من المعروف أن جبل إيفرست ، الذي يبلغ ارتفاعه 8,849 مترا، هو أعلى جبل في العالم، لكن كيف تم تحديد هذا الارتفاع؟ كيف نتمكن من معرفة ارتفاع أي جبل؟ لا توجد أشرطة قياس بهذا الطول بالتأكيد (بالإضافة إلى أن شخصا ما يجب أن يكون في القمة لقراءتها)، فكيف يتم قياس ارتفاع الجبال بالفعل؟
علم المثلثات وقياس ارتفاع الجبال
قد تتذكر حين كنت في درس الرياضيات وفكرت: "لن أستخدم علم المثلثات في الحياة الواقعية أبدا"، حسنا، قد تحتاج إلى إعادة النظر في ذلك، لأن الطريقة التقليدية لقياس ارتفاع الجبال تعتمد بشكل كبير على مهارات علم المثلثات.
هذه الطريقة تُعرف بالتثليث، وهي تتطلب معرفة المسافة بين نقطتين على الأرض، بالإضافة إلى الزاوية بين كل من هاتين النقطتين وقمة الجبل.
كيف يتم قياس ارتفاع الجبال؟
يتم قياس ارتفاع الجبال انطلاقا من مستوى سطح البحر، الذي يفترض أن يكون ثابتا نظريا على مستوى الكوكب، لذا، فإن معرفة ارتفاع النقطة التي يتم القياس منها عن سطح البحر، بالإضافة إلى أخذ انحناء الأرض في الاعتبار، يُعد جزءا أساسيا من العملية.
عند قياس الزوايا، يجب أن تكون الأمور أكثر دقة من استخدام منقلة بلاستيكية، في هذه الحالة، يُستخدم جهاز يُدعى "ثيودولايت"، وهو جهاز بصري دقيق يشبه التلسكوب ويُستخدم لقياس الزوايا الأفقية والعمودية.
بمعرفة زاويتين وطول أحد جوانب "المثلث"، يمكنك بعد ذلك استخدام بعض الصيغ المثلثية (مثل قاعدة الجيب وصيغة هيرون) لحساب ارتفاع الجبل.
تأثير الغلاف الجوي على دقة القياس
ومع ذلك، هذه الطريقة التي استخدمت تاريخيا ليست الأكثر دقة دائما، فعلى سبيل المثال، عندما قام الضابط البريطاني السير أندرو سكوت ووه وفريقه بقياس جبل إيفرست كجزء من المسح المثلثي العظيم، تدخل الغلاف الجوي للأرض في المعادلة، حيث يمكن للضوء أن ينحني في الغلاف الجوي، وهو ما يُعرف بالانكسار الجوي، بسبب تغيرات في كثافة الهواء، ويمكن أن يصبح هذا أكثر وضوحا عبر المسافات الطويلة، مما يجعل الأشياء تبدو أطول أو أقصر مما هي عليه في الواقع، وبالتالي قد تؤدي القياسات إلى نتائج غير دقيقة.
الطريقة الحديثة لقياس ارتفاع الجبال
في الوقت الحالي، يمكن قياس ارتفاع الجبال بشكل أسهل وأكثر دقة باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهذا أمر مهم خصوصا بالنسبة لجبل إيفرست، حيث يمكن أن يتغير ارتفاعه فعليا، ليس بسبب تغيرات في طرق القياس، ولكن نتيجة لبعض الأحداث الجيولوجية مثل الزلازل.
موقع IFL Science