النيجيريون يواجهون التوتر بغرف الغضب: وسيلة فعالة للتخفيف من الضغوطات

غرف الغضب في نيجيريا: وسيلة جديدة لتفريغ التوتر غرف الغضب في نيجيريا: وسيلة جديدة لتفريغ التوتر

وجد سكان لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، وسيلة جديدة للتعامل مع التوتر من خلال غرفة " الغضب  "، حيث يدفعون مقابل فرصة لتحطيم الإلكترونيات والأثاث باستخدام مطرقة ثقيلة كوسيلة للهروب من أسوأ أزمة معيشية في جيل كامل.

غرفة الغضب

أنشأ الدكتور جيمس باباجيد بانجوكو، وهو طبيب، "غرفة للغضب"، التي يقال إنها الأولى من نوعها في نيجيريا، كـ"مساحة آمنة" للأشخاص لتفريغ مشاعرهم المكبوتة، وقد جاءت الفكرة خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020 بعد أن فقد بانجوكو والدته وواجه صعوبات في العمل. 

بتكلفة 7,500 نايرا (أي حوالي 5 دولارات)، يحصل الزبائن على جلسة مدتها 30 دقيقة يتم خلالها تركهم وحدهم مع معدات حماية ومطرقة أو عصا في غرفة مخصصة، ويتم إعادة تدوير الأشياء المحطمة لاحقًا.

الأزمات الاقتصادية والتوتر المتزايد في نيجيريا

الأوقات صعبة في نيجيريا، البلد الذي يضم أكثر من 200 مليون نسمة، حيث أدى الإحباط المتزايد بين الشباب إلى احتجاجات جماهيرية قُتل خلالها العديد من الأشخاص على يد قوات الأمن، بعد أن وصل معدل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 28 عاما بنسبة 33.4%، في حين انخفضت قيمة العملة النيجيرية "نايرا" إلى مستويات قياسية مقابل الدولار.

تبقى خدمات الصحة النفسية بعيدة المنال أو غير متاحة للكثيرين في هذا البلد الأفريقي المزدحم، حيث يعيش 40% من المواطنين تحت خط الفقر بدخل أقل من دولارين يوميًا.

وفقا للجمعية النيجيرية للأخصائيين النفسيين السريريين، يوجد أقل من 400 طبيب نفسي مسجل في البلاد، ما يعني طبيب نفسي واحد لكل نصف مليون شخص تقريبًا، وحتى عندما تتوفر الجلسات العلاجية، يبقى العار الاجتماعي عائقًا كبيرًا، كما ذكر رئيس الجمعية جبويغا إيمانويل أبيكوي في مقابلة.

الحاجة إلى دعم نفسي طويل الأمد

غرف الغضب ليست جديدة في أجزاء أخرى من العالم، ولا يوجد دليل موثق على فوائدها الصحية النفسية سوى الراحة المؤقتة التي تأتي مع التنفيس عن المشاعر، وفقا لما قاله أبيكوي، ومع ذلك، يرى الخبراء في نيجيريا تزايد الحاجة إلى دعم نفسي طويل الأمد، خاصة بين الشباب.

في لاغوس، المدينة المزدحمة التي تضم نحو 20 مليون نسمة وتجذب الباحثين عن فرص أفضل، تزداد هذه الاحتياجات وضوحًا، وتشمل الضغوطات اليومية الازدحامات المرورية التي تحاصر السائقين والركاب لساعات وسط الحرارة والدخان في واحدة من أكثر المدن تلوثًا في العالم.

البحث عن وسائل للتعامل مع التوتر

لجأ بعض النيجيريين إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك كوسيلة للتعامل مع التوتر، بينما يجد البعض الآخر الدعم في المجتمعات، سواء كانت الكنيسة أو المسجد أو الصالة الرياضية.

والآن، هناك غرفة الغضب، التي تفتح أبوابها في عطلات نهاية الأسبوع وعادة ما تكون محجوزة بالكامل لمدة تصل إلى أسبوعين مقدما، وفقا لما قاله بانجوكو، المؤسس.

في نهاية إحدى جلسات التحطيم، خرج أولاريجب أكيم، أحد الزوار، متعرقًا لكنه شعر بالارتياح والسعادة الواضحة، وقال أكيم: "باعتباري نيجيري عادي، عليك التعامل مع الكثير كل يوم، كان الغضب يتراكم وبدلاً من تفريغه على شخص ما، هذه هي الوسيلة الأفضل لي، وأشعر بتجدد كبير."

تشمل زوار غرفة الغضب أيضا الأزواج الذين يرغبون في التخلص من مشاعر سلبية متراكمة وغيرهم.

موقع Medical Express