دراسة عصبية تكشف كيفية معالجة الدماغ البشري للمعلومات المتعلقة بالزمان والمكان

كشفت دراسة جديدة أجراها علماء الأعصاب الإدراكيون في المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة (SISSA) عن كيفية معالجة الدماغ البشري للمعلومات المتعلقة بالزمان والمكان، تظهر النتائج أن هذين النوعين من المعلومات مرتبطان جزئيا فقط، وأن الدماغ يعالجهما بشكل متدرج عبر مناطق مختلفة.

التسلسل الوظيفي في القشرة الدماغية:  

أظهرت الدراسة وجود تسلسل وظيفي داخل القشرة الدماغية البشرية، في المناطق الخلفية للدماغ، حيث يتم استقبال المعلومات البصرية أولاً، تتم معالجة الزمان والمكان معا، ومع انتقال المعالجة إلى المناطق الجدارية والجبهية، تصبح هاتان المعلومتان منفصلتين تدريجيا، بالإضافة إلى ذلك تختلف طريقة تمثيل الوقت عبر مناطق الدماغ المختلفة، مما يعكس تغيرا في كيفية ترميز المعلومات الزمنية عبر القشرة الدماغية.

محفزات بصرية في مواقع مختلفة على الشاشة:  

لاختبار كيفية معالجة الدماغ للمعلومات المتغيرة في المكان والزمان، طلب الباحثون من مشاركين أصحاء تقييم مدة ظهور محفز بصري معروض في مواقع مختلفة على شاشة لفترات زمنية متباينة، أثناء هذه المهمة، تم تسجيل الاستجابات العصبية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي عالي الدقة (fMRI).

 القشرة الخلفية: الزمان والمكان معا  

في المناطق الخلفية للدماغ، وخاصة في القشرة البصرية القذالية، يتم معالجة الزمان والمكان معًا بواسطة نفس العصبونات، كلما طالت مدة العرض، زادت نشاط هذه العصبونات.

 القشرة الأمامية: عصبونات منفصلة للزمان والمكان  

في المناطق الأمامية، تختفي هذه العلاقة. في المناطق الجبهية الحركية، تتم معالجة الوقت بشكل مستقل عن موقع المحفز البصري، تعالج مجموعات عصبية مختلفة المكان والزمان بشكل منفصل.

 القشرة المتوسطة: تنوع في الآليات  

في المناطق الجدارية، التي تعتبر منطقة وسيطة بين القشرة القذالية والجبهية، تكون العلاقة بين الزمان والمكان متعددة الأوجه، بعض العصبونات تستجيب لكل من الموقع والمدة، بينما تستجيب أخرى لأحد البعدين فقط.

تسلسل وظيفي في معالجة الزمن:  

خلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة تعمق فهمنا لكيفية معالجة الدماغ للزمان والمكان، وهما جانبين أساسيين من تجربتنا للعالم، كما تسلط الضوء على وجود تسلسل وظيفي في معالجة الزمن، حيث تساهم مناطق دماغية مختلفة بشكل مميز في معالجة وإدراك الوقت.

تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تفكيك الدماغ للمعلومات المتعلقة بالزمان والمكان، مما يفتح آفاقا لفهم أعمق للعمليات العصبية المعقدة التي تدعم إدراكنا للعالم من حولنا.