السيد حسن نصر الله يبين تفاصيل رد حزب الله على إسرائيل ويكشف الهدف الأساسي الذي تمت مهاجمته في العملية

السيد حسن نصر الله يكشف تفاصيل الرد والهدف الرئيسي الذي تم ضربه وسط إسرائيل

أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تفاصيل الهجوم الذي قامت به المقاومة على إسرائيل صباح اليوم ردا على اغتيال القائد فؤاد شكر، كاشفا عن الهدف الأساسي الذي تمت مهاجمته في وسط الكيان الإسرائيلي.

حيث لفت نصر الله في خطاب له مساء اليوم، إلى أن عملية الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر تم تسميتها عملية الأربعين، مبينا أن هو الذي ذهب الى هذا المستوى في التصعيد وقصف الضاحية، وأن الرد على العدوان طبيعي وهو من أجل تثبيت المعادلات.

حسن نصر الله يوضح أسباب تأخر رد حزب الله على إسرائيل

وأوضح بأن العجلة في الرد في ذروة الاستنفار الإسرائيلي والأمريكي كان يمكن أن تعني الفشل، وأن من أسباب تأخير الرد الحاجة لبعض الوقت والتشاور بخصوص ما إذا كان الرد يكون عبر المحور أو منفردا، إضافة إلى أن التريث كان من أجل إعطاء الفرصة للمفاوضات لأن الهدف من كل هذه الجبهة والتضحيات هو وقف الحرب على غزة.

وأشار إلى أن المقاومة عزمت أمرها للرد على العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية قبل أسابيع، ونتيجة التشاور قررنا أن نقوم بعمليتنا بشكل منفرد لاعتبارات ستظهر مع الوقت.

حسن نصر الله يكشف الهدف الأساسي لعملية الرد على إسرائيل

وأضاف نصر الله: "وضعنا ضوابط للرد وأولها كان عدم استهدف المدنيين، اخترنا أن لا يكون الهدف بنية تحتية بل هدفا عسكريا وله صلة بعملية اغتيال شكر، وكان يجب أن يكون الهدف العسكري قريبا من تل أبيب في العمق."

وكشف أمين عام حزب الله بأن الهدف الأساسي للعملية كان قاعدة غيليلوت وهي قاعدة استخباراتية وتتواجد بها وحدة 8200 التجسسية، وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم، وعن حدود "تل أبيب" 1500 م، ما يعني أنها من ضواحي تل أبيب، وأن هذه القاعدة كانت هدفا مركزيا وكان هناك أيضا هدف فرعي وهي قاعدة لسلاح الدفاع الجوي والصاروخي، وهو قاعدة الدفاع الجوي في "عين شيمر" التي تبعد 75 كلم عن لبنان، وعن "تل أبيب" 40 كلم.

وبين بأن السلاح المستخدم كان صواريخ الكاتيوشا للمواقع القريبة من الحدود، وأن القرار كان إطلاق 300 صاروخ كاتيوشا على المواقع في خط الجبهة لإشغال القبة الحديدة، موضحا بأن السلاح الآخر كان المسيرات وجزء منها كان يستهدف عين شيمرا والجزء الأكبر إلى تل أبيب.

وتابع قائلا: "اخترنا صباح الأحد عند الساعة 5:15 لبدء العملية، جميع مرابض المسيرات والصواريخ كانت جاهزة قبل الموعد المحدد، وهذه المرة الأولى التي نطلق منها مسيرات من البقاع."

حسن نصر الله يفند الهجوم الاستباقي الإسرائيلي على لبنان

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي شن غارات جوية قبل نصف ساعة من بدء العملية، مؤكدا بأنه رغم الغارات الإسرائيلية إلا أن جميع منصات الصواريخ والمسيرات عملت وانطلقت ولم يصبها القصف.

وشدد نصر الله على أن الصواريخ أصابت كل الأهداف والمسيرات كلها عبرت الحدود، وأن كل المسيرات التي أطلقت من البقاع أيضا عبرت الحدود بسلام رغم بعد المسافة، مبينا بأن ما يملكونه من معطيات وبعض مصادر المعلومات تؤكد أن عددا من المسيرات وصلت إلى أهدافها الرئيسية والعدو يتكتم.

وأكد بأن حديث العدو عن ضرب صواريخ باليستية معدة لاستهداف تل أبيب كان ادعاءات كاذبة، والحديث عن التعرض إلى أهداف مدنية في الشمال والوسط كذب، وأن الإصابات التي وقعت في صفوف الإسرائيليين كانت بسبب صواريخ الاعتراض الخاصة بجشيهم.

