قدرات حزب الله العسكرية والتهديد الذي تشكله لإسرائيل

بالتفصيل.. قدرات حزب الله العسكرية التي تشكل تهديدا لإسرائيل

تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله بشكل كبير مع الأحداث الأخيرة والحرب المستمرة في غزة، وخاصة بعد تنفيذ إسرائيل في 31 تموز 2024، هجمات متزامنة في طهران وبيروت، أسفرت عن اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس ورئيس الأركان العسكرية لحزب الله، الأمر الذي أدى لإمكانية الرد المنسق من إيران وحزب الله وحماس.

ويستعرض هذا المقال ترسانة حزب الله من الأسلحة، وقدراته العسكرية، والتهديد الذي يشكله على إسرائيل.

تأسيس حزب الله

فقد تأسس حزب الله في عام 1982 استجابةً للغزو الإسرائيلي للبنان، وتطور ليصبح قوة سياسية وعسكرية رئيسية في لبنان، وبدعم من محور المقاومة، يهدف حزب الله إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن المصالح اللبنانية في المنطقة، ومنذ إنشائه، شارك حزب الله في العديد من الصراعات مع إسرائيل، أبرزها حرب 2006 التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة لإسرائيل، وهذا التصعيد الأخير في التوترات متجذر في هذا التاريخ المعقد من التنافس والمواجهة.

ترسانة حزب الله الصاروخية

يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف الباليستية، تقدر بين 120,000 و200,000 صاروخ، تشمل أسلحة غير موجهة وموجهة، ومن بين الصواريخ قصيرة المدى "كاتيوشا" (4-40 كم) برؤوس حربية متفجرة بين 6-20 كغ، وفجر-1 ومشتقاتها التي يصل مداها إلى (8-10 كم) بشحنات تفجيرية 8 كغ، وكذلك بركان (10 كم) وفلق-1/2 (10-11 كم) بشحنات تفجيرية تتراوح بين 50 و120 كغ، وتشمل الصواريخ طويلة المدى فجر-3 (43 كم)، فجر-5 (75 كم)، ورعد-2/3 من نوع أوراغان (60-70 كم) بقدرات تفجيرية كبيرة، كما يمتلك حزب الله أيضًا صواريخ باليستية قصيرة المدى مثل زلزال-1/2 (125-210 كم).

وتشمل ترسانتهم أيضا صواريخ باليستية متوسطة المدى مثل سكود-B/C/D (300-500 كم) برؤوس حربية تتراوح بين 600 إلى 985 كغ، وصواريخ باليستية موجهة قصيرة المدى مثل فاتح-110/M-600 (250-300 كم) بشحنات تفجيرية 450 إلى 500 كغ، ويمكن للصواريخ الإيرانية من نوع فلق أن تسبب أضرارا كبيرة للأهداف القريبة من الحدود الإسرائيلية مثل حيفا، ويمكن للصواريخ بعيدة المدى من أصل روسي مثل سكود أن تصل إلى أهداف استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون ومفاعل ديمونا النووي، بالإضافة إلى أن أنظمة التوجيه المتطورة المقدمة من إيران التي حسّنت دقة هذه الصواريخ، مما زاد من فعاليتها في ساحة المعركة.

الطائرات بدون طيار

في الأشهر الأخيرة، كثف حزب الله استخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة ومهاجمة المواقع الإسرائيلية، مما زاد من قدراته التشغيلية والمستقلة، وباستخدام النماذج الإيرانية مثل شاهد 136، المجهزة بأنظمة توجيه إلكترونية وبصرية ونظام تحديد المواقع العالمي، تمكن الحزب من تنفيذ ضربات دقيقة، مما يشكل تهديدا خطيرا للبنية التحتية الإسرائيلية والقوات، ويمتلك حزب الله مجموعة كبيرة من الأنظمة الجوية غير المأهولة (UAS) لأدوار متعددة، وتشمل الطائرات متعددة الأدوار أيوب (شاهد-129) بمدى 2000 كم وقنابل موجهة 34 كغ، ومرصاد 2 (مهاجر 4) التي يمكنها حمل صواريخ جو-جو أو قذائف غير موجهة بمدى 150 كم، وطائرة كرار، القادرة على حمل قنابل بين 125-250 كغ أو صواريخ مضادة للسفن بمدى 1000 كم.

