النائب الياس جرادي يرد على خطاب ما بتشبهونا ويوجه كلمة إلى مسيحيي جنوب لبنان

الياس جرادي يرد على خطاب ما بتشبهونا ويوجه كلمة لمسيحيي جنوب لبنان

رد النائب اللبناني إلياس جرادي على خطاب ما بتشبهونا الذي يوجهه بعض اللبنانيين إلى مناصري المقاومة في لبنان، محذرا مسيحيي الجنوب من خطورة هذا الخطاب عليهم.

فقد تحدث جرادي خلال مقابلة على منصة بوديوم على يوتيوب، بشأن الخطاب التحريضي للمجتمع المسيحي في جنوب لبنان بأن حزب الله يتحمل مسؤولية ما يحصل، وما يُقال عن وجود تململ بالمجتمع المسيحي، مؤكدا بأنه لا يعتقد ذلك وأن الوعي لا يزال موجودا، ووجه التحية لكل أهل الجنوب والمسيحيين والشهداء الذين سقطوا وشهداء مرجعيون من كل الطوائف والجرحى، قائلا: هذه وحدة الدم، وهذا هو الرد على ما يقال، فأهل الجنوب مهما تكلم البعض شعب واحد وسيبقى شعبا واحدا.

وتوجه بكلمة إلى مسيحيي الجنوب، بأن ما يسمعوه من البعض من عبارة "ما بتشبهنا وب بتشبهنا"، هو كلام خطر عليكم وليس خطرا على الآخرين، فإن كانوا يحاولون إقناعكم بأن أهل الجنوب لا يشبهونكم فاحذروا من هذه الخطابات، انتمائكم لأرضكم وللدماء التي دافعت عنها.

وخاطب البعض ممن يطلقون عبارات ما بتشبهونا، قائلا: باسم مسيحية الجنوب لأنني نائب عن كل القطاع المسيحي وأهل كل الجنوب، غدا سيكون هناك نهاية، وأقول لكم تعالوا إلينا فأنتم ليس فقط تشبهوننا بل ستصبحون مثلنا فتعالوا وتعلموا الإنسانية والتضحية والحضارة منا.

الياس جرادي: نظام عالمي جديد لإخضاع الإنسانية والتحكم بكل شيء

واعتبر النائب اللبناني بأن هناك ولادة نظام عالمي جديد، أسس له في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي ونشوء منظومة عالمية جديدة تفاقمت قوتها بالاقتصاد بالتكنولوجيا بالعسكر بالمفهوم الاجتماعي بالمفهوم الاستعماري المتوحش وعبر خلق الدكتاتورية بعالمهم الغربي، وقد برهنت 7 أكتوبر مدى الديكتاتورية التي ولدت بهذا العالم الذي يحضرون له منذ عقود فهي لم تولد بالصدفة، وهم الآن يرون أنها اللحظة المناسبة لفرض السلطة المطلقة وخلق نظام عالمي جديد، وهذا لا نراه فقط بالوجود العسكري، بل عبر خلق مفهوم حضاري جديد مفهوم إنساني جديد تفكير جديد ولا يمكن أن نفصل أبدا ما جرى في أوروبا بأعقاب الألعاب الأولمبية والتهجم على بعض المعتقدات، فهذه المنظومة الجديدة التي أسميها الهايبر كنترول ميتركس، صنعوا خضوع الإنسانية وتفكيرها بأكمله لنظام جديد، فتحكموا بتفكيرك وتحكموا بردة أفعالك وبرغباتك وبكل شيء، وخلقوا منظومة قيم جديد للأسف نسميها منظومه تيك توك القائمة على ردات أفعال منظمة مفتعلة، فهذه المنظومة العالمية أصبح لديها كل هذه القوة وبدأت تفرض سيطرتها، لنرى أن مفهوم القيم الإنسانية التي عمرها آلاف السنين وبنتها نضالات الإنسان، وتراكمت عبر الفلاسفة والمفكرين والأديان لخلق المفهوم الإنساني، حتى تم وضع منظومة قيم جديدة في أعقاب الحربين العالميتين، من حقوق الإنسان وحماية المدنيين، ونحن مناصرين لهذه القيم، لتظهر هذه المنظومة بأنها تريد خلق مفهوم جديد مخيف جدا، ليس فقط في الواقع العسكري وإنما في الواقع الانساني وفي الواقع المفهوم العقائدي، قائم على أن الإنسان هو عنصر ديجيتال وهمي رقمي، وفي هذه المنظومة التي تتطلع إلى مصالحها وسيطرتها، الإنسان كفرد ليس له أي دور أبدا سوى أنه يستخدم بحسب حاجات المنظومة وكل من لا يلبي رغباتها هو أرقام تمحى، ونرى الآن كيف التعامل الإنساني قبل التعامل العسكري والحضاري، مع غزة وأطفال فلسطين، أرقام تمحى وبدعم مطلق.

