أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم أمس السبت أن قواته عززت المناطق المستقرة في المنطقة بعد أكثر من 11 يوما من الهجوم البري المكثف.
جاءت تصريحاته بعد يوم من اتهام موسكو لأوكرانيا بتدمير جسر رئيسي على نهر في منطقة الحدود، حيث تسعى كييف إلى تعطيل طرق الإمداد وتحركات القوات الروسية في المنطقة.
أوكرانيا تعزز مواقعها في كورسك
وقال زيلينسكي في منشور على تليغرام: "قدَّم قائد القوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي تقريرا عن تعزيز مواقع قواتنا في منطقة كورسك وتوسيع الأراضي المستقرة".
وأضاف زيلينسكي: "اعتبارا من صباح اليوم، عززنا رصيد التبادل لصالح بلادنا"، في إشارة إلى الجنود الروس الذين تم أسرهم لاستخدامهم في عمليات تبادل الأسرى المستقبلية.
وجاءت تصريحاته أيضا في خطابه المسائي، حيث أكد أن العملية العسكرية تسير "تماما كما توقعنا".
أوكرانيا تسيطر على بلدة سودجا الروسية
وتزعم كييف أنها سيطرت على أكثر من 80 مستوطنة، بما في ذلك بلدة سودجا الرئيسية، خلال توغلها السريع، الذي فاجأ الكرملين بعد مرور ما يقرب من عامين ونصف على هجوم روسيا على أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت أنها صدت القوات الأوكرانية بالقرب من ثلاث مستوطنات في منطقة كورسك، وكانت تبحث عن "مجموعات معادية متنقلة" تحاول التوغل في عمق البلاد.
تدمير جسر روسي بالكامل
اتهم المسؤولون الروس يوم الجمعة أوكرانيا بضرب جسر استراتيجي يقع على بعد بضع عشرات من الكيلومترات من مناطق القتال في منطقة كورسك.
وقال حاكم المنطقة، أليكسي سميرنوف، يوم الجمعة أن الجسر كان يعبر نهر سايم في منطقة غلوشكوفسكي، على بعد حوالي 11 كيلومترا من الحدود.
ونشر قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك مقطع فيديو جوي يُظهر الجسر يتعرض لضربة قوية قبل أن ينهار في سحابة من الدخان.
وقال أوليشوك على تليغرام: "يقوم الطيارون الأوكرانيون بتنفيذ ضربات دقيقة على مواقع العدو وتركيزات معداته، وكذلك على مراكز لوجستية وطرق الإمداد".
موقف روسيا من تدمير الجسر
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الجسر "تم تدميره بالكامل"، وأن "المتطوعين الذين كانوا يقدمون المساعدة للسكان المدنيين الذين تم إجلاؤهم قد قتلوا".
وأضافت: "سيتم معاقبة جميع المسؤولين عن هذه الأعمال اللاإنسانية بشدة".
خطر على موقع نووي
اتهمت روسيا أيضا أوكرانيا يوم السبت بإسقاط شحنة متفجرة على الطريق بالقرب من محطة زابوريجيا النووية المحتلة في جنوب أوكرانيا.
وكانت المحطة، التي سيطرت عليها القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب، قد تعرضت لهجمات متكررة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
وأعرب رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن قلقه الشديد حيال الحادث الأخير.
وقال: "ما زلت قلقا للغاية وأجدد دعوتي إلى أقصى درجات ضبط النفس من جميع الأطراف".
وأضاف بيان الوكالة، استنادًا إلى تقرير فريقها الميداني، أن "الفريق سمع انفجارات متكررة، وإطلاق نيران كثيفة من الرشاشات والبنادق، وقصفًا مدفعيًا على مسافات مختلفة من المحطة".
الوضع العسكري في أوكرانيا
وفي حين أن التوغل الأوكراني في روسيا قد عزز موقف كييف، إلا أن تأثيره على المعارك الكبيرة المشتعلة في المناطق المحتلة من شرق أوكرانيا يبدو محدودا.
وقال زيلينسكي يوم السبت إنه كانت هناك "عشرات الهجمات الروسية" على مواقع أوكرانية بالقرب من بلدتي بوكروفسك وتوريستسك، حيث حققت موسكو سلسلة من التقدمات في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف: "جنودنا ووحداتنا يفعلون كل ما في وسعهم لتدمير المحتل وصد الهجمات"، مؤكدًا أن الوضع "تحت السيطرة".
وقالت روسيا يوم الجمعة أن قواتها سيطرت على قرية أخرى بالقرب من بوكروفسك، وهو مركز لوجستي تسيطر عليه أوكرانيا ويقع على طريق يمد القوات والبلدات عبر الجبهة الشرقية.
هذا وحذر رئيس الإدارة العسكرية في بوكروفسك، سيرجي دوبرياك، يوم الخميس من أن روسيا كانت على بعد حوالي 10 كيلومترات فقط من أطراف المدينة، ودعا السكان المتبقين إلى إخلاء المنطقة.
موقع Kyiv Post