في اكتشاف علمي مذهل، نجح المصور توم فييروس في التقاط أول صورة لطائر جارح نادر يُعرف باسم "نيو بريتين جوسهاوك" (Accipiter princeps)، وذلك خلال رحلة تصوير في جزيرة نيو بريتين، بابوا غينيا الجديدة، هذا الطائر الملقب بـ"المفقود" تمكن من تفادي التوثيق لأكثر من 55 عاما، ليعود إلى دائرة الضوء العلمية بفضل هذه الصورة التاريخية.
الطائر الجارح المفقود
المعلومات عن هذا الطائر كانت شحيحة للغاية، إذ إنه معروف فقط من خلال أربع عينات علمية لم يتم تصويرها سابقا، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، التي تصنف الطائر كنوع مهدد بالانقراض ، والآن وبعد نصف قرن من الغياب، أكدت جمعية الطيور الأمريكية أن الطائر الذي كان يُعتقد بأنه "مفقود" قد عاد إلى المشهد العلمي بفضل هذا الاكتشاف.
آخر توثيق علمي لهذا الطائر يعود إلى يوليو 1969، عندما تم حفظ عينة منه في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي في نيويورك، كما أوضح جون ميتيرماير، مدير برنامج "البحث عن الطيور المفقودة" في جمعية الطيور الأمريكية، ومنذ ذلك الوقت لم تكن هناك سوى مشاهدات بصرية غير مؤكدة، دون أي توثيق صوتي أو بصري للطائر.
توثيق بالصورة للطائر المفقود
كان فييروس في رحلة استكشافية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) في منطقة بوميو، حيث كان يرافقه عدد من أفراد المجتمع المحلي الذين يعرفون المنطقة جيدا، أثناء التصوير لم يكن فييروس على دراية بأن كاميرته قد التقطت صورة لأول طائر نادر لم يُشاهد منذ عقود، وقال فييروس: "لم أكن أدرك أهمية الصورة حتى تلقيت الخبر، وكانت مفاجأة رائعة أن أكون الشخص الذي يوثق هذا الطائر النادر".
المثير في الأمر أن حتى السكان المحليين نادرا ما يشاهدون هذا الطائر، حيث أكدوا أنه لا يظهر في المناطق الساحلية، بل يقتصر وجوده على المناطق الجبلية النائية في بوميو.
الحفاظ على البيئة
هذا الاكتشاف يثير مجددا دعوات المحافظة على البيئة، خصوصا أن موطن الطائر مهدد بالتدمير جراء الزراعة واسعة النطاق، وقطع الأشجار، والتعدين، والتوسع العمراني. وقال أوسكار بيلينغ، ضابط الصندوق العالمي للطبيعة في بوميو: "آمل أن يدفع هذا الاكتشاف إلى تكثيف الجهود لحماية موطن هذا الطائر النادر من التهديدات البيئية".
