يمكن معرفة الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع 2 الذين يتعرضون لخطر أعلى للإصابة بأنواع معينة من السرطان من خلال اختبار دم بسيط، وذلك وفقا لما سيُعرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة السكري (EASD) في مدريد خلال الفترة من 9 إلى 13 أيلول المقبل.
مرضى السكري والسرطان
من المعروف أن مرضى السكري من النوع 2 أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، مثل سرطان الثدي، الكلى، الرحم، الغدة الدرقية، والمبيض، وكذلك سرطانات الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس، بالإضافة إلى الورم النخاعي المتعدد.
يُعتقد أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، الذي ينتشر في حالات السمنة والسكري من النوع 2، يلعب دورا مهما في تطور السرطان في هاتين الحالتين.
مستويات السيتوكينات المحفزة للالتهاب
واستكشفت ماتيلد دهلين بينيتسن من مركز ستينو للسكري في أودنسه، مستشفى جامعة أودنسه، الدنمارك، وزملاؤها ما إذا كانت الاختلافات في مستويات السيتوكينات المحفزة للالتهاب، وهي بروتينات في الجهاز المناعي تزيد من الالتهاب، قد تساعد في تحديد الأفراد المصابين بالسكري من النوع 2 الذين يتعرضون لخطر خاص للإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
وقالت ماتيلد دهلين بينيتسن: "معرفة الأفراد الذين يكونون في خطر أعلى لهذه السرطانات سيسمح بمتابعة أكثر استهدافا وفعالية للكشف المبكر، مما قد يحسن النتائج من خلال التدخل المبكر والعلاج المخصص."
دراسة تأثير السيتوكينات على الصحة
شملت الدراسة 6,466 مشاركاً (40.5% منهم إناث، بمتوسط عمر 60.9 عامًا) من مجموعة دراسة مركز الأبحاث الاستراتيجية في السكري بالدنمارك (DD2)، وهي دراسة مستمرة للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثًا بمرض السكري من النوع 2.
تم قياس مستويات السيتوكينات المحفزة للالتهاب، مثل إنترلوكين-6 (IL-6)، وعامل نخر الورم-ألفا (TNF-alpha)، وبروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hsCRP) في بداية الدراسة، ويتم إفراز IL-6 وTNF-alpha بواسطة الأنسجة الدهنية وغالبًا ما يتم العثور عليهما بمستويات أعلى لدى الأفراد المصابين بالسكري من النوع 2.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث فئات بناءً على مستويات IL-6: الثلث الأدنى (IL6 ≺0.94pg/ml)، والثلث المتوسط (0.94 - 1.58pg/ml)، والثلث الأعلى (> 1.58pg/ml).
ثم تمت متابعة المشاركين لمدة 8.8 سنوات تقريبًا، حيث أصيب 327 منهم بسرطان مرتبط بالسمنة، وكانت المستويات الأعلى من IL-6 في بداية الدراسة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان مرتبط بالسمنة.
بعد تعديل النتائج لعوامل مثل العمر، الجنس، مدة الإصابة بالسكري، استهلاك الكحول، محيط الخصر، النشاط البدني، مستوى HbA1c (مقياس التحكم في نسبة السكر في الدم)، مستويات الدهون الثلاثية، استخدام الأدوية الخافضة للدهون، واستخدام أدوية السكري، تبين أن الأفراد في المجموعة الأعلى كانوا معرضين لخطر الإصابة بسرطان مرتبط بالسمنة بنسبة 51% أكثر مقارنة بأولئك في المجموعة الأدنى.
ولكن كانت علاقة TNF-alpha وhsCRP بالسرطانات المرتبطة بالسمنة ضعيفة مقارنة بـ IL-6، هذا ولم يؤثر التدخين في النتائج.
موقع News Medical