كشف العلماء عن مخلوق جديد من أعماق البحار، أطلقوا عليه اسم Dulcibella camanchaca، وهو نوع جديد من القشريات تم اكتشافه في خندق أتاكاما قبالة الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، هذا المفترس الشبحي الذي يعيش في أعماق تصل إلى 7,902 متر يُعتبر أول نوع كبير ونشط من القشريات المفترسة يتم العثور عليه في هذه الأعماق الشديدة.
خنادق المحيط: عوالم غامضة ومليئة بالمفاجآت
تمتد خنادق المحيط إلى أعماق تصل إلى 11 كيلومترًا، حيث تسود الظلمة والبرودة وضغط هائل يصل إلى 1,088 جو (أو ما يعادل 16,000 رطل لكل بوصة مربعة). ورغم هذه الظروف القاسية، تزدهر كائنات غريبة في هذه المناطق، ويبدو أن خندق أتاكاما، بظروفه القاسية، يخفي أسرارًا بيولوجية قد تحمل تطبيقات قيمة للبشرية.
نوع جديد وجنس غير معروف سابقا
يمثل Dulcibella camanchaca اكتشافا مزدوجا، حيث أظهرت التحاليل أن هذا الكائن ينتمي إلى جنس جديد غير معروف سابقا، ويتميز بقدرته على السباحة بسرعة ومطاردة الفرائس باستخدام ملحقات فريدة تُعرف باسم "gnathopods".
تفاصيل حول الاكتشاف:
الحجم: يصل طول هذا الكائن إلى 4 سنتيمترات، وهو أكثر من ضعف حجم أقرب أقربائه.
النظام الغذائي: يفترس كائنات أصغر من نفس الفصيلة.
التسمية: يشير اسم camanchaca إلى "الظلام" في لغات الشعوب الأصلية في المنطقة، تكريما للبيئة المظلمة التي يعيش فيها.
أهمية هذا الاكتشاف العلمي
يؤكد الباحثون أن دراسة الكائنات الحية في مناطق مثل خندق أتاكاما تقدم رؤى مهمة حول تطور الحياة في البيئات القاسية، وقد تساعد أيضًا في البحث عن حياة على كواكب وأقمار أخرى، مثل أوروبا وإنسيلادوس.
العلاقة مع الفضاء: تُعتبر البيئات البحرية العميقة على الأرض نموذجًا لفهم إمكانية وجود حياة في المحيطات الجليدية على الأقمار الأخرى.
التنوع البيولوجي في خنادق المحيط
تتميز خنادق المحيط بأنها منعزلة تماما، مما يجعل كل خندق بمثابة "جزيرة" بيولوجية تحتوي على أنواع مميزة. ويوضح الباحثون أن خندق أتاكاما يعد نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي، حيث يعيش فيه عدد كبير من الكائنات التي لا توجد في أي مكان آخر.
تم اكتشاف هذا النوع خلال رحلة بحثية عام 2023 ضمن نظام المراقبة المتكامل لأعماق المحيط في تشيلي. واستُخدمت مركبة غير مأهولة لجمع العينات من أعماق تصل إلى 8 كيلومترات.
تصريحات الباحثين:
تقول الدكتورة كارولينا غونزاليس من جامعة كونثبسيون: "هذا الاكتشاف يبرز أهمية الاستكشاف المستمر لأعماق المحيطات، خاصة في المناطق القريبة من تشيلي."
تضيف الدكتورة جوانا ويستون، باحثة في معهد وودز هول: "البيانات تشير إلى أن هذا النوع ينتمي إلى جنس جديد، مما يعزز أهمية خندق أتاكاما كمنطقة غنية بالكائنات المتوطنة."
مع استمرار الدراسات، يتوقع الباحثون الكشف عن المزيد من الأنواع في خندق أتاكاما، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم الحياة في أعماق المحيطات ودورها في النظام البيئي العالمي.