اكتشاف فيروس الأراضي الرطبة الغامض المنقول عن طريق القراد في الصين

الأمراض المنقولة عبر القراد

يُعتبر القراد من العوامل الرئيسية المسؤولة عن نقل أكثر من 25 مرضا يصيب البشر والحيوانات، بينما يعرف الكثيرون بعض هذه الأمراض، مثل مرض لايم، هناك أمراض أخرى أقل شهرة، مثل فيروس الأراضي الرطبة، الذي يُعتبر حديث العهد نسبيا.

اكتشاف فيروس الأراضي الرطبة

في دراسة حالة جديدة، نشر فريق من الباحثين في الصين تفاصيل حول فيروس الأراضي الرطبة، الذي تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2019. حدث ذلك عندما أُدخل مريض إلى المستشفى بعد تعرضه للدغة قرادة في منغوليا الداخلية. عانى المريض من أعراض متعددة، بدءا من الحمى والصداع، وصولا إلى القيء الذي تطور لاحقًا إلى خلل في وظائف الأعضاء.

التقنيات المستخدمة في الكشف عن الفيروس

باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي المتقدمة، تمكن الباحثون من اكتشاف فيروس جديد غير معروف سابقا، والذي يُظهر صلة وثيقة بالفيروسات التي تسبب أمراضا خطيرة مثل فيروس حمى القرم والكونغو النزفية. الفيروس المكتشف ينتمي إلى جنس الفيروسات الأورتونيروية (Nairoviridae).

الحالات الجديدة والإصابة بالفيروس

وسع الباحثون دراستهم لتشمل مرضى آخرين في شمال شرق الصين أصيبوا بحمى بعد لدغات القراد، حيث وجدوا 17 حالة إصابة جديدة بفيروس الأراضي الرطبة. هذه النتائج تشير إلى أن الفيروس قد يكون موجودا في المنطقة بشكل أكبر مما كان متوقعا.

دراسة بيئية لفهم مصدر الفيروس

أجرى الباحثون دراسة بيئية واسعة لفهم مصدر الفيروس ووسائل انتشاره. وقد اكتشفوا أن بعض الحيوانات، مثل الأغنام والخنازير والخيول، تحمل الفيروس، مما يعني أن هذه الحيوانات قد تكون مخازن للفيروس.

إمكانية انتشار الفيروس

حتى الآن، تم العثور على الفيروس فقط في شمال شرق الصين، لكن أنواع القراد الناقلة له موجودة في أوروبا وآسيا. وهذا يشير إلى احتمال انتشاره على نطاق أوسع في المستقبل، مما يستدعي الانتباه والبحث المستمر.

عوامل تزايد الأمراض المنقولة بالقراد

يعود تزايد اكتشاف الأمراض المنقولة بالقراد إلى عدة عوامل، منها صعوبة تشخيصها بسبب الأعراض غير المحددة مثل الحمى والتعب، بالإضافة إلى عدم ظهورها في أوبئة كبيرة. كما أن تقنيات التسلسل الجيني الحديثة ساهمت في الكشف عن هذه الأمراض، كما حدث مع فيروس الأراضي الرطبة.

تأثير تغير المناخ على نشاط القراد

أوضح الباحثون أن التغير المناخي يلعب دورًا مهمًا في زيادة نشاط القراد وانتشاره إلى مناطق جديدة. على سبيل المثال، شهدت أوروبا الغربية مؤخرًا حالات لفيروس التهاب الدماغ المنقول عن طريق القراد في مناطق كانت تُعتبر غير مناسبة له سابقًا.

نصائح للوقاية

لحماية نفسك من مخاطر القراد، يُنصح بارتداء ملابس طويلة واستخدام طاردات الحشرات عند التخييم أو المشي في المناطق العشبية. كما يُفضل تفحص الجسم والحيوانات الأليفة بحثا عن القراد فور العودة إلى المنزل. باتباع هذه الإجراءات، يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق القراد.