دراسة تكشف عن الحل البسيط للحفاظ على صحة القلب وتخفيض ضغط الدم بـ 5 دقائق يوميا

خطوات يومية بسيطة لتخفيض ضغط الدم

أظهرت دراسة من جامعة كوليدج لندن (UCL) وجامعة سيدني أن ممارسة تمارين قصيرة يوميا، مثل صعود السلالم، قد تخفض ضغط الدم، مما يوفر وسيلة بسيطة لإدارة مخاطر القلب والأوعية الدموية. ووفقًا للدراسة، استبدال خمس دقائق من الجلوس بحركة نشطة قد يساهم في تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم، ويعدّ النشاط البدني المنتظم أداة هامة لتحسين الصحة العامة.

إدراج النشاط البدني في الروتين اليومي

تشير الدراسة إلى أن إدراج أنشطة بسيطة، مثل صعود السلالم أو ركوب الدراجة إلى المتجر، في روتينك اليومي يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم. وقد أوضح الباحثون من جامعتي كوليدج لندن وسيدني أن مجرد خمس دقائق إضافية من النشاط اليومي قد تُحدث فرقا ملحوظا.

الدراسة، المدعومة من مؤسسة القلب البريطانية (BHF) والمنشورة في دورية Circulation بتاريخ 6 نوفمبر 2024، حللت بيانات صحية لـ 14,761 مشاركًا ارتدوا أجهزة تتبع نشاط لفحص تأثير الحركة اليومية على ضغط الدم.

تصنيف الأنشطة اليومية

قام الباحثون بتقسيم الأنشطة اليومية إلى ست فئات:

النوم

السلوكيات المستقرة (مثل الجلوس)

المشي البطيء (أقل من 100 خطوة في الدقيقة)

المشي السريع (أكثر من 100 خطوة في الدقيقة)

الوقوف

التمارين الأكثر شدة (مثل الجري أو ركوب الدراجة أو صعود السلالم).

استبدال الخمول بالنشاط

باستخدام هذه البيانات، قدر الباحثون تأثير استبدال نوع من النشاط بآخر، أظهرت النتائج أن استبدال خمس دقائق من السلوكيات الأقل نشاطا بممارسة التمارين قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم الانقباضي (SBP) بمقدار 0.68 ملم زئبق والانبساطي (DBP) بمقدار 0.54 ملم زئبق، وعلى مستوى السكان يمكن أن يؤدي خفض بمقدار 2 ملم زئبق في SBP و1 ملم زئبق في DBP إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 10٪.

الدراسة أشارت إلى إمكانية تحقيق تحسينات "ذات أهمية إكلينيكية" عند ممارسة 20 دقيقة إضافية من النشاط يوميًا لـ SBP و10 دقائق إضافية لـ DBP.

قوة الأنشطة اليومية

أكدت النتائج أن الأنشطة اليومية التي تزيد معدل ضربات القلب، مثل ركوب الدراجات أو صعود السلالم أو الجري القصير، يمكن أن تحقق فوائد لضغط الدم الصحي. وذكرت د. جو بلودجيت، المؤلفة الرئيسية من جامعة كوليدج لندن: "تشير نتائجنا إلى أن النشاط البدني القوي هو مفتاح خفض ضغط الدم، بينما الحركة الأقل شدة مثل المشي توفر بعض الفوائد".

الأخبار الجيدة هي أنه بغض النظر عن القدرة البدنية للشخص، فإن القليل من النشاط يمكن أن يؤثر إيجابيًا على ضغط الدم. والمتفرد في هذا المتغير هو أنه يشمل جميع الأنشطة الشبيهة بالتمارين، من صعود السلالم إلى ركوب الدراجة في مهام يومية قصيرة.

تحليل البيانات والنتائج

جمع الباحثون بيانات من ست دراسات في مجموعة ProPASS التي شملت 14,761 مشاركًا من خمس دول. استخدم كل مشارك جهاز تتبع قابل للارتداء لقياس النشاط على مدار 24 ساعة وتم قياس ضغط الدم لديهم. وبلغ متوسط يوم المشاركين 7 ساعات من النوم، 10 ساعات من الجلوس، 3 ساعات من الوقوف، ساعة من المشي البطيء، ساعة من المشي السريع، و16 دقيقة من التمارين.

استبدال الأنشطة وتأثيرها

قام الفريق بتحليل تأثير استبدال نشاط بآخر وتقدير التغيرات في ضغط الدم بناءً على تلك التبديلات.

صرح البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس من جامعة سيدني: "ارتفاع ضغط الدم يعدّ مشكلة صحية عالمية كبرى، وقد يكون هناك طرق يسيرة نسبيًا لمعالجته إلى جانب الأدوية. تشير النتائج إلى أن خمس دقائق إضافية من النشاط يمكن أن تؤدي لتحسينات ملحوظة في قراءات ضغط الدم".

ارتفاع ضغط الدم: "القاتل الصامت"

ارتفاع ضغط الدم، الذي يوصف بأنه ضغط الدم المرتفع باستمرار، يؤثر على 1.28 مليار بالغ حول العالم، وهو سبب رئيسي للوفيات المبكرة. يؤدي إلى السكتة الدماغية والنوبات القلبية وفشل القلب وأمراض الكلى، وغالبًا ما يوصف بـ"القاتل الصامت" لعدم وجود أعراض واضحة.

قال البروفيسور مارك هامير من جامعة كوليدج لندن: "تعتبر أجهزة تتبع النشاط مثل الساعات الذكية أدوات هامة بشكل متزايد لمتابعة النشاط البدني وإدارة العوامل المؤثرة على الصحة مثل ضغط الدم".

ختمت الدراسة بأهمية استخدام بيانات دقيقة لتحليل الأنشطة، مما يظهر أن حتى التغيرات البسيطة في نمط الحياة قد تُحدث فرقًا في صحة القلب والأوعية الدموية.