اكتشاف أكبر نفاثات ثقوب سوداء: طولها يعادل 140 مجرة درب التبانة وتؤثر على تشكيل الكون

أكبر نفاثات ثقب أسود تم رصدها على الإطلاق أكبر نفاثات ثقب أسود تم رصدها على الإطلاق

اكتشاف مذهل لعلماء الفلك

رصد علماء الفلك أكبر زوج من نفاثات الثقب الأسود على الإطلاق، حيث يصل طولهما إلى 23 مليون سنة ضوئية، ما يعادل 140 مجرة درب التبانة متراصة. هذه النفاثات الضخمة، التي أُطلق عليها اسم "بورفيريون" تيمناً بعملاق من الأساطير اليونانية، هي أشعة ضخمة من المادة المؤينة التي اندفعت من ثقب أسود بسرعات قريبة من سرعة الضوء.

مصدر النفاثات

تنشأ هذه النفاثات من ثقب أسود ضخم يقع على بعد 7.5 مليار سنة ضوئية من الأرض. انفجرت هذه النفاثات بقوة توازي مليارات النجوم، وتم اكتشافها ضمن 10,000 نفاثة أخرى في مسح أجرته شبكة LOFAR الأوروبية للتلسكوبات الراديوية ذات التردد المنخفض.

أهمية الاكتشاف

من خلال دراسة هذه النفاثات الهائلة، يأمل العلماء في فهم كيفية تشكيلها للكون في مراحله الأولى، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Nature" بتاريخ 17 سبتمبر. وأوضح الباحث الرئيسي، مارتين أوئي، أن حجم هذه النفاثات يعادل 140 ضعف قطر مجرة درب التبانة، مما يجعل مجرتنا تبدو كنقطة صغيرة بجانب هذه الانفجارات العملاقة.

الثقوب السوداء وتطور المجرات 

تتواجد الثقوب السوداء الضخمة عادةً في مراكز المجرات، حيث تقوم بسحب المادة المحيطة بها ثم طردها بسرعات فائقة، مما يؤثر على كيفية تطور المجرات. إلا أن العلماء لم يفهموا بعد بشكل كامل كيف تؤثر هذه النفاثات على المجرات المحيطة.

البحث عن النفاثات المخفية

للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال، استخدم الباحثون أدوات التعلم الآلي وعلماء مواطنين لتحليل صور LOFAR الراديوية والبحث عن نفاثات ثقوب سوداء مخفية، وبعد أن لاحظوا أولى الإشارات على وجود نفاثات بورفيريون، قاموا بإجراء ملاحظات متابعة باستخدام تلسكوبات أخرى مثل GMRT في الهند وDESI في أريزونا.

امتداد النفاثات في الشبكة الكونية

كشفت ملاحظات مرصد كيك في هاواي أن نفاثات بورفيريون امتدت إلى أعماق "الطرق السريعة" التي تربط المجرات وتغذيها، والمعروفة بالشبكة الكونية. وقال أوئي إن هذا الاكتشاف يشير إلى أن تأثير الثقوب السوداء قد يكون أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

تأثير النفاثات على الكون المبكر

يشير الحجم الهائل لنفاثات بورفيريون، الذي يفوق بكثير أكبر نفاثات معروفة سابقا، إلى أن انفجارات الثقوب السوداء لعبت دورا حيويا في تشكيل الكون. والأكثر إثارة للاهتمام هو أن هذا النوع من الثقوب السوداء كان شائعا في الكون المبكر، لكنه لم يكن معروفا بأنه ينتج نفاثات عملاقة.

يخطط الباحثون الآن لدراسة كيفية تأثير هذه النفاثات على الكون المبكر من خلال نشر الأشعة الكونية والذرات الثقيلة والمجالات المغناطيسية. وقال أوئي: "نريد أن نفهم كيف نشأت المغناطيسية في الكون وكيف ساهمت في تكوين المجرات والنجوم والكواكب."