الياس جرادي: ما يحدث لحظة إنسانية والثقافة المسيحية تتفرج على الإبادة

وأشار إلى أننا نرى في هذه اللحظة المصيرية حركة لا ثقافية ولا إنسانية ولا تمت إلى المجتمع اللبناني والإنساني، فهناك أناس تتشرد، ويقوم البعض باستغلالها، وليس هذا فحسب بل يتم الطلب بعدم احتضانها، وأقول وأنا الإنسان المسيحي، من آوى مشردا فقد آواني ومن أطعم فقيرا فقد أطعمني.

ولفت جرادي إلى أن الناس نسيت الهم الأساسي في السياسة وما يجري من استباحة للإنسانية، فهذه المنظومة أخذت الناس بأسئلتها إلى مكان آخر، وحتى الصحافة والإعلام أصبح مسيطرا عليه ومخطوف، فهذه لحظة تاريخية ليست لحظة مرتبطة بواقع جغرافي هو فلسطين وجنوب لبنان أو عقائدي مرتبطة بحماس وحزب الله والمقاومة، بل هي لحظه إنسانية، فما يحدث مرتبط بكل ما يجري في العالم، ونحن نرى التدخل الأمريكي، فهذه الإبادة ليست للإنسانية بل لكل ثقافتنا نحن المجتمع المسيحي المشرقي، وهذه الثقافة المسيحية تتفرج الآن وتغسل يديها وأقصد فيها كل من يقول أنا غير معني وغير قادر، ونحن نرى أسئلة الإعلام حول إن كان على المقاومة أن تشارك أم لا ولماذا شاركت، لكن السؤال ليس هنا بل يجب أن يتوجه الإعلام إلى الإبادة والتوحش الذي خرق كل المفاهيم وكل التوقعات.

سامي الجميل يتبنى السردية الإسرائيلية في لبنان

وفيما يخص قراءته للخطابات التي تتبنى السردية الإسرائيلية في لبنان، وما قاله النائب سامي الجميل بأن إسرائيل تدافع عن حدودها من الخطر الذي يأتي من جنوب لبنان، رأى جرادي بأن هذا الأمر هو نتيجة وليس سببا، فهو نتيجة لما مورس علينا وعلى مجتمعنا وعلى مجتمعات أخرى، فقد قاموا بتلقيننا ما يجب أن نتكلم به وما نفكر به، وعندها وصلنا لنسمع مثل هذه الخطابات، فعندما نرى المجتمع أصيب بعقم فكري وعقم مبدئي وخاصة المجتمع اللبناني والمجتمع المسيحي بالأخص نتكلم عن مجتمع المفكرين والفلاسفة الذي صنع الفلسفه والتاريخ والحرف في المشرق، ونرى الآن قادة يقوموا على ردات الفعل فقط ويعملوا على الصدمة، ولم يقودوا شعبهم بأي خطوة تستشرق المستقبل وتصنع فكر وتصنع وطن، فكم سياسي يتكلم بالسياسة الاستراتيجية في مجتمعنا وخاصة للأسف بالمجتمع المسيحي، فأين عقول الفكر التي صنعت فكرا وكتبت كتبا وتكلمت واستشرقت المستقبل وتكلمت عنه، أما نحن الآن في ردات فعل نريد أن نرقص ونأكل ماكدو ونشرب ستاربكس، فما هذا التميز الذي صنعوه.

وحول تصريح سامي الجميل أكد بأننا نعيش تجارب عاشها لبنان ودفع ثمنها كثيرا ونعيش أفكارا يحاولون إعادة تسويقها دفع لبنان ثمنا غاليا بسببها، والإعلام عاد ليأخذ المجتمع اللبناني لمكان مسدود مجددا بدل أن نكون على رحاب وطن وشعب واحد ودم واحد.

