بعد أكثر من نصف قرن تم التحقق من نبوءة أينشتاين حول الثقوب السوداء

علوم

بعد أكثر من نصف قرن تم التحقق من نبوءة أينشتاين حول الثقوب السوداء

2 آب 2021 00:00

ليس بالأمر الجديد اكتشاف الشعلات السينية القوية المنبعثة من مركز الثقب الأسود، لكن القصة هي اكتشاف الإشارات الضوئية القادمة منها، 

وهذا بسبب قوة الجاذبية الشديدة في الثقب الأسود لدرجة أنه من المستحيل أن يخرج شيء منها.

هذا ولم ينجح حتى الان أي عالم في العثور على ضوء من الخارج، وعلى عكس ما يوحي به أسمها، حيث يمكن أن تكون الثقوب السوداء فائقة الكتلة واحدة من ألمع مصادر الضوء المستمر في الكون، حيث تجلب جاذبيتهم الهائلة جميع أنواع المواد وثم تظهر على شكل حلقة ساطعة، أو هالة، حول ما يسمى بالحدث.

ماهي الثقوب السوداء؟

هذا ولا يعرف سوى القليل عن إكليل الثقب الأسود الفائق الكتلة، وهذا ما دفع العلماء للتوجه إلى الثقب الأسود الأول زويكي 1، والذي يبعد مئة مليون سنة ضوئية عن الأرض، لفحص الأشعة المنبعثة.

واكتشف العلماء أصداء أصغر للأشعة السينية حول الثقب الأسود الهائل، بالإضافة إلى التوهجات المتوقعة، حيث أشار التوقيع الضوئي لهذه الحزم النابضة إلى أنها كانت نفس توهجات الأشعة السينية، ولكنها انعكست من الجانب الخلفي، وهذا يعني أن جاذبية الثقب الأسود الهائل لا بد أن تكون قد شوهت الزمكان بالفعل، وبالتالي قامت بثني الحزم في اتجاه يمكن اكتشافه بواسطة تلسكوبات متخصصة، وتدعم هذه النتائج، التي نُشرت في دورية نيتشر "الطبيعة"، تنبؤ رئيسي ناتج عن نظرية النسبية العامة لأينشتاين.


نظرية أينشتاين حول الثقوب السوداء

ففي عام 1915، وصف أينشتاين الطريقة التي يتوقع أن ينحني فيها الضوء حول الثقوب السوداء الهائلة، ولكن كما قال روجر بلاند فورد، عالم الفيزياء الفلكية والمؤلف المشارك للورقة: "قبل خمسين عاماً، عندما بدأ علماء الفيزياء الفلكية في التكهن حول كيفية تصرف المجال المغناطيسي بالقرب من الثقب الأسود، لم تكن لديهم أي فكرة أنه في يوم من الأيام قد تكون لدينا تقنيات لرصد ذلك مباشرة ورؤية نظرية النسبية العامة لأينشتاين على أرض الواقع.

ويعد هذا البحث الأول الذي يؤكد ما تنبأ به الفيزيائي الشهير منذ أكثر من نصف قرن، وقال إدوارد كاكيت، عالم الفلك في جامعة واين ستيت: "سيسمح برسم خرائط أفضل لكيفية سقوط الأشياء في الثقوب السوداء وكيف تثني الثقوب السوداء الزمكان حولها.


 

حل لغز الثقب الأسود

وتعتبر الثقوب السوداء واحدة من أكبر الألغاز في الكون، بالمعنى الحرفي والمجازي، ويُعد إلقاء نظرة خاطفة على الجانب البعيد من الثقب الأسود خطوة هائلة للفيزياء الفلكية، وتقود العلماء خطوة أخرى نحو حل ألغاز هذه الثقوب، مثل كيفية نموهم، وكيف يستوعبون ويطلقون الطاقة، وكيف يساعدون المجرات على التكون من حولهم.

وقال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة دان ويلكينز: "نتعلم كيفية استخدام هذه الأصداء لإعادة بناء صورة للبيئة القاسية خارج الثقب الأسود".

المصدر: Popular Science