في ظل العقوبات الدولية والمواجهة المستمرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، طورت إيران ترسانة متقدمة من الطائرات المسيرة العسكرية، لتصبح أداة رئيسية في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية، هذه الطائرات رغم كلفتها المنخفضة مقارنة بالمقاتلات التقليدية، أثبتت فعاليتها في ميادين قتال عديدة مثل سوريا والعراق واليمن وحتى أوكرانيا، وبرزت في الصراع المفتوح مع إسرائيل.
صناعة محلية متطورة رغم القيود
بدأت إيران تطوير الطائرات المسيرة منذ الثمانينيات خلال حربها مع العراق، لكن التطور الكبير حصل بعد عام 2010، مدفوعا بالحاجة إلى تعويض محدودية سلاحها الجوي، واليوم تمتلك إيران عشرات الطرازات من الطائرات المسيرة، تغطي مهام الاستطلاع والرصد والحرب الإلكترونية والهجمات الانتحارية الدقيقة.
أبرز الطائرات المسيرة الإيرانيةأبرز الطائرات المسيرة الإيرانية
الطائرة المسيرة شاهد-136: النوع انتحارية (كاميـكازي)، المدى يزيد عن 2,000 كلم، استخدمت في الهجمات ضد البنية التحتية الأوكرانية، وظهرت ضمن الهجوم الإيراني الكبير على إسرائيل في أبريل 2024، تتميز بتكلفتها الرخيصة وتتيح تنفيذ هجمات جماعية لتشتيت الدفاعات الجوية المعادية.
الطائرة المسيرة شاهد-129: النوع هجومية واستطلاعية، المدى نحو 1,700 كلم، الحمولة صواريخ موجهة بدقة مثل “صادق” و”سديد”، وتنافس المسيرة الأميركية MQ-1 Predator من حيث المهام والمدى.
الطائرة المسيرة مهاجر-6: النوع استطلاع وهجوم تكتيكي، المدى حوالي 200–300 كلم، الحمولة قنابل موجهة صغيرة الحجم وصواريخ دقيقة، زود بها الحرس الثوري وفصائل إقليمية موالية لإيران.
الطائرة المسيرة أبابيل-5: النوع هجومية، المدى أكثر من 400 كلم، الحمولة صواريخ دقيقة، ظهرت في المناورات الإيرانية وفي دعم جماعات في سوريا واليمن.
الاستخدامات الخارجية للطائرات المسيرة الإيرانية
قامت إيران بتصدير العديد من هذه الطائرات لحلفائها مثل: حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وروسيا (بحسب تقارير غربية، طائرات شاهد-136 استخدمت في أوكرانيا)
وقد تمكنت هذه الطائرات من تجاوز أنظمة دفاع متطورة، مثل القبة الحديدية الإسرائيلية وباتريوت الأميركي، عبر اعتمادها على الطيران المنخفض والحجم الصغير، ما يصعب رصدها واعتراضها.
هل تشكل الطائرات المسيرة الإيرانية تهديدا استراتيجيا؟
هل تشكل الطائرات المسيرة الإيرانية تهديدا استراتيجيا؟
وفي 13 أبريل 2024 أطلقت إيران أكثر من 150 طائرة مسيرة من طرازات متعددة نحو إسرائيل، في أول مواجهة مباشرة وواسعة النطاق بين الدولتين، ورغم اعتراض عدد كبير منها، إلا أن بعضها نجح في اختراق الدفاعات وضرب أهداف حساسة، ما أثار تساؤلات جدية حول فاعلية الدرع الجوي الإسرائيلي، فتكلفة تصنيع بعض الطائرات مثل الطائرة المسيرة شاهد-136 تقدر ببضعة آلاف من الدولارات، في حين تصل تكلفة صاروخ اعتراض مثل “تامير” في القبة الحديدية إلى عشرات آلاف الدولارات، هذا الخلل في المعادلة الاقتصادية يمنح إيران ميزة استراتيجية في أي حرب استنزاف.
كما أن قدرة إيران على إنتاج كميات كبيرة منها، وتعديلها وفقا للظروف الجغرافية والسياسية، يجعلها أداة مرنة وفعالة ضمن عقيدة الحرب غير المتكافئة.
وفي الختام أصبحت الطائرات المسيرة الإيرانية أحد أخطر الأسلحة غير التقليدية في الشرق الأوسط، فهي تجمع بين انخفاض الكلفة والمرونة والقدرة على الوصول إلى أهداف استراتيجية بدقة، ومع استمرار الصراعات من المتوقع أن تلعب دورا متزايدا في الحروب المستقبلية، سواء عبر الهجمات المباشرة أو الدعم للقوى الحليفة.