يعاني العديد من الرجال من القلق بشأن حجم العضو الذكري لديهم، وحسب الإحصائيات، فإن نصف الرجال فقط يشعرون بالرضا عن حجم عضوهم، لكن هناك حالة تجعل العضو يبدو أقصر مما هو عليه في الحقيقة، حتى وإن كان حجمه طبيعيا.
هذه الحالة تُعرف باسم "العضو الذكري المدفون" (Buried Penis)، أو كما يُطلق عليها أحيانًا "العضو المخفي" أو "العضو المتراجع"، في هذا المقال نستعين بالدكتورة هانا باتيل، طبيبة في هيئة الصحة الوطنية (NHS)، لتوضيح الأعراض والأسباب والعلاجات المتعلقة بهذه الحالة.
ما هو العضو الذكري المدفون؟ وما هي الأعراض؟
توضح الدكتورة باتيل لموقع *Metro.co.uk* أن هذا المصطلح يُستخدم للإشارة إلى عضو ذكري طبيعي في حجمه، ولكنه قد يكون مغطى بالجلد أو الأنسجة تحت الجلد أو الدهون في منطقة العانة.
بينما تعتبر هذه الحالة نادرة – حيث وجدت إحدى الدراسات أنها موجودة لدى أقل من 4% من الأولاد حديثي الولادة في اليابان – تشير الدكتورة باتيل إلى أن هذه الحالة غالبا ما تكون خلقية، أي أنها موجودة عند الولادة، أما عند البالغين فتكون هذه الحالة غالبًا مرتبطة بالسمنة.
وبالنسبة للأعراض، فقد تؤثر هذه الحالة بشكل مباشر على الحياة الجنسية للرجل، تقول الدكتورة باتيل: "بعض الرجال الذين يعانون من العضو الذكري المدفون قد يجدون صعوبة في تحقيق الانتصاب، أو قد تكون انتصاباتهم مؤلمة، بينما يجد آخرون أن أنسجة فوق العضو قد ترتفع ولكن العضو نفسه قد لا يتجاوز تلك الأنسجة".
إلى جانب المشكلات الجنسية، قد تكون هناك صعوبات في التبول أو الحفاظ على نظافة العضو الذكري.
ما الفرق بين العضو الذكري المدفون والعضو الذكري الصغير (Micropenis)؟
توضح الدكتورة باتيل أن العضو الذكري المدفون يختلف عن حالة "العضو الذكري الصغير"، ففي حالة العضو الذكري الصغير، يكون العضو أصغر بكثير من المعدل الطبيعي ولكنه طبيعي من حيث الشكل والوظيفة، على الجانب الآخر، العضو المدفون هو عضو طبيعي في حجمه ولكنه مخفي تحت طبقات من الأنسجة أو الدهون.
ويُعرف العضو الذكري الصغير بأنه عضو طوله لا يتجاوز 2.75 بوصة عند الانتصاب الكامل، وهي حالة نادرة جدا حيث تصيب حوالي 0.6% من الرجال حول العالم.
ما هي أسباب العضو الذكري المدفون؟
بينما يمكن للسمنة أن تكون سببا رئيسيا لهذه الحالة، إلا أنها ليست السبب الوحيد، تقول الدكتورة باتيل: "قد تكون هناك أسباب أخرى مثل نقص في الجلد حول العضو نتيجة الختان أو التعرض لصدمة، أو نتيجة أمراض مثل غرغرينا فورنييه (Fournier's Gangrene) أو بعض مضاعفات جراحات تكبير العضو".
غرغرينا فورنييه هي عدوى نادرة وشديدة تصيب الأنسجة المحيطة بالعضو الذكري، بينما قد يتسبب الوذمة اللمفية الصفنية (scrotal lymphedema) في دفن العضو تحت الأنسجة نتيجة تراكم السوائل.
كيف تؤثر هذه الحالة على الصحة العامة للرجل؟
تشرح الدكتورة باتيل أن الأشخاص الذين يعانون من العضو الذكري المدفون غالبا ما يشعرون بعدم الرضا عن مظهر العضو أو طوله، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
وتضيف: "هذه الحالة قد تسبب مشكلات نفسية، خاصة إذا كانت مرتبطة بالسمنة المفرطة، يمكن أن تؤدي السمنة والعضو المدفون معًا إلى تأثيرات سلبية على احترام الذات، مما قد يسبب الاكتئاب والقلق".
ما هي العلاجات المتاحة؟
إذا كانت السمنة هي السبب، فإن فقدان الوزن قد يحسن من الأعراض، ومع ذلك تعتمد خيارات العلاج على السبب الأساسي للحالة.
توضح الدكتورة باتيل: "لتحسين مظهر العضو الذكري المدفون، يمكن للجراحين إزالة الجلد الزائد أو الدهون أو الأنسجة الندبية لتحرير العضو، وعند دمج هذا العلاج مع فقدان الوزن بعد الجراحة، يمكن أن يستفيد المرضى بشكل كبير من تحسين وظائف التبول والجنس، بالإضافة إلى التحسن النفسي والعقلي".
إذا كان الرجل يعاني من صعوبة في تحقيق "انتصاب مناسب للجماع"، فقد تكون لهذه الحالة عواقب نفسية سلبية.
تضيف الدكتورة باتيل: "قد يكون من الضروري تقديم استشارات نفسية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو التوتر بسبب هذه الحالة القابلة للعلاج".