الولايات المتحدة توافق على بيع أنظمة صواريخ HIMARS لكرواتيا وسط تصاعد التوترات مع صربيا

نظام صواريخ HIMARS الأمريكي

وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم أمس 30 آب 2024، على صفقة عسكرية خارجية كبيرة لحكومة كرواتيا، قد تصل قيمتها إلى 390 مليون دولار، وتشمل الصفقة ثمانية  أنظمة M142 HIMARS لإطلاق الصواريخ ومجموعة من المعدات والخدمات ذات الصلة، وقد أخطرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الكونغرس بالصفقة المحتملة، مما يمثل تعزيزاً ملحوظاً لقدرات كرواتيا العسكرية.

صفقة عسكرية أمريكية كرواتية

تتضمن الحزمة المقترحة ليس فقط وحدات M142 هيمارس ولكن أيضاً أربعة وعشرون وحدة صواريخ متعددة الإطلاق M30A2 (GMLRS) برؤوس حربية بديلة، وأربعة وعشرون وحدة صواريخ M31A2 (GMLRS) برؤوس حربية عالية الانفجار، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المركبات الداعمة ومعدات الاتصالات، ويُنظر إلى هذه الصفقة على أنها خطوة استراتيجية لتعزيز بنية كرواتيا الدفاعية، مما يعكس التعاون العسكري المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين.

ماهو نظام نظام HIMARS الأمريكي ؟

يُعد نظام HIMARS (نظام صواريخ المدفعية عالي التنقل) نظاماً متعدد الاستخدامات، عالي التنقل ومتقدماً طورته الولايات المتحدة، وقد صُمم لتوفير دعم ناري طويل المدى بدقة وسرعة للقوات العسكرية، وهو مركب على هيكل مزود بعجلات، يمكن نشر HIMARS وإعادة تحريكه بسرعة، مما يسمح له بتوجيه ضربات مدفعية قوية بأنواع مختلفة من الذخائر، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بمدى يصل إلى 70 كيلومتراً وصواريخ ATACMS القادرة على الوصول إلى أهداف على مسافات تصل إلى 300 كيلومتر، وتجعل منه مرونته ودقته ومداه الواسع عنصراً حاسماً في الحروب الحديثة، قادراً على استهداف الأهداف مع الحفاظ على درجة عالية من التنقل والقدرة على البقاء في ساحة المعركة.

الدعم العسكري الأمريكي لكرواتيا بالتفصيل

لدى الولايات المتحدة تاريخ طويل في تزويد كرواتيا بالمعدات العسكرية، مما يبرز شراكة دفاعية قوية بين البلدين، ففي السنوات الأخيرة، شملت هذه الدعم تسليم معدات عسكرية متقدمة مثل الطائرات المروحية وناقلات المدرعات، وفي عام 2018، زودت الولايات المتحدة كرواتيا بطائرتين مروحيتين من طراز S-70 Black Hawk، تلتها طائرتان إضافيتان من نفس الطراز في عام 2021، جميعها من طراز UH-60M، وكانت هذه الشحنة جزءاً من حزمة مساعدات عسكرية أوسع قيمتها 53 مليون دولار، وفي عام 2015، تسلمت كرواتيا ست مركبات مدرعة MaxxPro من الولايات المتحدة، تركز على إصدارات المركبات القادرة على الاستعادة، وفي عام 2016، زودت الولايات المتحدة كرواتيا بـ 16 مروحية مقاتلة من طراز Bell-206/OH-58D(I)، كجزء من صفقة شملت مساعدات مالية كبيرة، وفي نفس العام، تسلمت كرواتيا 100 صاروخ AGM-114 Hellfire-2 المضاد للدبابات لاستخدامها مع مروحيات OH-58D الخاصة بها، ويبرز هذا الدعم العسكري المستمر تعمق العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكرواتيا، ويهدف إلى تعزيز قدرات كرواتيا الدفاعية في منطقة تشهد توترات تاريخية.

توتر العلاقات بين كرواتيا وصربيا

تأتي هذه التعزيزات العسكرية في كرواتيا وسط تصاعد التوترات مع الجارة صربيا، حيث تزايد التوتر في العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، بسبب الخلافات التاريخية المستمرة والمنازعات حول حقوق الأقليات وقضايا الحدود، ومن المحتمل أن تزيد صفقة أنظمة الصواريخ المتقدمة لكرواتيا من هذه التوترات، حيث أعربت صربيا بشكل متكرر عن قلقها إزاء التسلح في جيرانها.

تأثير تزويد كرواتيا بأنظمة HIMARS الأمريكية

يعزز إدخال HIMARS إلى ترسانة كرواتيا بشكل كبير قدراتها على الضربات طويلة المدى، وهو تطور قد يغير ميزان القوى الإقليمي، وقد يدفع ذلك صربيا إلى السعي للحصول على دعم عسكري إضافي من حلفائها، مما يزيد من خطر سباق التسلح في المنطقة المتقلبة بالفعل.

ومن المحتمل أن يكون لقرار الولايات المتحدة بالموافقة على هذه الصفقة تأثيرات بعيدة المدى على استقرار البلقان، فبينما تهدف الخطوة إلى تعزيز موقف كرواتيا الدفاعي، فقد تزيد بشكل غير مباشر من التوترات الإقليمية، وقد تشمل ردود فعل صربيا على هذا التطور زيادة الإنفاق العسكري.

علاوة على ذلك، قد تؤدي الصفقة إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين كرواتيا وصربيا، مما يعقد الجهود المستمرة لحل القضايا الثنائية وتحقيق السلام طويل الأمد في المنطقة، وقد يجد الاتحاد الأوروبي، الذي كان نشطاً في الوساطة في نزاعات البلقان، دوره أكثر تحدياً مع تطور الديناميات العسكرية بين كرواتيا وصربيا.

موقع Army Recognition