المسيرات في الحروب الحديثة سلاح دقيق يغير معادلات القوة

المسيرات تغير موازين الحروب.. سلاح دقيق يربك الجيوش الكبرى المسيرات تغير موازين الحروب.. سلاح دقيق يربك الجيوش الكبرى

مع تصاعد وتيرة الصراعات الإقليمية والدولية، برزت الطائرات المسيرة أو ما يعرف بـ”الدرونات” كعنصر محوري في ميادين القتال، تجمع بين الدقة في الاستهداف وانخفاض الكلفة التشغيلية وغياب الخطر على الطيارين، وقد أصبحت المسيرات اليوم جزءا لا يتجزأ من ترسانة الدول الكبرى والفاعلين غير الدوليين على حد سواء، ما يعكس تحولا جذريا في مفاهيم الحرب التقليدية.

ما هي الطائرات المسيرة؟

إن المسيرة أو الطائرة بدون طيار (UAV)، تعتبر طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لأداء مهام استطلاعية أو هجومية، تختلف أحجامها واستخداماتها، من طائرات صغيرة لا تتجاوز أبعادها حجم كف اليد، إلى طائرات قتالية ضخمة قادرة على حمل صواريخ موجهة.

وقد طورت العديد من الدول صناعاتها المحلية في هذا المجال، أبرزها الولايات المتحدة وإيران وتركيا والصين وروسيا، بالإضافة إلى جهات غير نظامية تستخدم المسيرات بفعالية لخرق الدفاعات التقليدية.

الاستخدامات القتالية للمسيرات من الرصد إلى القصف

وتستخدم المسيرات في أربع مهام رئيسية:

1. الاستطلاع والمراقبة: عبر تزويدها بكاميرات حرارية وأنظمة تصوير ليلية عالية الدقة.

2. الضربات الجوية الدقيقة: باستخدام صواريخ موجهة مثل “هيلفاير” أو “صادات”.

3. التشويش الإلكتروني: لتعطيل أنظمة الاتصال والرادارات.

4. الضربات الانتحارية (الفرصة الواحدة): كما تفعل بعض الجماعات المسلحة بمسيرات مفخخة.

وفي السنوات الأخيرة استخدمت المسيرات في حروب أوكرانيا واليمن وقره باغ وسوريا وغزة، حيث أظهرت فعالية كبيرة في ضرب أهداف حساسة خلف خطوط العدو حتى في وجود أنظمة دفاع متقدمة.

كما تشهد صناعة الدرونات تطورا كبيرا يشمل مدى الطيران من عشرات الكيلومترات إلى آلاف الكيلومترات في بعض الطائرات الاستراتيجية، وتزويدها بالذكاء الاصطناعي للتعرف على الأهداف واتخاذ قرارات هجومية تلقائيا، والقدرة على التشويش والمراوغة لتفادي الرادارات والصواريخ المضادة، بالإضافة إلى ابتكار اسلوب الحملات التعاونية (Swarming) حيث تطلق أسراب من المسيرات الصغيرة للعمل جماعيا على استهداف أنظمة العدو.

أنظمة الدفاع ضد المسيرات في سباق متسارع

ومع تصاعد تهديد المسيرات بدأت الدول في تطوير تقنيات مضادة تشمل الرادارات المخصصة لاكتشاف الأهداف الصغيرة والمنخفضة، وأنظمة تشويش إلكتروني لتعطيل توجيه المسيرات، وأسلحة ليزر وموجات ميكروية لتدميرها دون ذخيرة تقليدية، ورغم ذلك لا تزال كلفة التصدي للمسيرات أكبر من كلفة إنتاجها وتشغيلها، ما يجعلها سلاحا غير متماثل يرهق الخصم بأقل التكاليف.

وفي الختام قامت المسيرات بتغير شكل الحروب الحديثة، كما تعيد رسم موازين القوة على الأرض وفي السماء، وبينما تستثمر دول كبرى وإقليمية في تطوير قدراتها الهجومية والدفاعية في هذا المجال، يظهر الوقائع أن الدرونز باتت سلاحا استراتيجيا بامتياز، قد يحدد نتيجة أي مواجهة قادمة.