ولفت إلى أن مزاعم نتنياهو وقادته العسكريين عن 6000 صاروخ كانت مهيأة للإطلاق من جنوب لبنان وتستهدف كل تل أبيب وإفشالهم هذا الهجوم كذب وتلفيق ونعتبره إنجازا.

وعلق نصر الله على المزاعم الإسرائيلية عن ضرب صواريخ باليستية لحزب الله قبل إطلاقها، مؤكدا بأن مجمل الصواريخ التي تم إطلاقها هو 340 وعشرات المسيرات، مضيفا: لم يكن لدينا نية استخدام هذه الصواريخ حاليا لكن قد نستخدمها في المستقبل أو في وقت قريب.

وقال أيضا: "أوكد لكم أن أيا من الصواريخ الاستراتيجية والباليستية والذكية التي تزعم إسرائيل ضربها لم تصب بأذى، كثير من الوديان في المناطق الجنوبية يعتبرها العدو مرابض الصواريخ الباليستية والقائد فؤاد شكر أخلى جميع الوديان والمنشآت، المتحدث الرسمي باسم الجيش المعروف بأنه من أكبر الكاذبين كان يدعي دائما أنهم ضربوا صواريخ استراتيجية وهذا فشل جديد."

وأضاف: "ادعاء جيش العدو ونتنياهو شخصيا أنه دمر آلاف الصواريخ ومنصات الصواريخ هو كذب."

وأشار إلى أن منصتين فقط من منصات الصواريخ تم قصفهما بعد إطلاق الصواريخ، مضيفا: "المنصة تكلفنا كأقصى حد من 8 إلى 10 آلاف دولار وأرواح مقاتلينا أغلى من هذه المنصات، لدينا الآلاف من المنصات والخسارة المادية لإسرائيل أكبر بكثير من تكلفتها، واستهدف العدو بعض الوديان فيها عدد من المنصات وهي جزء بسيط من عشرات المنصات موجودة."

واعتبر نصر الله بأن الدليل على أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه معلومات استخباراتية أن جميع الأهداف التي تم قصفها لم يكن لها علاقة بالرد، وأن ما حصل هو عدوان وليس عمل استباقي، وقال: "إذا افترضنا أنه عمل استباقي فهو لم يترك أي تأثير على عمليتنا أو مقاتلينا أو صواريخنا."

ولفت إلى أنه وبعد انتهاء العملية قصف العدو بعض المناطق تسببت باستشهاد عضو من حركة أمل وعضوين من حزب الله.

وشدد نصر الله على أن كل العملية أنجزت بنجاح وتمت بنجاح، والعدو فشل استخباراتيا وعملياتيا، والعملية أنجزت كما خطط لها بدقة، وأن كل تصريحات إسرائيل اليوم بمثابة كذب وادعاءات عارية عن الصحة، وقد شهدنا اليوم شجاعة المقاومة وكل من يؤيدها رغم كل التهويل الغربي.

وأردف بالقول: أخرجنا الكاتيوشا والمسيرات وعطلنا إسرائيل كيف إذا أخرجنا شيء آخر، وفي المرحلة الحالية لبنان يمكنه أن يرتاح والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى، ونحن قلنا "في رد أولي" هل أقفل هذا الملف؟ أقول لكم نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو، إذا كانت النتيجة مرضية فنحن نعتبر أن عملية الرد تمت وإذا لم تكن النتيجة في نظرنا كافية سنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر."

وختم السيد حسن نصر الله بالقول: "على العدو أن يفهم ويحذر جيدا في طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية فلم يعد لبنان ضعيفا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية."

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن فجر اليوم الأحد غارات جوية عنيفة على جنوب لبنان، فيما قال بأنه هجوم استباقي ضد حزب الله.

رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر

ومن جهته أعلن حزب الله فجر اليوم أيضا بأنه بدأ هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات باتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقا، وذلك في إطار ما أكد بأنه "الرد الأولي على استشهاد القائد فؤاد شكر".

ولفت في بيانه بأن ذلك الهجوم جاء بالتزامن مع استهداف عدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ.

وكشف في بيان ثان له بأن أطلق 320 صاروخا تجاه مواقع العدو، وقد طالت هجماته 11 قاعدة وثكنة عسكرية تم استهدافها وإصابتها في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل.