الاستخدام المكثف للقنب قد يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق

العلاقة بين تعاطي الحشيش وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق العلاقة بين تعاطي الحشيش وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق

تم تحديد ما إذا كان اضطراب  تعاطي الحشيش يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق في دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Otolaryngology Head & Neck Surgery.

ما هو سرطان الرأس والعنق؟

يُعتبر سرطان الرأس والعنق النوع السادس الأكثر شيوعا من أنواع السرطان في العالم، ففي عام 2020 تم الإبلاغ عن أكثر من 870,000 حالة إصابة بسرطان الرأس والعنق على مستوى العالم، منها 440,000 حالة أدت إلى الوفاة، وفي الولايات المتحدة، يُشكل سرطان الرأس والعنق حوالي 3% من جميع أنواع السرطان، وأكثر من 1.5% من الوفيات المرتبطة بالسرطان.

يمكن تصنيف سرطان الرأس والعنق بناءً على الأنسجة المختلفة المتأثرة، وتشمل بعض هذه الأنسجة تجويف الفم، والبلعوم، والحنجرة، والغدد اللعابية المجاورة، حيث كان التدخين وتناول الكحول من الأسباب الرئيسية لسرطان الرأس والعنق في السابق، ولكن نسبة كبيرة من الحالات تُعزى أيضا إلى الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

مخاطر تعاطي الحشيش

يُعتبر الحشيش "أو القنب" المادة المحظورة الأكثر استخداما في العالم، ويتم تعاطي الحشيشة عادةً عن طريق الاستنشاق لأغراض ترفيهية وطبية على حد سواء، حيث تشمل الاستخدامات الطبية التخفيف من الغثيان، وآلام السرطان، وفقدان الشهية.

وعلى الرغم من الفوائد المحتملة للقنب في علاج هذه الحالات، يبقى استخدامه مثيرا للجدل، حيث قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات ذهانية وعيوب معرفية، وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي دخان القنب على مواد مسرطنة مشابهة لتلك الموجودة في التبغ، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) والنيتروزامينات، كما يعزز رباعي هيدروكانابينول (THC)، وهو المكون النفسي الأساسي في القنب، تحويل PAHs إلى مواد مسرطنة.

العلاقة بين تعاطي الحشيش وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق

استخدمت الدراسة الحالية سجلات طبية من TriNetX، وهي قاعدة بيانات تغطي 20 عامًا وتضم 64 مؤسسة صحية، وشملت الدراسة البالغين الذين لديهم اضطراب تعاطي الحشيش والذين ليس لديهم تاريخ من الإصابة بسرطان الرأس والعنق مع زيارة مسجلة لعيادة خارجية.

بعد مطابقة الفئات الديموغرافية، واضطراب الكحول، والتدخين، تم تقدير المخاطر النسبية لسرطان الرأس والعنق ومعدل حدوثه في مواقع مختلفة لدى المجموعتين، كما تم إجراء تحليل حسب الفئة العمرية لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا مقارنةً بالمرضى الأكبر سنا.

تضمنت مجموعة اضطراب تعاطي القنب 116,076 شخصًا، حوالي 45% منهم من النساء و60% من البيض، وكان متوسط أعمارهم 46.4 عامًا، وقد أبلغ حوالي 19% من مرضى اضطراب تعاطي القنب عن استخدام التبغ، بينما أبلغ 22.6% عن تناول الكحول.

وفي المقابل، تضمنت المجموعة الضابطة 115,865 فردًا دون تاريخ من اضطراب تعاطي القنب، 74.9% منهم من البيض و54.5% من النساء بمتوسط عمر 60.8 عامًا، وقد أبلغ حوالي 2.4% و 2.5% من هؤلاء الأفراد عن استهلاك الكحول والتبغ على التوالي.

وبالمقارنة مع المجموعة الضابطة، كان الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي القنب معرضين لخطر متزايد بمقدار 3.5 مرات للإصابة بسرطان الرأس والعنق، وكان خطر الإصابة بسرطان الفم والغدد اللعابية وسرطان البلعوم الأنفي أعلى بمقدار 2.5 مرة في مجموعة اضطراب تعاطي القنب، بينما كان معدل الإصابة بسرطان البلعوم الفموي تقريبًا خمسة أضعاف المجموعة الضابطة، كما كان معدل الإصابة بسرطان الحنجرة أعلى بمقدار 8.4 مرة في مجموعة اضطراب تعاطي القنب مقارنة بالمجموعة الضابطة.

اضطراب تعاطي الحشيش يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق

تشير نتائج الدراسة إلى أن اضطراب تعاطي الحشيش يُعد عامل خطر كبير للإصابة بسرطان الرأس والعنق، وكذلك السرطانات التي تؤثر على أنسجة مختلفة داخل الرأس والعنق لدى البالغين في الولايات المتحدة، وقد تم إجراء مطابقة لنتائج الدراسة بناءً على تعاطي الكحول والتبغ، ومع ذلك يجب تفسير هذه النتائج بحذر بسبب عدم القدرة على التحكم الكامل في هذه العوامل الديموغرافية وحالة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

وعلى الرغم من عدم توفير معدلات استهلاك القنب، فإن استخدام بيانات من مرضى يعانون من اضطراب تعاطي الحشيش يشير إلى أن هؤلاء الأفراد تعرضوا لمستويات كبيرة من القنب كانت كافية لتسبب أعراضا جسدية أو عاطفية تطلبت دخول المستشفى.