خلدون الشريف: خطابا حسن نصر الله الأخيرين اتسما بالعقلانية والسبيل لإلغاء الرد على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة

خلدون الشريف يوضح رؤيته لخطابي حسن نصر الله والسبيل الوحيد لإلغاء الرد على إسرائيل

رأى السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، بأن الخطابين الأخيرين لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قد اتسما بالعقلانية، معتبرا أن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد لإلغاء الرد على إسرائيل.

حيث لفت الشريف في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط، إلى أن الخطابين الأخيرين للسيد حسن نصر الله "اتسما بالعقلانية، رغم حجم الخسارة التي مني بها باغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، عندما أعلن أن الرد محسوم، لكننا نقاتل بغضب وبعقل، وبغضب وحكمة".

وأشار إلى أن هناك وساطات كثيرة بدون شك، تجري بين الحزب وإسرائيل وبين إيران وإسرائيل أيضا، معتبرا أنه "من الواضح أن السبيل الوحيدة لإلغاء الرد على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران والقيادي في حزب الله فؤاد شكر تختصر بوقف إطلاق نار في غزة، ما يسقط الردود."

وأوضح بأن الخطاب الثاني لنصر الله "استفاض في شرح الموقف من الجهتين، حيث قال إنه لو أرادت إسرائيل حربا شاملة مع لبنان لشنتها منذ حين، وليؤكد بدوره أن الحزب ليس طالب حرب بدوره، لكنه حسم موضوع الرد ولمح بشكل واضح إلى أن الحزب حين استهدفت إسرائيل مدنيين ردّ على أهداف عسكرية."

وبحسب الشريف فإن "الملفت في الخطاب قول نصرالله إن أحداً لا يطلب من إيران وسوريا أن يقاتلا قتالا طويلا، وهو ما دفع عددا كبيرا من الفرقاء في لبنان ليسألوا سؤالا بديهيا: هل مطلوب أن يدفع لبنان وحده، دون الآخرين، ثمنا من رزقه وأرواحه، على الرغم من إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية وإجرام حكام إسرائيل؟"

رد حزب الله على إسرائيل

وحول الأهداف التي من الممكن أن يطالها رد حزب الله، أبدى الشريف اعتقاده بأن "الرد سيكون على أهداف عسكرية قد تكون أبعد مسافة مما طالته صواريخ الحزب أو مسيراته سابقا."

وعما إذا كانت هناك ضمانات بالالتزام بقواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل، قال الشريف: "ليس ثمّة ما يؤكد أن واشنطن وعدت بعدم استهداف بيروت والضاحية، ولو أن الكلام الدبلوماسي الرفيع في العاصمة كان في هذا الاتجاه كل الوقت".

وأضاف: "ليست هناك ضمانات أيضا، ألا يرد الحزب على أهداف قد تدفع الإسرائيلي إلى الرد بدوره، وزيادة حدود الصراع وحدود النار، غير أنه من الواضح إلى اليوم أن الكل يقاتل تحت السقوف، لكن تلك السقوف ترتفع تدريجيا إلى مستويات عالية."

وبشأن ما قاله السيد حسن نصر الله بأن هذه المعركة لن تكون معركة زوال إسرائيل، اعتبر الشريف بأن سبب هذا الموقف هو أن "موازين القوى الداعمة لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى لغير مصلحة المقاومة، خاصة في فلسطين المحتلة، بسبب الظروف التي أحاطت بالعملية من جهة، وبسبب ضعف إمكانات حركة حماس العسكرية، رغم قدراتها الهائلة على الصمود، ولأن هذه المعركة تحديداً لم يقررها نصر الله، بل جاء منذ 8 أكتوبر ليقول إنه جبهة إسناد لا أكثر."

وأبدى الدكتور خلدون الشريف عدم استغرابه من اعتراف نصر الله الذي وصفه بالمنطقي والبديهي بتحقيق إسرائيل أهدافا ثمينة في اغتيال من اغتالتهم منذ البدايات، ورغم ذلك لفت إلى أن المعارك تعرف بنتائجها النهائية، التي لا تزال غير واضحة.

واعتبر بأنه "من المؤكد أن إسرائيل لا تستطيع إنهاء حزب الله وضرب نفوذه، لكنها تستطيع التسبب بآلام شديدة، وهو بدوره يستطيع إيلامها."

وفي الختام رأى الشريف بأن "سردية الحزب في الاستراتيجية قد لا تكون تغيرت، لكنه يدرك في التكتيك أن زوال إسرائيل ليس في متناول اليد في هذه المرحلة أو في مرحلة أبعد."