علماء يكشفون أسرار الدماغ التي تمكننا من التمييز بين الأصوات الذاتية والأصوات الخارجية

تفاصيل مذهلة حول أسرار الدماغ تفاصيل مذهلة حول أسرار الدماغ

كشف الباحثون في مركز NYU Langone Health عن خريطة للدوائر الكهربائية في الدماغ التي تمكننا من التمييز بين الأصوات الذاتية والأصوات الخارجية، هذا الاكتشاف الذي استند إلى دراسات على مرضى الصرع، يفتح آفاقا لفهم أفضل لحالات مثل الفصام والهلوسة السمعية.

ما هو التفريغ السمعي التبادلي؟

التفريغ السمعي التبادلي هو إشارات كهربائية في الدماغ تساعد في التمييز بين الأصوات التي نصدرها بأنفسنا، مثل صوتنا، والأصوات الخارجية. تبدأ هذه الإشارات من القشرة الحركية، المسؤولة عن الحركات الإرادية، وتنتقل إلى القشرة السمعية التي تتحكم في السمع.

دور القشرة الحركية والسمعية

تعمل القشرة الحركية بالتزامن مع القشرة السمعية لفصل الأصوات الذاتية عن تلك الصادرة عن البيئة المحيطة، هذه العملية ضرورية للبقاء، ليس فقط لدى البشر ولكن أيضًا في الحيوانات مثل الطيور والخفافيش.

لماذا تميز الأصوات الذاتية مهم؟

من منظور تطوري، لعبت القدرة على فصل الأصوات الذاتية عن الخارجية دورا مهما في بقاء الكائنات، على سبيل المثال، تعتمد الخفافيش على هذه القدرة أثناء التنقل باستخدام الصدى، بينما تميز الطيور بين أصواتها وأصوات أقرانها.

تطبيقات على الفصام والتلعثم

في البشر، الاضطرابات في هذا النظام مرتبطة بالهلوسات السمعية لدى مرضى الفصام، حيث لا يمكنهم التمييز بين الأصوات الذاتية والخارجية. كما ترتبط هذه الاضطرابات بالتلعثم، حيث يتعطل الإيقاع الطبيعي للكلام.

التحديات البحثية في دراسة الإشارات الدماغية

على الرغم من تحديد هذه الإشارات في الثدييات الأخرى، فإن دراسة الإنسان معقدة بسبب:

1. صعوبة تسجيل النشاط الدماغي أثناء الكلام.

2. التعقيد في تحليل البيانات باستخدام الحواسيب المتقدمة.

أجريت الدراسة على ثمانية مرضى صرع أثناء خضوعهم لجراحة لتحديد مصدر النوبات. قام الباحثون بإجراء تجارب صوتية تضمنت:

الاستماع إلى كلمة وتكرارها (مثل "بالون").

استكمال جملة باستخدام الكلمة نفسها.

وصف صورة باستخدام نفس الكلمة.

وجد الباحثون أن الإشارات السمعية تبدأ في منطقة معينة من القشرة الحركية تُسمى "التلفيف قبل المركزي"، ثم تتحرك إلى منطقة مجاورة في القشرة السمعية تُعرف باسم "التلفيف الصدغي العلوي".

أهمية النتائج وفهم الفصام

قال الدكتور أمير حسين خليليان-غورتاني، الباحث الرئيسي:

"توفر دراستنا أول دليل مباشر على دوائر دماغية تربط القشرة الحركية بالقشرة السمعية، مما يسمح لنا بالبقاء منتبهين أثناء الحديث."

أضاف الدكتور أدين فلينكر، الباحث المشارك:

"هذا الاكتشاف يوضح مصدر الهلوسات السمعية لدى مرضى الفصام كنتيجة لاضطراب في التفريغ السمعي التبادلي."

اتجاهات البحث المستقبلية

يخطط الباحثون لإجراء اختبارات إضافية لمعرفة ما إذا كان هذا النظام نشطًا قبل حدوث الهلوسات التي يتم تحفيزها بواسطة تنشيط الدماغ. كما يعتزمون التعاون مع أطباء نفسيين لتطوير طرق غير جراحية لاختبار الإشارات لدى مرضى الفصام.