يبحث علماء الفلك في النظام الشمسي الخارجي عن كوكب تاسع افتراضي منذ ما يقرب من عقد دون نجاح حتى الآن، ولكن الخبراء يعتقدون أننا قد نكون على وشك العثور عليه أخيرا.
الكوكب تسعة الغامض
يعتقد العلماء أن هناك كوكبا تاسعا يختبئ في الأطراف البعيدة للنظام الشمسي، وقد يتم إثبات وجوده قريبا بفضل تلسكوب جديد متطور.
في أعماق النظام الشمسي الخارجي، بعيدا لدرجة أن الشمس بالكاد تكون مرئية كنجمة قريبة، قد يكون عالم جليدي ضخم يختبئ في الظلال، في انتظار اكتشافه، ويبدو أن اليوم الذي سنكتشف فيه هذا الكوكب الغامض قد يقترب، وذلك بفضل تلسكوب متطور سيبدأ في مسح السماء العام المقبل.
يتكون النظام الشمسي من ثمانية كواكب معروفة: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون. لكن في السنوات الأخيرة، اقترح علماء الفلك وجود كوكب تاسع، يُعرف بـ"كوكب تسعة"، قد يكون مختبئا في أطراف النظام الشمسي.
ولا نتحدث هنا عن بلوتو، الذي تم تخفيضه إلى "كوكب قزم" في عام 2006، بل عن كوكب غازي أو جليدي عملاق، يبعد مليارات الأميال عن الكواكب الأخرى. إذا كان هذا الكوكب موجودًا، فقد يعيد تشكيل فهمنا لأصول النظام الشمسي وتطوره.
البحث عن الكوكب الغامض
على الرغم من التوقعات العلمية حول حجم هذا الكوكب ومساره المداري المحتمل حول الشمس، إلا أن العثور على كوكب تسعة ظل هدفا بعيد المنال لعلماء الفلك لعقد من الزمن تقريبًا.
ولكن قد ينتهي هذا البحث قريبا مع افتتاح مرصد فيرا سي روبين في عام 2025.د، إذ قد نتمكن من العثور على كوكب تسعة خلال السنوات القليلة القادمة أو استبعاد الفكرة تمامًا، وفقًا لما صرح به العلماء لموقع Live Science.
قال مايك براون، عالم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والذي اقترح فرضية كوكب تسعة مع زميله: "من الصعب حقا تفسير النظام الشمسي بدون كوكب تسعة"، وأضاف: "لكن لا يمكن أن نكون متأكدين بنسبة 100% من وجوده حتى نراه بالفعل".
فرضية كوكب تسعة
ظهرت فكرة وجود كوكب تاسع في النظام الشمسي لأول مرة بعد اكتشاف كوكبي أورانوس في عام 1781 ونبتون في عام 1846، ما أدى إلى توسيع فهم البشرية لحجم النظام الشمسي وأثار احتمال وجود عوالم أخرى بانتظار الاكتشاف.
لكن، باستثناء بلوتو، لم يتم اكتشاف أي كواكب أخرى خارج نبتون أو حزام كايبر — وهو حلقة ضخمة من الكويكبات والمذنبات والكواكب القزمة التي تدور حول الشمس خارج نبتون.
في عام 2004، غيّر اكتشاف سدنا وهو كوكب قزم محتمل خارج حزام كايبر، نظرة العلماء، لاحظ الباحثون أن مداره الغريب يشير إلى وجود جسم ضخم آخر يؤثر على هذا الكوكب. لكن بدون مزيد من المعلومات، كان من الصعب إثبات هذه الفرضية.
في عام 2014، اكتشف علماء الفلك جسمًا آخر في حزام كايبر يُدعى 2012 VP113، وله مدار غريب مشابه لمدار سدنا. هذه الاكتشافات دفعت علماء مثل براون وزميله كونستانتين باتيجين إلى ملاحظة وجود "انحراف" مشابه في مداريهما، مما يشير إلى وجود جسم ضخم يؤثر على هذه الأجسام.
قال براون: "في البداية، لم نكن نقول إن هناك كوكبا لأننا اعتقدنا أن ذلك سيكون غير منطقي". لكن بعد تجربة العديد من الفرضيات الأخرى دون جدوى، أصبحت فكرة وجود كوكب تاسع هي الأكثر منطقية.
نحو اكتشاف كوكب تسعة
منذ عام 2016، استمر البحث عن كوكب تسعة وعلى الرغم من عدم العثور عليه بعد، فقد تم اكتشاف المزيد من الأجسام ذات المدارات الغريبة، مما عزز من صحة الفرضية.
تقديرات العلماء تشير إلى أن الكوكب قد يكون بحجم أكبر من الأرض بحوالي سبع مرات، مما يجعله خامس أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري وزحل ونبتون وأورانوس. ويُعتقد أن تركيب الكوكب قد يكون مشابهًا لنبتون، وأنه قد يكون محاطا بأقمار مثل العمالقة الغازية الأخرى.
لماذا لم نعثر على كوكب تسعة حتى الآن ؟
إذا كان كوكب تسعة موجودا بالفعل، فإنه يقع على مسافة هائلة تبلغ حوالي 500 وحدة فلكية من الشمس، مما يجعل الضوء المنعكس عنه خافتا للغاية عند وصوله إلى الأرض، ما يصعب رصده.
السبب الآخر هو أن العلماء لم يعرفوا بالضبط موقع الكوكب على مساره المداري، ما يعني أنهم اضطروا لمسح منطقة شاسعة من السماء. لكن مع التطورات التكنولوجية القادمة، مثل مرصد فيرا سي روبين قد نكون قريبين من حل هذا اللغز الفلكي قريبا.