أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في الأول من نوفمبر 2024 عن نشر أصول عسكرية إضافية في الشرق الأوسط لتعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب تعبيرها.
تشمل هذه التعزيزات مدمرات متقدمة مزودة بنظام دفاع صاروخي باليستي، بالإضافة إلى أسراب إضافية من المقاتلات، وطائرات للتزود بالوقود، وقاذفات طويلة المدى من طراز B-52، مما يعزز التواجد العسكري الأميركي في المنطقة. تأتي هذه الخطوة تزامناً مع مغادرة مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لنكولن" للمنطقة كجزء من الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة.
تزايد الصراعات الإقليمية في المنطقة
تشهد منطقة الشرق الأوسط تزايداً في التوترات، لا سيما بعد التصاعد المستمر للأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، وقد أصدرت إيران تهديدات تجاه إسرائيل، منددةً بإجراءاتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى دعم إيران جماعات المقاومة في المنطقة مثل حزب الله ومجموعات أخرى متحالفة في لبنان وسوريا وغزة.
وقد تزايدت حدة الوضع بعد سلسلة من الحوادث عبر الحدود، بما في ذلك هجمات صاروخية واشتباكات على الحدود الشمالية للكيان الإسرائيلي، مما أثار قلقاً بشأن اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق. وجاءت التعزيزات العسكرية الأميركية بمزاعم ردع أي هجوم محتمل ولحماية حلفاء واشنطن، وتأكيد التزامها بما قالت بأنه الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في ظل التهديدات المتزايدة.
حيث أكد البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأميركية في الأول من نوفمبر 2024 على تبني نهج متعدد الطبقات للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وردع الهجوم المحتمل وضمان حماية إسرائيل والأفراد الأميركيين المنتشرين في الشرق الأوسط، وتتضمن التعزيزات نشر منظومة دفاع صاروخي "ثاد" لدعم القدرات الدفاعية لإسرائيل، بالإضافة إلى بقاء مجموعة جاهزة برمائية وقوة استكشافية تابعة للبحرية الأميركية في البحر المتوسط الشرقي.
مدمرات مزودة بنظام الدفاع الصاروخي الباليستي Aegis
تشمل التعزيزات الجديدة نشر مدمرات صاروخية دفاعية مزودة بنظام الدفاع الباليستي Aegis، القادر على اعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى. ستعزز هذه السفن الدفاع الصاروخي لحماية القوات الأميركية وأصول الحلفاء، خاصةً في المناطق التي تواجه تهديدات عالية من النشاط الصاروخي المحتمل للخصوم.
زيادة قدرات الاستجابة السريعة والدوريات الجوية
كذلك، خصصت القوات الجوية الأميركية أسراباً إضافية من المقاتلات للمنطقة، إلى جانب طائرات للتزود بالوقود جواً لدعم عمليات الدوريات الجوية وتمكين الرد السريع، وسيسهم هذا الإجراء في تحسين قدرات العمليات الجوية المستدامة وزيادة الاستعدادات العملياتية على مساحة واسعة، مما يسمح بتمديد فترة الدوريات الجوية ورفع جاهزية المهام.
القاذفات طويلة المدى B-52: رادع استراتيجي
تشمل التعزيزات أيضاً قاذفات بعيدة المدى من طراز B-52، التي تتميز بمدى كبير وقدرة على حمل كميات كبيرة من الذخائر. وتُعد هذه القاذفات وسيلة ردع مرئية ضد القوات المعادية، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بحماية أصولها وحلفائها. بفضل قدرتها على أداء مهام متعددة، من المراقبة إلى الضربات الدقيقة، تبرز قاذفات B-52 الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
استراتيجية دفاعية أميركية في مواجهة التهديدات
توضح هذه الخطوة الأخيرة مرونة واستجابة الاستراتيجية الدفاعية الأميركية العالمية للتعامل مع التهديدات المتغيرة على الساحة الدولية، مع التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ تدابير سريعة لمواجهة التحديات الأمنية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحديات أمنية مستمرة من قوى إقليمية وقوى مساندة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
رسالة وزير الدفاع الأميركي تجاه إيران
أكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، موقف الولايات المتحدة تجاه إيران وحلفائها، قائلاً: "إذا قامت إيران أو شركاؤها أو حلفاؤها باستغلال هذا الظرف لاستهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، ستتخذ الو لايات المتحدة كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها".