القرار 1701 تحت المجهر مجددا: تساؤلات حول فاعليته وصلاحيته بعد تصاعد المواجهات

قوات اليونيفل في جنوب لبنان

يبدو أن القرار 1701 ، الذي تم تجديده مؤخرا من قبل مجلس الأمن في 28 آب/أغسطس، يواجه تحديات متزايدة فيما يتعلق بصدقيته وفاعليته على الأرض، فعلى الرغم من استمراره كوثيقة دولية، إلا أن تطبيقه عمليا بات موضع شك منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع تصاعد المواجهات في جبهة الجنوب بين حزب الله وإسرائيل.

فشل تعديل القرار رغم التوترات

على الرغم من تجديده، إلا أن تجنب أي تعديلات جوهرية في القرار 1701 يعكس حاجة القوى الإقليمية والدولية إلى الحفاظ على استمراره بشكله الحالي، في هذا السياق تتباين الآراء حول مدى الحاجة إلى تعديل القرار، حيث تعتبر كل من إسرائيل وحزب الله أن الحل النهائي للصراع الدائر في غزة سيفرض إعادة تقييم كاملة لآليات تنفيذ القرار.

التحديات الحالية التي تواجه القرار 1701:

1. التصعيد الإسرائيلي: وفقا لتقارير متعددة، تستمر إسرائيل في الضغط لتقليص نفوذ حزب الله في جنوب لبنان. التصريحات الإسرائيلية المتكررة بشأن اقتراب هجوم على الجنوب اللبناني تضع الجيش اللبناني والقوات الدولية أمام تحديات كبرى.

2. حرب الاستنزاف: يشير مسؤولون في حزب الله إلى أن جبهة الجنوب دخلت في حرب استنزاف قد تمتد لما بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة. ويعتقد أن هذه المواجهة مرتبطة بتطورات إقليمية أوسع تشمل أيضًا الأزمة الأوكرانية.

3. واقع جديد على الأرض: حزب الله بات يسيطر على الشريط الحدودي بأكمله مع إسرائيل، ونجح في فرض أمر واقع تمثل في تهجير 150 ألف مستوطن إسرائيلي من الشمال، مما يعطيه "ورقة قوية" للتفاوض في المستقبل.

4. الانتقادات الأمريكية للجيش اللبناني: يتعرض الجيش اللبناني لانتقادات من قبل الولايات المتحدة لعدم تنفيذه الكامل لمهامه في جنوب لبنان، خاصة فيما يتعلق بمراقبة أنشطة حزب الله في المنطقة.

مستقبل القرار 1701

يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من النقاشات حول تعديل القرار 1701، خاصة في ظل المطالب بوقف الانتهاكات الجوية الإسرائيلية واستخدام الأجواء اللبنانية لضرب الأراضي السورية. ومع ذلك، فإن الحلول المستقبلية تتطلب توافقا دوليا وإقليميا معقدا.

جريدة الأخبار