توصلت دراسة جديدة إلى أن العلاج بالموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج.
الموسيقى الكلاسيكية لتحسين المزاج
اكتشف باحثون من كلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ أن الموسيقى الكلاسيكية أحدثت تحسنا ملحوظا لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعديد من العلاجات التقليدية للتخلص من الاكتئاب.
نُشرت النتائج في مجلة "Cell Reports"، وأظهرت كيف أن الموسيقى، مثل السيمفونية السادسة لتشايكوفسكي والسيمفونية السابعة لبيتهوفن، تنشط شبكة معقدة في الدماغ تساعد في تنظيم المزاج.
كيف تعالج الموسيقى الكلاسيكية الاكتئاب؟
تشمل هذه الشبكة القشرة السمعية، وهي المركز المسؤول عن معالجة الأصوات في الدماغ، ومنطقتين أعمق في الدماغ: نواة السرير للمنطقة الطرفية (BNST) والنواة المتكئة (NAc)، ووفقًا لما ذكره موقع Study Finds، هذه المناطق في الدماغ تشكل جزءا من دائرة المكافأة التي تتحكم في تنظيم المزاج والسرور.
عندما استمع المشاركون في الدراسة إلى الموسيقى، تم تحفيز هذه المناطق الدماغية وتواصلت مع بعضها البعض لخلق تفاعل متناسق ساعد في تحسين المزاج واستعادة التوازن في المناطق المتأثرة بالاكتئاب، وتمت متابعة النتائج باستخدام أقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتهم.
منتجات رقمية للعلاج بالموسيقى
قال الدكتور بومين صن، أستاذ علم الأعصاب في مركز جراحة الأعصاب الوظيفية بجامعة شنغهاي جياو تونغ: "من خلال التعاون مع الأطباء والمعالجين بالموسيقى وعلماء الكمبيوتر والمهندسين، نخطط لتطوير سلسلة من المنتجات الصحية الرقمية المعتمدة على العلاج بالموسيقى، مثل تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء"، وأضاف: "ستدمج هذه المنتجات توصيات موسيقية شخصية، ومراقبة عاطفية في الوقت الفعلي مع ردود الفعل، وتجارب متعددة الحواس في الواقع الافتراضي لتوفير أدوات مساعدة ذاتية مريحة وفعالة لإدارة المشاعر وتحسين الأعراض في الحياة اليومية."
هذا ويقول الخبراء أن المزيد من البحث لا يزال ضروريا لفهم دور الموسيقى كعلاج قياسي للاكتئاب، لكن هذه الدراسة تقدم دليلا على أن الموسيقى قد تلعب دورا حاسما في علاج هذه الحالة النفسية الشائعة، خاصة عندما تفشل العلاجات الأخرى.
مجلة Cell Reports