اكتشاف بقايا دب باندا قديم في أوروبا يكشف عن نظام غذائي آكل للحوم والنباتات

دب الباندا القديم دب الباندا القديم

تم اكتشاف بقايا متحجرة  لدب باندا قديم في موقع هامرشمايد بجنوب ألمانيا، مما يغير الفهم التقليدي لتطور هذه الحيوانات. على عكس الباندا الحديثة التي تشتهر بنظامها الغذائي المعتمد بشكل أساسي على الخيزران، كشفت البقايا المتحجرة أن الباندا القديمة Kretzoiarctos beatrix كانت حيوانا آكلًا للنباتات واللحوم.

الباندا القديمة

النوع المكتشف حديثا، **Kretzoiarctos beatrix**، هو أقدم أسلاف الباندا الحديثة، وقد عاش قبل حوالي 11 مليون سنة، وكان أصغر قليلا من الباندا الحديثة، لكن المثير للاهتمام هو أن هذه الباندا القديمة كانت تعتمد في نظامها الغذائي على مزيج من النباتات واللحوم، مما يجعلها أكثر تنوعا من الباندا التي نعرفها اليوم.

الباندا القديمة وتناول اللحوم

أجرى فريق من العلماء من هامبورغ، فرانكفورت، مدريد، وفالنسيا دراسة دقيقة على الأسنان المتحجرة للباندا، حيث وجدوا أن أسنان K. beatrix لم تكن متخصصة في تناول النباتات الصلبة مثل الباندا الحديثة، بل كانت تظهر علامات تناول اللحوم أيضا، هذا يشير إلى أن الباندا القديمة كانت تتمتع بنظام غذائي مشابه للدببة البنية الحديثة، التي تستهلك النباتات واللحوم معا.

قالت البروفيسورة مادلين بومي، من مركز سينكينبرغ لتطور الإنسان والبيئة بجامعة توبنغن: "هذه النتائج مهمة لفهمنا لتطور الدببة وتطور النظام الغذائي النباتي لدى الباندا العملاقة". وأضافت: "تبين أن **Kretzoiarctos beatrix**، أقدم أنواع الباندا، كان عاما في نظامه الغذائي، أما التخصص في تناول النباتات فقد جاء في وقت متأخر من تطور الباندا".

وما يعزز هذه النظرية هو التحليل الميكروسكوبي لأسنان **K. beatrix**، حيث وجد الباحثون خدوشًا وحفرًا على سطح الأسنان تشير إلى أنه كان يتناول مواد صلبة مثل العظام، مما يؤكد أنه لم يكن حيوانا نباتيا بالكامل.

موقع هامرشمايد: كنز من الأنواع المنقرضة

في موقع هامرشمايد الشهير، تم اكتشاف أكثر من 166 نوعًا متحجرا خلال عمليات الحفر الأخيرة، مما جعله واحدا من أهم المواقع الحفرية في العالم. ومن بين تلك الاكتشافات كان هناك بقايا لنمور ذات أسنان سيفية، ثعالب ماء، وضباع عملاقة. هذا التنوع يعكس بيئة صحية وغنية كانت قادرة على دعم العديد من الأنواع المختلفة.

قالت بومي: "لقد كان النظام البيئي في ذلك الوقت مزدهرًا للغاية، ما أتاح للعديد من الأنواع أن تتأقلم مع بيئة الغابات النهرية التي كانت تغطي المنطقة". 

هذا الاكتشاف لا يعيد فقط كتابة تاريخ تطور الباندا، بل يسلط الضوء أيضًا على بيئة غنية كانت تعيش فيها أنواع متعددة من الحيوانات المنقرضة.