تمكن باحثون في المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالتعاون مع شركائهم من اكتشاف بروتين يُعرف باسم RNF114، والذي أظهر قدرة على عكس تطور إعتام عدسة العين ، وهو مرض شائع يتسبب في غشاوة العدسة ويصيب العديد من الأشخاص مع تقدم العمر، يُعد هذا الاكتشاف بارقة أمل لتطوير استراتيجية علاجية بدون جراحة للتعامل مع إعتام عدسة العين، الذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الرؤية. نُشرت الدراسة في مجلة التحقيقات السريرية (Journal of Clinical Investigation).
علاج إعتام عدسة العين
وأوضح الدكتور شينتشاو شنتو، جراح العيون المشارك في الدراسة من جامعة تشجيانغ بالصين: "لطالما حاول العلماء إيجاد بديل للجراحة في علاج إعتام عدسة العين، فهي فعالة ولكنها تنطوي على بعض المخاطر". وأضاف أن عدم توفر الجراحة في بعض مناطق العالم يمثل عقبة كبيرة، مما يجعل إعتام عدسة العين أحد الأسباب الرئيسية للعمى عالميا.
جاء هذا الاكتشاف كجزء من بحث مستمر في المعهد الوطني للعيون (NEI)، وتناول دراسة على السنجاب المخطط ذو الـ13 خطًا، والذي يتميز بقدرته على تحمل درجات حرارة منخفضة وضغوط التمثيل الغذائي خلال فترة السبات، مما يجعله نموذجًا مثاليًا لدراسة أمراض العيون.
علاج غير جراحي لإعتام عدسة العين
أظهرت الدراسة أن عدسات السنجاب المخطط تُصبح غائمة عند درجة حرارة 4 درجات مئوية خلال فترة السبات، لكنها تستعيد شفافيتها بسرعة بعد التسخين. في المقابل، أظهرت الفئران غير السباتية علامات تطور إعتام عدسة العين عند تعرضها لنفس الظروف، ولكنها لم تتحسن بعد إعادة التسخين.
وقال الدكتور وي لي، الباحث الرئيسي في الدراسة: "فهم الآليات الجزيئية وراء هذا التحسن القابل للعكس يمكن أن يرشدنا إلى تطوير استراتيجية علاجية جديدة"، وأضاف: "الوظيفة الرئيسية للعدسة هي تركيز الضوء على شبكية العين، ولكن مع تقدم العمر، تبدأ البروتينات في العدسة بالتشوه والتكتل، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية".
بروتين RNF114
استخدم الفريق البحثي نموذجا معمليا مطورا باستخدام الخلايا الجذعية المستخرجة من خلايا السنجاب المخطط لدراسة إعتام عدسة العين على المستوى الجزيئي، ووجدوا أن بروتين RNF114 يرتفع بشكل ملحوظ خلال عملية إعادة التسخين مقارنة بالفئران غير السباتية.
عندما تم حقن بروتين RNF114 في عدسات الفئران غير السباتية وتعريضها لدرجات حرارة منخفضة، شهدت العدسات إزالة سريعة لإعتام عدسة العين بعد التسخين. تشير هذه النتائج إلى أنه من الممكن تحفيز إزالة إعتام عدسة العين لدى الحيوانات، مع الحاجة إلى دراسات مستقبلية لتحديد كيفية ضبط هذه العملية بدقة والتحكم في استقرار البروتينات وتوازنها.
تم دعم هذا البحث من قبل برنامج الأبحاث الداخلية للمعهد الوطني للعيون (NEI) بالتعاون مع باحثين من جامعة تشجيانغ.