اكتشف علماء إيطاليون أدلة تشير إلى أن كفن تورينو قد يكون بالفعل كفن دفن السيد المسيح، مما يثير التساؤلات حول الأبحاث السابقة المثيرة للجدل التي زعمت أن هذا الأثر يعود إلى العصور الوسطى.
تاريخ الكفن وتدقيقه
يعد كفن تورينو من بين أكثر القطع الأثرية المدروسة في العالم، وقد خضع للتدقيق منذ ظهوره في القرن الرابع عشر، حيث يظهر عليه صورة باهتة لرجل يعتقد البعض أنها طبعة لجسد المسيح،في عام 1389 كتب الأسقف بيير دارسي من ترويس مذكرة تدين الكفن باعتباره تزويرا، لكن القماش الذي يُحتفظ به في كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في تورين استمر في أن يكون موضع دراسة وتدقيق على مر العصور.
الدراسة المثيرة للجدل حول كفن تورينو في الثمانينيات
في ثمانينيات القرن الماضي، أُجريت دراسة مثيرة للجدل قدّرت عمر الكفن بين 1260 و1390 ميلادي، مما صنفه كأثر مزيف من العصور الوسطى، لاحقا أشارت دراسة أخرى إلى أن القماش قد لف جسد رجل تعرض للتعذيب، لكنها سُحبت بسبب نقص البيانات الكافية لدعم الاستنتاجات.
تحليل جديد لكفن تورين باستخدام الأشعة السينية
نُشرت دراسة جديدة في مجلة "Heritage" استخدمت الأشعة السينية لفحص خيوط الكتان من الكفن، وتتبعت أصلها حتى زمن المسيح، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تصل إلى نتيجة قاطعة بأن الكفن هو كفن دفن السيد المسيح، إلا أنها أرجعت أصوله إلى 2000 عام مضت. تشير الدراسة إلى أن التحليلات السابقة ربما كانت خاطئة بسبب التلوث، وأن السليلوز الموجود في ألياف الكفن قد تباطأ في الشيخوخة منذ القرن الرابع عشر بسبب درجات الحرارة المنخفضة في أوروبا، وفقا لهذه الدراسة، فإن معظم الشيخوخة الطبيعية للقماش، حوالي 90% منها، حدثت قبل القرن الرابع عشر.
النقطة المثيرة للجدل حول كفن تورينو
على الرغم من النتائج المثيرة، هناك نقطة خلافية تظل عالقة. يشير العلماء إلى أن القول بأن الكفن يبلغ من العمر 20 قرنًا يعتمد على إثبات إضافي بأن الأثر تم الاحتفاظ به في درجة حرارة تبلغ حوالي 22 درجة مئوية ورطوبة نسبية حوالي 55% لمدة 13 قرنًا قبل العثور عليه. لذلك، يحذر الباحثون من أن هناك حاجة إلى تحليل أشعة سينية "أكثر منهجية" لمزيد من العينات المأخوذة من نسيج كفن تورين لتأكيد استنتاجاتهم.