إلياس جرادي يرد على انتقادات نواب التغيير

وحول الانتقاد التي تطال مواقفه كنائب تغييري، واتهام البعض له بأنه لم يراعي شعار التغيير الذي انتخب على أساسه وأنه من المفترض أن يكون ضد المنظومة السياسية والتي يعتبر حزب الله جزءا منها، أوضح إلياس جرادي بأنه التزم بمفهوم التغيير وليس شعار التغيير، وبالممارسة والمفهوم الوطني، والالتزام مع الشعب اللبناني كله، فهناك تشظي بمفهوم التغيير، وأضاف بأنه في ملف سرقة أموال المودعين بقينا ندافع عن أموالهم لكن من بقي يدافع عنها، وعندما طرحنا موضوع النزوح السوري تعرضنا للهجوم ولم يبق غيرنا من التغييريين يتكلم عن هذا الموضوع، وأيضا في ملف انفجار المرفأ، فحينما تكون تغييريا بمعنى الانعتاق من الفساد واللا إنسانية والذهاب إلى العدل والإنسانية، فهل يجوز لك أن تختار من ذلك حسب مصالحك أم هو قناعة متجذرة فيك، وهذه كانت قناعتنا ونمارس قناعتنا وهي لا تكون إنسانيه في مكان ولا إنسانيه في مكان آخر، فالتغيير ليس حكرا على أحد وليس ماركة مسجلة بإسمي ولا باسم غيري، ويمكن أن يكون غيرنا أفضل منا بكثير، فهذه هي مشاعري وهذه هي قناعتي هي تطبق في كل مكان، ولست كالنعام أضع رأسي بالأرض، أغض النظر عن المشاريع لشطب أموال المودعين، وأغض النظر عن كل المشاريع لتوطين النازحين السوريين، بل انا أتكلم عن هذه المواضيع ويأتي البعض ويتهجم علي وهذا أتى من التغيريين، ففي هذه الأمور أضع رأسي بالرمل وأنا تغييري، وحينما تحصل مجزرة في غزة أو يكون هناك شهداء في جنوب لبنان يدافعون عن الكرامة والعزة أضع رأسي بالرمل أيضا، فهذا الذي يبرر أفعاله بأنه تغييري هو تيك توكر وليس تغييري، هو يتكلم ليحصل على مشاهدين.

إلياس جرادي: الكثير استغلوا 17 تشرين ولم يكونوا مؤمنين بالوطن

وعن الذين يرفضون ما يحصل في الجنوب لأنه أدى لسقوط ضحايا مدنيين ويحملون المقاومة مسؤوليته، كما يحملون حماس ما يحصل في غزة، اعتبر جرادي بأن علينا لوم السيد المسيح كيف ضحى بنفسه من أجل الإنسانية وأن نرجمه، وعلينا أن نرجم نيلسون مانديلا الذي قضى كل حياته بالسجن، وهناك أناس ماتوا من أجل الحرية علينا أن نرجم كل حركات التحرر من الثورة الفيتنامية للثورة بأوروبا، هذا كلام المتخاذلين.

وأشار إلى أنه لديه في السياسة اختلاف جذري مع مجمل الأفرقاء وقد يكون حزب الله واحد منهم، وللتذكير تم خوض الانتخابات النيابية بمواجهتهم، لكن هذا الذي خضت معه خلافا سياسيا وانتخابات هو شريكي في الوطن أسعى لبناء وطن معه وليس عدوا كما يحاول البعض تصويره، ومن يقول بأن المقاومة أعداء في الوطن فعلاقتي معهم أخطر بكثير وخلافي معهم أخطر بكثير من خلاف سياسي على صيغة لبنانية معينة.

وعن سبب تبني البعض لهذا الخطاب ضد المقاومة وقولهم بأنهم سياديون، قال جرادي بأن هؤلاء ليسوا سياديين، وهناك مشكلة مفاهيم وقيم، فإذا كان لديك خلافا سياسيا مع فريق معين لبناني ولدينا نحن خلافات مع كل هذه المنظومة التي سميناها منظومة الانهيار، وهنا يضعون كل شيء في لبنان على فريق معين، فإذا كان لديك خلاف سياسي مع فريق معين بالسياسة فهذا يجب ألا يشتت قناعاتك ويحيدك عن مبادئك، فحينما نرى كل هذه المجازر اللا إنسانية، أيجوز أن تأخذ موقفا مخالفا لكل شيء إنساني لتجاكر فصيلا معينا.

وعما إذا كان يعتبر أن بعض النواب التغييريين كان مشروعهم الأساسي ضد المقاومة ولكن كان ستارهم هو شعار محاربه الفساد، أعرب جرادي عن اعتقاده بذلك مشيرا إلى أن الناس يجب أن تعلم عن 17 تشرين الذي نعنيه ونلتزم به، فقد كان هناك ثلاث عوامل في 17 تشرين، الأول اعتراض الناس المطلق ضد المنظومة، والثاني انعتاق اللبناني من الطائفية وهذا أكد أن هناك أمل بأن نوحد الشعب وهذا ما نعمل عليه، والثالث هو الجيل الجديد الذي انخرط ب 17 تشرين وهذا ما يعنيني، لكن أُخذت 17 تشرين إلى مكان للتشفي، وكان هناك أخطاء كثيرة وفي مكان ما لم تكن هناك أخطاء فقط بل كانت مسيرة وليست مخيرة، وهناك الكثير ممن ركب صهوة 17 تشرين ليصلوا لأهداف معينة نراها وستتجلى أكثر، فلم يكونوا مؤمنين بالوطن، ولا بالإنسان المهدورة حقوقه والذي سرقت أمواله، ولا كانوا مؤمنين بأن نبني وطنا يجمع جميع اللبنانيين، بل جاؤوا لتصنيف بعض الناس كأعداء أي إما أن تنفيه أو ينفيك، فكيف تُقال كلمة أعداء من شخص يقول أريد وطنا وأريد تغييرا، وفي الإعلام يتم التصويب على فريق واحد.