دراسة تكشف عن تأثير العزوبية على الرضا والسعادة: الفرق بين الرجال والنساء

تأثير العزوبية على سعادة الرجال والنساء

سلطت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة تورنتو الضوء على الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بتأثير  العزوبية على رضا الأفراد وسعادتهم. وقد تبين من خلال هذه الدراسة أن العزوبية تؤثر بشكل مختلف على الرجال والنساء، ويظهر ذلك بوضوح في التفاوت في مستوى الرضا عن الحياة والتعامل مع العزوبية بين الجنسين.

منهجية الدراسة والمشاركون

استندت الدراسة إلى استطلاع آراء 5941 مشاركًا، وركزت على موضوعات متعددة تشمل الرضا عن العلاقات والجوانب الجنسية والرغبة في وجود شريك، استهدفت الدراسة فهم تأثير العزوبية على الأفراد في سياقات اجتماعية ونفسية مختلفة، مع أخذ الجنس والعمر والعرق في الاعتبار.

نتائج الدراسة: النساء العازبات أكثر رضا واستقلالية

أوضحت نتائج الدراسة أن النساء العازبات أبدين أقل رغبة في الدخول في علاقات مقارنة بالرجال، كما أظهرت الدراسة أن النساء العازبات يشعرن بمستوى أعلى من الرضا الشخصي، ويستمتعن بقدر أكبر من الرفاهية والاستقلالية في حياتهن اليومية، وهذا يشير إلى أن العزوبية قد تكون تجربة إيجابية للنساء في سياق الحياة الاجتماعية والعملية.

تأثير العزوبية على الرجال: انخفاض الرضا خاصة بين كبار السن

من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن الرجال، وخاصة الأكبر سناً، يعانون من انخفاض ملحوظ في رضاهم عن حياتهم بسبب العزوبية، فقد أبدوا شعورا أكبر بالعزلة وعدم الرضا، ما يعكس تأثير العزوبية عليهم بشكل أكثر حدة مقارنة بالنساء. يوضح هذا الفارق في التأثيرات النفسية والاجتماعية على الأفراد غير المرتبطين من الجنسين.

تأثير العرق والعمر على مستوى الرضا بين العزاب

أخذت الدراسة أيضا في الاعتبار تأثير العرق والعمر على مستوى الرضا بين العزاب. على سبيل المثال، أظهرت النتائج أن النساء ذوات البشرة السمراء أبدين رغبة أعلى في العثور على شريك مقارنة بالنساء ذوات البشرة البيضاء، وفيما يتعلق بالرجال، فقد تبين أن كبار السن يعانون من شعور أكبر بالعزلة وعدم الرضا مقارنة بالشباب، ما يعكس تحديات مختلفة تؤثر على الرضا العام في مختلف مراحل الحياة.

الضغط الاجتماعي على الرجال

أوضحت إلين هوان، المعدة الرئيسية للدراسة، أن الرجال يواجهون صعوبة أكبر في التكيف مع العزوبية بسبب الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالتوقعات التقليدية للرجولة، كما أضافت أن "النجاح الاجتماعي للرجال غالبًا ما يرتبط بقدرتهم على جذب شريك، ما يزيد من شعورهم بعدم الرضا عند البقاء عازبين". وأشارت إلى أن المراحل المبكرة من المواعدة تمثل تحديًا خاصًا للرجال، مما يقلل من فرصهم في بناء علاقات رومانسية ناجحة وإشباع احتياجاتهم الجنسية.

دعم الأصدقاء والعائلة يعزز رضا النساء العازبات

في المقابل، عزت الدراسة شعور النساء العازبات بالسعادة إلى الدعم الاجتماعي القوي الذي يتلقينه من الأصدقاء والعائلة، هذا الدعم يساعدهن على تحقيق الرضا العاطفي والاجتماعي بعيدًا عن العلاقات الرومانسية. أكدت الدراسة أن هذا الدعم الاجتماعي يُعد بديلاً مهماً يمكن أن يغني النساء عن الحاجة إلى شريك في حياتهن.

تأثير الثقافة الشعبية على صورة العزوبية

أشارت الدراسة أيضا إلى دور الثقافة الشعبية في ترسيخ الصور النمطية المتعلقة بالعزوبية في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية، يتم تصوير النساء العازبات على أنهن وحيدات وغير سعيدات، كما في شخصية "بريدجيت جونز". بينما يتم تصوير الرجال العازبين على أنهم شخصيات جذابة ومستمتعة بحريتهم، كما في شخصية "دانييل كليفر" في السلسلة نفسها، هذه الصور النمطية تعزز الفكرة السائدة حول العزوبية وتؤثر في التصورات الاجتماعية حولها.

ضرورة إعادة النظر في المفاهيم المجتمعية

اختتم الباحثون الدراسة بالتأكيد على أهمية إعادة النظر في المفاهيم المجتمعية السائدة حول العزوبية، وقد خلصوا إلى أن النتائج تدحض الصورة النمطية التي تربط النساء العازبات بالحزن والوحدة، في حين تصوّر الرجال العازبين كمصدر للسعادة والحرية، وأكدوا أن "نتائجنا تساهم في تعزيز فهم أعمق للفوارق بين الجنسين في رفاهية الأفراد غير المرتبطين، وتفتح آفاقًا لدراسة تأثير الجنس على الحياة العاطفية والاجتماعية في المجتمعات الحديثة".