ما هو مرض "أدينوميوسيس"؟ الأسباب والتشخيص والعلاج

مرض الأدينوميوسيس مرض الأدينوميوسيس

الأدينوميوسيس هو حالة طبية معقدة لا تزال الأبحاث حولها مستمرة، يتميز بوجود خلايا شبيهة ببطانة الرحم (الإندوميتروم) في الطبقة العضلية للرحم (الميوميتروم). هذا يسبب آلاما ونزيفا شديدا، مما يؤثر على جودة الحياة لدى النساء المصابات.

ما الذي يسبب الأدينوميوسيس؟

طبقات الرحم الرئيسية

يتكون الرحم من طبقتين رئيسيتين:

1. بطانة الرحم (الإندوميتروم): الطبقة الداخلية التي تنغرس فيها الأجنة. تُطرح هذه الطبقة خلال الدورة الشهرية إذا لم يحدث حمل.

2. الطبقة العضلية (الميوميتروم): الطبقة المسؤولة عن تمدد الرحم أثناء الحمل والتقلصات أثناء الولادة.

في حالة الأدينوميوسيس، تنمو خلايا شبيهة ببطانة الرحم داخل الطبقة العضلية، وهو ما يسبب مشاكل صحية.

الفرق بين الأدينوميوسيس والانتباذ البطاني الرحمي

على الرغم من أن العديد من النساء المصابات بالأدينوميوسيس يعانين أيضًا من الانتباذ البطاني الرحمي، إلا أن الحالتين مختلفتان.

في الانتباذ البطاني الرحمي: توجد خلايا شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم، غالبا في تجويف الحوض.

في الأدينوميوسيس: توجد هذه الخلايا داخل الطبقة العضلية للرحم.

أسباب محتملة

الأسباب الدقيقة للأدينوميوسيس غير معروفة، لكن الأبحاث تشير إلى أن التلف الذي يصيب المنطقة بين بطانة الرحم والطبقة العضلية (بسبب الدورة الشهرية، الحمل، الولادة، أو الإجراءات الطبية) قد يساهم في حدوث الحالة. في بعض الحالات، لا تلتئم الأنسجة التالفة كما يجب، مما يسمح للخلايا بالنمو بشكل غير طبيعي في العضلات.

تشخيص الأدينوميوسيس: التحديات والتطورات

طرق التشخيص التقليدية

في السابق، كان التشخيص يتطلب إجراء استئصال للرحم وفحصه تحت المجهر لتحديد وجود خلايا بطانة الرحم في الطبقة العضلية.

التقنيات الحديثة

مع تطور تقنيات التصوير مثل الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية المتقدمة، أصبح بالإمكان تشخيص الأدينوميوسيس دون الحاجة إلى الجراحة. ومع ذلك، لم يتم بعد تطوير طريقة موحدة لتشخيص الحالة بشكل غير جراحي.

مدى انتشار المرض

نظرا لصعوبة التشخيص، لا يزال من غير المؤكد مدى انتشار الأدينوميوسيس. ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن حوالي 20% من النساء اللواتي يخضعن لاستئصال الرحم لأسباب غير مرتبطة بالأدينوميوسيس يتم اكتشاف وجود المرض لديهن أثناء الفحص المرضي.

تصنيفات الأدينوميوسيس وأعراضه

أنواع النمو في الطبقة العضلية

الآفات الموضعية: تؤثر على جزء معين من الرحم.

النمو المنتشر: يؤثر على مساحة واسعة من العضلات.

يمكن تصنيف الأدينوميوسيس بناءً على مدى عمق تغلغل الأنسجة داخل الطبقة العضلية. لا تزال الأبحاث مستمرة لفهم العلاقة بين عمق الآفات وشدة الأعراض، حيث لا توجد دائمًا علاقة مباشرة بينهما.

الأعراض الشائعة

نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية.

آلام في الحوض.

تقلصات شديدة تؤثر على جودة الحياة اليومية.

علاج الأدينوميوسيس

الخيارات الدوائية

تشمل العلاجات الدوائية:

1. الأدوية الهرمونية:

حبوب منع الحمل.

أقراص تحتوي على البروجستيرون.

جهاز داخلي رحمي يفرز البروجستيرون (مثل جهاز "ميرينا").

أدوية توقف إنتاج الهرمونات الجنسية (GnRHa).

2. الأدوية غير الهرمونية: مثل حمض الترانيكساميك لتقليل نزيف الدورة الشهرية.

3. الأدوية المسكنة: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم.

العلاج الجراحي

إزالة الآفات الموضعية: للنساء اللواتي يعانين من آفات محدودة.

استئصال الرحم: يُعتبر الخيار الأخير للنساء اللواتي لا يستجبن للعلاج الدوائي أو اللواتي لا يخططن للإنجاب.

نظرا لأن الأدينوميوسيس ليس حالة موحدة، فإن العلاج يجب أن يُخصص بناءً على احتياجات كل مريضة، مع مراعاة رغبتها في الإنجاب وشدة الأعراض.

رغم انتشار الأدينوميوسيس وتأثيره الكبير على النساء في سن الإنجاب، لا يزال هناك نقص في الوعي والاهتمام البحثي بالحالة، سواء بين مقدمي الرعاية الصحية أو الجمهور.

تطلعات المستقبل

يعمل العلماء والأطباء حاليا على تطوير طرق تشخيص دقيقة وغير جراحية، على أمل الوصول يومًا ما إلى علاج فعال يعالج المرض بشكل نهائي.

الأدينوميوسيس حالة معقدة تتطلب مزيدا من الاهتمام والتوعية. تحسين التشخيص والعلاج سيُحدث فرقا كبيرا في حياة العديد من النساء. استمرار الأبحاث والوعي المجتمعي هو المفتاح لتحقيق ذلك.