الأسباب الخفية وراء شجار الأزواج : ثلاث احتياجات نفسية تحكم علاقتك بالشريك

الاحتياجات النفسية الثلاثة التي تؤدي إلى خلافات الأزواج

لا شك أن جميع الأزواج يتشاجرون من حين لآخر، ولكن هل تساءلت يوما إذا كانت هذه الخلافات تحدث لذات الأسباب؟ وفقا لدراسة نُشرت عام 2016 في "مجلة علاج الأسرة"، هناك احتمالية كبيرة أن تكون هذه الأسباب مشتركة بين العديد من الأزواج .

الاحتياجات النفسية الثلاثة

تُحلل هذه الدراسة الصراعات من خلال نظرية تحديد الذات، وهي نموذج يشير إلى أن تطورنا ووظائفنا اليومية تعتمد على ثلاثة احتياجات نفسية أساسية:

الحاجة إلى الاستقلالية

الحاجة إلى الكفاءة

الحاجة إلى الارتباط

إحباط الحاجة

عندما لا يتم تلبية هذه الاحتياجات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ما يُعرف بـ "إحباط الحاجة"، والذي يؤثر بشكل كبير على دوافعنا ورفاهيتنا، وبالأخص على علاقاتنا الحميمة، وأظهرت الدراسة أن هذا الإحباط لا يؤثر فقط على مستوى رضا العلاقة، بل يزيد أيضا من تكرار الصراعات ويؤثر على طريقة التواصل أثناء هذه الصراعات.

الحاجة إلى الاستقلالية

تُعَدّ الاستقلالية حاجة أساسية للشعور بالتحكم في حياتك، والقدرة على اتخاذ قرارات تتماشى مع قيمك ورغباتك وأهدافك، وعندما تشعر بالاستقلالية، تشعر بالقوة والواقعية وكأنك تعيش حياة تناسبك فعليا.

في العلاقات العاطفية، تظهر الحاجة إلى الاستقلالية في الرغبات والتفضيلات الشخصية، مثل متابعة الهوايات، والحفاظ على الصداقات، أو اتخاذ قرارات مهنية دون تأثير من الشريك، وهذه الحاجة ليست مسعى للابتعاد عن الشريك، بل هي ضرورية لضمان الحفاظ على الإحساس بالذات داخل العلاقة.

لكن، عندما لا تُلبى هذه الحاجة، يشعر الشخص بأن حريته مقيّدة أو أن قراراته مُتحكم بها، مما يؤدي إلى شعوره بالإحباط، وعندما يبدأ الشركاء في التحكم بقرارات بعضهم البعض مثل الأصدقاء الذين يحتفظون بهم، أو الهوايات التي يمارسونها، يمكن أن يشعروا بالاختناق أو بأنهم يضحون بجزء كبير من أنفسهم لأجل العلاقة.

هذا قد يؤدي إلى نزاعات حول مسائل مثل المساحة الشخصية، الوقت الذي يقضونه بعيدا عن بعضهم، أو اختلاف الأهداف الحياتية، وإذا لم تُحل هذه الصراعات، فقد تؤدي إلى تآكل العلاقة وتوازنها بين التواجد معا والحفاظ على الهوية الشخصية.

الحاجة إلى الكفاءة

الكفاءة هي الحاجة إلى الشعور بالفعالية والقدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، وتساهم هذه الحاجة في تعزيز احترام الذات وتمنحك شعورا بالفخر بقدراتك.

في العلاقة الرومانسية، تتجلى الحاجة إلى الكفاءة في الرغبة بأن تكون شريكا جيدا، وأن تشعر بأنك تسهم بشكل إيجابي في العلاقة وتلبي احتياجات شريكك، وقد يعني ذلك أن تكون داعما عاطفيا، أو تتحمل المسؤوليات المشتركة، أو تجعل شريكك يشعر بالحب والتقدير.

لكن عندما تُحبط هذه الحاجة، ويشعر الشخص بأنه دائما ما يقصر أو لا يلبي التوقعات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بعدم الكفاءة، وقد تبدأ في الشك في قدراتك كشريك، مما يؤدي إلى انعدام الأمان واتخاذ موقع الدفاع، وإذا شعرت بأن شريكك غير راضٍ عن مساهماتك في العلاقة، قد تأخذ ذلك على محمل الجد وتشعر بأنك لست جيدا بما فيه الكفاية.

يمكن أن يؤدي هذا الإحباط إلى نزاعات، فقد تشعر بالحاجة إلى الانسحاب لتجنب المزيد من الفشل، أو حتى ترد بعنف في محاولة للدفاع عن كرامتك، وإذا استمرت هذه الحاجة دون تلبية، فقد يشعر الشريكان بأنهما غير مستحقين للعلاقة، أو أن جهودهما لن تكون كافية أبدا.

الحاجة إلى الارتباط

الارتباط هو الحاجة إلى الشعور بالانتماء والتواصل مع الآخرين، والشعور بأنك محبوب ومفهوم ومقدر من قبل الأشخاص الذين يهمونك، وبطبيعة الحال، يُعدّ هذا الاحتياج هو أساس العلاقات الحميمة المُرضية، وعندما يتم تلبية هذه الحاجة، يتمتع الشريكان بشعور مشترك من الحميمية والثقة والانتماء.

تتجلى هذه الحاجة في الرغبة في القرب المتبادل، والإخلاص، والدعم، فأنت تريد أن تشعر بأن شريكك ليس فقط موجودا بجانبك جسديًا، بل أيضا مرتبطا بك عاطفيا، وأنه يفهم كل أفكارك ومشاعرك واحتياجاتك.

لكن عندما تُحبط هذه الحاجة، ويشعر الشخص بأنه غير مرتبط بشريكه، أو بأنه غير مفهوم أو مُقدر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى توتر كبير في العلاقة، وإذا لم يبذل الشريك نفس القدر من الوقت والجهد في العلاقة، قد يشعر الشخص بالوحدة، حتى لو كان مع شريكه، أو يبدأ في التساؤل عن مدى التزامه بالعلاقة، وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى خلافات حول الحنان، والاهتمام، وحتى التوافر العاطفي.

صحيفة فوربس