أثار عبور سفينة حربية إسرائيلية لقناة السويس في مصر جدلا كبيرا وتساؤلات كثيرة، الأمر الذي دفع بهيئة القناة إلى إصدار بيان توضيحي، وجاء ذلك بعد أيام من جدل كبير مماثل أثارته أنباء رسو سفينة محملة بذخائر إلى إسرائيل في ميناء الإسكندرية المصري.
سفينة حربية إسرائيلية تعبر قناة السويس
فقد تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سفينة حربية ترفع العلم الإسرائيلي خلال عبورها قناة السويس، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين وتساؤلات عن سبب سماح السلطات المصرية لسفن حربية إسرائيلية بعبور القناة، في الوقت الذي يمارس فيه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام، أبشع جرائم الإبادة والتجويع والحصار بحق شعب غزة، إضافة إلى العدوان الذي بدأه على لبنان أيضا.
هذا الغضب الشعبي دفع هيئة قناة السويس إلى إصدار بيان توضيحي أمس الجمعة، قالت بأنه رد على ما تم تداوله من تساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي حول السماح بعبور السفن الحربية من جنسيات مختلفة للمجرى الملاحي المصري.
حيث أكدت الهيئة التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تضمن حرية الملاحة للسفن العابرة لقناة السويس، سواء كانت تجارية أو حربية، دون تمييز على أساس جنسية السفينة.
وبينت الهيئة بأن عبور السفن الحربية لقناة السويس يخضع لإجراءات خاصة، لافتة إلى أن هذا الالتزام يأتي تماشيا مع بنود اتفاقية القسطنطينية التي وقعت عام 1888 ميلادية، التي رسمت منذ ذلك الوقت الملامح الأساسية لطبيعة التعامل الدولي لقناة السويس، حيث حفظت حق جميع الدول في الاستفادة من هذا المرفق العالمي، والتي عبرت عنها الاتفاقية في مادتها الأولى بالنص على "أن تكون قناة السويس البحرية على الدوام حرة ومفتوحة سواء في وقت الحرب أو في وقت السلم، لكل سفينة تجارية أو حربية دون تمييز لجنسيتها".
رسو سفينة تحمل ذخائر إلى إسرائيل في ميناء الإسكندرية
وجاء ذلك بعد أيام من جدل مماثل بعد أنباء عن رسو السفينة كاثرين الألمانية وهي محملة بالذخائر والمتفجرات ومتوجهة إلى الكيان الإسرائيلي، في ميناء الإسكندرية مساء الإثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رغم رفض العديد من الدول استقبالها، في الوقت الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي عدوانا على غزة ولبنان.
وقد دفعت أنباء رسو سفينة الذخائر المتجهة لإسرائيل في ميناء الإسكندرية بالقوات المسلحة المصرية إلى إصدار بيان نفت فيه بشكل قاطع ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وما قالت بأنه "الحسابات المشبوهة" وما يتم ترويجه من مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية جملة وتفصيلا.
كما أصدرت وزارة النقل المصرية، يوم الخميس الماضي، بيانا لفتت فيه إلى أن ما تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن الحكومة المصرية سمحت لإحدى السفن الألمانية المحملة بأسلحة والمتجهة إلى إسرائيل بالرسو بميناء الإسكندرية، غير صحيح وعار تماما من الصحة.
وبينت الوزارة بأن السماح تم للسفينة "KATHRIN" برتغالية الجنسية وترفع العلم الألماني بالرسو بميناء الإسكندرية لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي، وأن السفينة تقدمت بطلب رسمي للسماح لها بمغادرة الميناء في اتجاه ميناء حيدر باشا بدولة تركيا، لاستكمال خط سيرها.