أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم الأعصاب (Neurology) بتاريخ 11 ديسمبر 2024، أن تقلبات ضغط الدم لدى كبار السن قد تزيد من احتمالية تراجع مهارات التفكير والذاكرة لديهم.
ووفقاً للدكتورة أنيسة دحنا، الباحثة في جامعة روش بشيكاغو، فإن النتائج تشير إلى أن "تقلب ضغط الدم يُعد عاملاً خطراً يؤثر على الإدراك، إضافة إلى التأثير السلبي المعروف لضغط الدم المرتفع".
تقلبات ضغط الدم وتأثيرها على صحة الدماغ
شارك في الدراسة نحو 4800 شخص بمتوسط عمر يبلغ 71 عاماً. وتم قياس ضغط الدم للمشاركين بانتظام على مدى ثلاث سنوات، مع إجراء اختبارات لقياس التفكير والذاكرة في بداية الدراسة وبعد عشر سنوات.
متوسط ضغط الدم لدى المشاركين: 138/78 ملم زئبقي.
ضغط الدم المرتفع: يُعرف بأنه 130/80 أو أعلى.
1. زيادة شيخوخة الدماغ:
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من تقلبات كبيرة في ضغط الدم تعرضوا لشيخوخة دماغية إضافية تُقدر بثلاث سنوات تقريباً، بناءً على اختبارات الإدراك.
2. دور الأدوية:
لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم لم يظهروا اختلافاً كبيراً في نتائج اختبارات التفكير في نهاية الدراسة.
3. الفروقات العرقية:
كشفت الدراسة أن المشاركين من أصول إفريقية يعانون من تقلبات أكبر في ضغط الدم مقارنةً بالبيض، مما انعكس سلباً على نتائج اختباراتهم الإدراكية.
أهمية الاكتشاف
تشير الدكتورة دحنا إلى أن هذه الدراسة، رغم كونها ملاحظية ولم تثبت علاقة سببية مباشرة، تُبرز أهمية مراقبة ضغط الدم لدى كبار السن بانتظام. وقالت:
> "يجب مراقبة ضغط الدم وأي تغييرات تحدث بمرور الوقت، مما قد يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمشاكل الإدراكية والعمل على تقليل هذا الخطر".
تأثير الدراسة على الصحة العامة
مع تزايد الشيخوخة وارتفاع معدلات الإصابة بمرض الزهايمر، تُعد إدارة ضغط الدم وتقلباته إحدى الاستراتيجيات الأساسية للوقاية من التدهور الإدراكي، ووفقاً للدكتورة دحنا:
"إدارة ضغط الدم باتت عاملاً أساسياً يمكن تعديله للمساهمة في الحفاظ على صحة الدماغ وتأخير ظهور المشكلات الإدراكية".
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية الحفاظ على استقرار ضغط الدم للوقاية من تدهور القدرات العقلية مع التقدم في العم لذا يُنصح كبار السن بإجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على استقراره.
