحثون بيانات من مجموعة بيانات SUDMEX CONN، والتي تتضمن مسوحات تصوير مقطعي وظيفي للمغناطيس النووي للمرضى المشخَّصين باضطراب تعاطي الكوكايين، وتضمَّنت الدراسة 69 مشاركا ذكرا منهم 38 مصابا باضطراب تعاطي الكوكايين و31 من المجموعة الضابطة، وتم اختيار المشاركين المصابين باضطراب تعاطي الكوكايين بناءً على معايير صارمة، مثل تعاطي الكوكايين الحديث والمنتظم، لضمان التمييز الواضح عن مستخدمي المخدرات العرضيين.

لمعالجة بيانات التصوير المقطعي للمغناطيس النووي، استخدم الباحثون تقنيات متقدمة لتعزيز جودة ودقة القياسات، وتم تحليل الاتصال الوظيفي باستخدام تحليل المكونات المستقلة المكاني الجماعي، والذي يساعد في تحديد الشبكات المستقلة داخل الدماغ، حيث تم التقاط الطبيعة الديناميكية للاتصال الوظيفي من خلال تقنية النافذة المنزلقة، والتي تفحص التغييرات في الاتصال عبر الوقت، بدلاً من افتراض ثباته، وسمح هذا النهج للباحثين بتحديد حالات اتصال متميزة ينتقل الدماغ من خلالها أثناء فترة المسح.

اضطراب الكوكايين يؤثر على التفكير المرتبط بالذات

كشفت الدراسة عن حالتين رئيسيتين للاتصال: حالة اتصال قوي وحالة اتصال ضعيف، وعند المشاركين الذين يتعاطون الكوكايين، كانت حالة الاتصال القوي أكثر شيوعا واستمرارية مقارنة بالضوابط الصحيين، وأظهرت هذه الحالة زيادة في الاتصال داخل وبين العديد من الشبكات الدماغية، بما في ذلك الشبكة الذهنية الافتراضية والشبكة المعرفية الرقابية والشبكة الحسية الحركية، وأشار هذا الاتصال المفرط، لا سيما داخل الشبكة الذهنية الافتراضية، إلى اضطرابات في العمليات مثل التفكير المرتبط بالذات وتنظيم الانفعالات، والتي تعد حاسمة في فهم الطبيعة القهرية لإدمان الكوكايين.

اضطراب الكوكايين يؤدي إلى زيادة الاندفاع

علاوة على ذلك، كشفت الدراسة أن الزيادة في الاتصال بين الشبكة المعرفية الرقابية والشبكة الحسية الحركية قد تشير إلى إعادة تنظيم وظائف الدماغ المتعلقة بالضبط المعرفي والاستجابات الحركية، وقد يؤدي هذا إلى إضعاف عمليات صنع القرار والتنظيم الذاتي، مما يسهم في زيادة الاندفاع لدى الأفراد المصابين باضطراب تعاطي الكوكايين، ووجد الباحثون أيضا زيادة في الاتصال بين الشبكة البصرية وشبكات أخرى، مما يشير إلى زيادة الحساسية للمنبّهات البصرية، وقد يؤدي هذا إلى رد فعل أقوى تجاه المخدرات، مما يفاقم دورة الإدمان.

وبالإضافة إلى هذه التغييرات المرتبطة بالحالة، وجدت الدراسة ارتباطات بين أنماط الاتصال الشاذة والقياسات السريرية للاندفاعية وسمات الشخصية الحدية، وعلى سبيل المثال، في حالة الاتصال القوي، كان هناك ارتباط سلبي بين اتصال الجزء المدارى من اللفيفة الجبهية السفلية والدرج المغذي/الدورة المحيطية البصرية الوسطى مع درجات الاندفاعية الحركية، هذه النتيجة تؤيد البحوث السابقة التي تشير إلى أن اضطرابات في هذه المناطق الدماغية تسهم في عجز في ضبط الندفاع في اضطرابات تعاطي المواد.

مجلة أبحاث الطب النفسي