وتشمل ترسانة حزب الله من الطائرات المسيرة، طائرة مرصاد 1 (أبابيل-T)، المستخدم كذخيرة جوالة، يحمل شحنة متفجرة بوزن 40 كغ وبمدى 120 كم، أما لمهام الاستطلاع والمراقبة، يتم تزويد الطائرة المسيرة بأجهزة استشعار إلكترونية وبصرية ومدى 200 كم، كما أن التصنيع المحلي لبعض هذه الطائرات بدون طيار يعزز من استقلالية حزب الله التشغيلية وقدرته على تنفيذ هجمات منسقة مع أنواع أخرى من الأسلحة.

صواريخ مضادة للطائرات والسفن

يمتلك حزب الله ترسانة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للسفن، وتشمل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف (MANPADS) مثل مصياد-1 ومصياد-2، بمدى 5 إلى 6 كم وشحنة متفجرة 1.42 كغ، بالإضافة إلى SA-7 (ستريلا-2) وSA-16/18 (إيغلا-1/إيغلا) بمدى 3.4 كم و0.5 كم على التوالي، وبالنسبة للصواريخ قصيرة المدى، يستخدم حزب الله صواريخ SA-8 (أوسا) وSA-14 (ستريلا-3) بمدى 10 كم و4.5 كم، وتشمل الأنظمة المتوسطة المدى SA-17 (بوك-M2) وSA-22 (بانتسير-S1)، القادرة على الوصول إلى أهداف حتى 50 كم وبارتفاع 20 كم.

وتشمل ترسانتهم أيضا مدافع مضادة للطائرات من نوع ZU-23 بمدى 2.5 كم، وذخائر جوالة من نوع "358"، بتفاصيل غير محددة عن الشحنة والمدى.

وفيما يتعلق بالصواريخ المضادة للسفن، يمتلك حزب الله صواريخ روسية من نوع "ياخونت" وصينية من نوع "سيلك وورم"، القادرة على استهداف حقول الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، ويمكن لهجوم على هذه المنشآت أن يعطل بشكل كبير إمدادات الطاقة في إسرائيل، وهذه القدرات الدفاعية والهجومية تعقد العمليات الجوية والبحرية الإسرائيلية، مما يقلل من حريتها في التحرك في المنطقة.

القدرات العسكرية البشرية لحزب الله

يمتلك حزب الله حوالي 45,000 مقاتل، بينهم 20,000 فرد يعملون بدوام كامل، ومن بينهم وحدة الرضوان التي تعد قوة نخبة متخصصة في العمليات الحربية والعمليات المنسقة، كما يحتفظ حزب الله أيضا بشبكة واسعة من الأنفاق والخنادق، خاصة في جنوب لبنان ووادي البقاع، وتسمح هذه البنية التحتية بحركة القوات بشكل خفي وتخزين الأسلحة والذخائر بشكل آمن، مما يوفر ميزة استراتيجية في نزاع طويل الأمد.

وتمثل ترسانة حزب الله تهديدا متعدد الأبعاد لإسرائيل، حيث يمكن للصواريخ والقذائف استهداف البنية التحتية الحيوية والمناطق المدنية، مما يتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتعزز الطائرات بدون طيار قدرات المراقبة والضربات الدقيقة، بينما تعقد الصواريخ المضادة للسفن والدفاع الجوي العمليات البحرية والجوية الإسرائيلية، وفي حالة التصعيد، يمكن لحزب الله شن هجمات منسقة مع حماس والفصائل الموالية لإيران، مما يزيد الضغط على الدفاعات الإسرائيلية. 

المصدر: موقع Army Recognition